التحديات السياسية تطغى على تهديد المناخ خلال قمة قادة الهادئ

  • 7/12/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

وتعد النسخة الحالية من منتدى جزر المحيط الهادئ أهم اجتماع منذ سنوات، إذ تأتي بعد توقف قسري بسبب جائحة كوفيد، وفيما ينفد الوقت أمام الجزر الاستوائية للتحرك في ملف المناخ. وافتتح رئيس فيجي الذي يترأس المنتدى فوريك باينيماراما الثلاثاء الاجتماع الأول للقمة محذرا من أن "أزمة تغير المناخ الجامحة" تهدد أمن وسيادة العديد من دول منطقة الهادئ. لكن بدلا من الاكتفاء بالتركيز على التهديد الناجم عن ارتفاع مستوى مياه البحار والعواصف التي تزداد قوتها، فإن قرارا صادما اتخذه زعماء متحالفون مع بكين في كيريباتي بالانسحاب من المنتدى وكُشف عنه عشية القمة، أرخى بظلاله على سير الاجتماع. ويتصاعد التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين منذ أن وقعت جزر سليمان معاهدة أمنية مثيرة للجدل مع بكين في نيسان/أبريل. وأعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الثلاثاء عن مشاركة غير مسبوقة في القمة عبر الفيديو، إذ عادة ما يقتصر الاجتماع على دول المحيط الهادئ واستراليا ونيوزيلندا. "التصدي لهذه الطوارئ" يلتقي القادة في فندق غراند باسيفيك الفخم في عاصمة فيجي سوفا، لمناقشة استراتيجية المضي قدما في منطقة الهادئ حتى 2050 مع تركيز شديد على التهديد الوجودي المتمثل بالتغير المناخي. وسيناقشون أيضا الإعلان عن حالة طوارئ مناخية في الهادئ، ومسألة دعم مساع تقودها فانواتو، للطلب من محكمة العدل الدولية التدخل في مسألة الالتزامات المناخية للدول. وقال رئيس وزراء فانواتو بوب لاومان الثلاثاء إن سكان المنطقة "يدعوننا، نحن قادة منطقة الهادئ، للتصدي لهذه الطوارئ". غير أن انسحاب كيريباتي من المنتدى أثار مخاوف إزاء تفكك للوحدة المتراصة لمنطقة الهادئ، والتي تعطي الجزر الصغيرة ثقلا في مفاوضات المناخ العالمية. وقال وزير خارجية توفالو سايمون كوفي لوكالة فرانس برس إنه "فوجئ وحزن" لانسحاب كيريباتي، لكنه عبر عن أمله إزاء إمكانية إقناعها بالانضمام مجددا. تصدر كوفي العام الماضي عناوين الأنباء عندما خاطب قمة الأمم المتحدة للتغير المناخي واقفا في مياه تصل إلى مستوى ركبتيه، لجذب الانتباه إلى خطر التغير المناخي على بلاده المنخفضة والتي قد تختفي تحت مياه البحار المرتفعة في السنوات الخمسين القادمة. وأمام خطر مماثل، فإن التغير المناخي هو أولويته في القمة. وستطالب توفالو بتركيز على تمويل الدول والتصدي لأزمة المناخ. واعتبر كوفي إن المخاوف إزاء الأمن الإقليمي، المتأتية عن معاهدة جزر سليمان والصين "تجذب بعض الاهتمام بعيدا عن التغير المناخي". - الأمن مقابل المناخ - وستكون القمة بمثابة اختبار لرئيس الوزراء الأسترالي الجديد أنتوني ألبانيزي، الذي تعهد بذل مزيد من الجهود في ملف المناخ وتحسين علاقات بلاده المتأزمة مع دول منطقة الهادئ. خلال لقاء القادة في المنتدى السابق الذي عقد في 2019، تحولت النقاشات إلى صراخ ودموع عندما حاولت الحكومة الاسترالية السابقة إسكات قادة حاولوا توجيه دعوة عالمية للتحرك على صعيد المناخ. لكن ألبانيزي يريد أيضا استغلال القمة للتعبير عن هواجسه إزاء التطورات الأمنية في المنطقة في أعقاب الاتفاق بين الصين وجزر سليمان. ومتحدثا لوسائل الإعلام الثلاثاء سعى إلى دمج قضايا المناخ والأمن. وقال في مؤتمر صحافي في سيدني "جيراننا في الهادئ يدركون أن التغير المناخي مسألة أمن قومي".

مشاركة :