واشنطن - نشرت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" الإثنين أعمق صورة للكون على الإطلاق يتمّ التقاطها بالأشعة تحت الحمراء، ظهرت فيها بعدسة التلسكوب الفضائي جيمس ويب آلاف المجرّات التي تشكّلت بعيد الانفجار العظيم قبل أكثر من 13 مليار سنة. وتأتي اللمحة الخاطفة التي عرضها البيت الأبيض لأول صورة عالية الدقة وملونة بالكامل التقطها تلسكوب ويب عشية الكشف الأكبر عن صور وبيانات طيفية تخطط ناسا لعرضها اليوم الثلاثاء في مركز جودارد لرحلات الفضاء في ماريلاند. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن في حفل أقيم بالبيت الأبيض ونشرت خلاله باكورة حصاد التلسكوب الفضائي، إنّ هذه الصورة العلمية والملوّنة والتي التقطت بالأشعة تحت الحمراء هي الأولى من نوعها وتمثّل يوماً "تاريخياً". ونشرت هذه الصورة بعد ستّة أشهر من إطلاق جيمس ويب، أقوى تلسكوب فضائي على الإطلاق. وقالت ناسا إنّ هذه الصورة هي "الأكثر عمقاً والأكثر وضوحاً التي تُلتقط للكون حتى اليوم". ولا تستطيع العين البشرية رؤية الأشعة تحت الحمراء، لكنّ التلسكوب جيمس ويب مجهّز بتقنيات تمكّنه من ذلك. وأظهرت الصورة التي عرضها بايدن وبيل نيلسون رئيس ناسا سلسلة مجرات عمرها 4.6 مليار عام يطلق عليها اسم "سماكس 0723"، والتي تعمل كتلتها المجمعة بمثابة "عدسة جاذبية"، تشوه الفضاء لتضخم بدرجة كبيرة الضوء القادم من مجرات بعيدة خلفها. وقال نيلسون إن واحدا على الأقل من المشاهد الضوئية الخافتة الأقدم التي تظهر في "خلفية" الصورة يعود إلى أكثر من 13 مليار سنة، مما يجعله أصغر بنحو 800 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير، وهو الشرارة النظرية التي بدأت توسع الكون المعروف قبل نحو 13.8 مليار سنة. وقبل الكشف عن الصورة، قال بايدن "إنها نافذة جديدة على تاريخ الكون الذي نعيش فيه ... وسنحصل اليوم على لمحة لأول ضوء يسطع من تلك النافذة: ضوء من عوالم أخرى، نجوم تسبح في أفلاك بعيدة جدا عن عالمنا. إنه أمر مذهل بالنسبة لي". ومن المقرّر أن تنشر ناسا الثلاثاء صوراً أخرى التقطها التلسكوب نفسه وذلك خلال حفل ينتظره بفارغ الصبر عشّاق الفضاء حول العالم. وجرى تصميم مرصد ويب الذي تبلغ تكلفته تسعة مليارات دولار، وهو أكبر وأقوى تلسكوب لعلوم الفضاء على الإطلاق، لسبر أغوار الطور الأول للكون المعروف، وهو ما يبشر بعصر ثوري من الاكتشافات الفلكية.
مشاركة :