وافق مجلس الأمن الدولي على السماح باستمرار نقل مساعدات المنظمة الدولية لنحو أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا من تركيا لمدة ستة أشهر. وتوصل المجلس إلى اتفاق على ذلك في ثالث محاولة له بعد انتهاء التفويض الخاص بالعملية. تمديد فترة نقل المساعدات من تركيا إلى سوريا عبر معبر باب الهوى الحدودي لمدة ستة أشهر بدل سنة بعد ضغط وعرقلة من روسيا تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا ينص على تمديد آلية المساعدة عبر الحدود إلى سوريا مدة ستة أشهر، حتى 10 كانون الثاني/يناير القادم، وهي مدة فرضتها روسيا في حين كانت المدة المقترحة سنة . وقد تم تبني القرار اليوم الثلاثاء (12 يوليو/ تموز 2022) بأغلبية 12 صوتا من أصل 15. والأصوات الموافقة هي لروسيا والصين والأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن. وامتنعت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا عن التصويت لعدم موافقتها على المدة التي تعتبرها غير كافية للتخطيط لإيصال المساعدات بشكل صحيح. وقال سفير دولة عضو في مجلس الأمن لفرانس برس طالباً عدم ذكر اسمه: ما جرى في المجلس هو أن "روسيا نجحت في لي ذراع الجميع: إما أن تظل الآلية معطلة، أو تُمدّد لستة أشهر " و"لم يكن بإمكاننا أن ندع الناس يموتون" جوعاً، خلال الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه الاثنين بين أعضاء المجلس. ولاعتماده، يجب أن يجمع النص ما لا يقل عن تسعة أصوات من أصل خمسة عشر بدون معارضة أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن وهم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين. وينص الاتفاق على أن تستأنف الأمم المتحدة استخدام معبر باب الهوى الواقع على الحدود بين سوريا وتركيا، علما أنه الممر الوحيد الذي يمكن أن تنقل من خلاله مساعدات الأمم المتحدة إلى المدنيين بدون المرور في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام. والمعبر لم يعد متاحا للأمم المتحدة منذ مساء الأحد. "ابتزاز روسيا مشين" وقد تم إنشاء آلية عبور الحدود في عام 2014 وهي تتيح إيصال المساعدات الإنسانية من دون مواقفة من دمشق إلى أكثر من 2,4 مليون شخص في محافظة إدلب (شمال غرب سوريا) التي ما زالت تحت سيطرة تنظيمات إسلامية متطرفة وفصائل معارضة. يتضمن القرار الذي صاغته إيرلندا والنروج إمكانية تمديد الآلية في كانون الثاني/ يناير 2023 لمدة ستة أشهر رهنا باعتماد قرار جديد، على النحو الذي اقترحته روسيا الأسبوع الماضي. وأعربت كل من أيرلندا والنرويج عن ارتياحهما إثر تبني القرار. وعلقت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية التي تعنى بالدفاع عن حقوق الإنسان في بيان قائلة "إنه لأمر مشين أن تنجح روسيا مرة أخرى في ابتزاز أعضاء المجلس، هذه المرة عن طريق تقليص فترة التجديد إلى ستة أشهر حتى ينتهي التفويض في منتصف الشتاء". وقال تامر كيرلس، مدير الاستجابة لسوريا في منظمة أنقذوا الأطفال (سيف ذا تشلدرن) إن "التجديد مدة ستة أشهر غير كاف ويخذل بعض الأطفال الأكثر ضعفا في العالم". وأضاف أنه يطرح "تحديات كبيرة... بشكل خاص لأن هذا القرار سينتهي خلال الشتاء القارس في سوريا، عندما يتحمل الأطفال وأسرهم - ومعظمهم يعيشون في مخيمات - درجات حرارة باردة لا يمكن تصورها بدون ملابس دافئة أو طعام أو تدفئة لحمايتهم". وكانت موسكو قد استخدمت حق النقض يوم الجمعة الفائت ضد تمديد الآلية لمدة عام واحد في شكل شبه تلقائي مدة ستة أشهر ثم ستة أشهر أخرى، كما قررت الأمم المتحدة قبل عام في تموز/ يوليو 2021. ع.ج/ ف.ي (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :