كولومبو – الوكالات: غادر الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا صباح أمس البلاد على متن طائرة عسكرية متّجها إلى المالديف المجاورة بعد احتجاجات شعبية عارمة ضدّه، وفق ما أفاد مسؤولون. والطائرة العسكرية وهي من طراز أنطونوف-32 أقلعت من المطار الدولي الرئيسي وعلى متنها أربعة أشخاص بينهم الرئيس البالغ 73 عاما وزوجته وحارس شخصي، وفق ما أفاد مسؤولون في سلطات الهجرة وكالة فرانس برس. وفي وقت سابق حاول راجابكسا الذي تعهد بالاستقالة عقب احتجاجات شعبية إلى مغادرة البلاد بحراً أمس بعد مواجهة مهينة مع موظفي الهجرة الذين منعوه من المغادرة عبر مطار كولومبو، على ما أعلنت مصادر رسمية. وبحث مستشارو راجابكسا سبل فرار الرئيس ومرافقيه على متن قارب دورية، بحسب مصدر رفيع المستوى في قطاع الدفاع. واستخدم الرئيس بالفعل سفينة تابعة للبحرية لنقله السبت من القصر الرئاسي الذي يحاصره المحتجون إلى قاعدة كاتوناياكي، في شمال شرق البلاد. وتوجه راجابكسا بعد ذلك إلى مطار كولومبو الدولي على متن مروحية الاثنين. وقال المسؤول في الدفاع إن «الخيار الأفضل الآن هو الخروج عن طريق البحر»، مضيفاً «يمكنه الذهاب إلى جزر المالديف أو الهند والتوجه منها جواً إلى دبي». واشار إلى خيار آخر يتمثل في ركوب طائرة من مطار ماتالا الدولي. افتتح مطار ماتالا الدولي عام 2013، وغالبًا ما يعد بمثابة خيار مكلف ودون جدوى. لا يخدم المطار الرحلات الجوية الدولية المنتظمة، وقد وُصِف بأنه أقل المطارات الدولية استخدامًا في العالم. وفي وقت سابق من أمس، رفض مسؤولو الهجرة دخول راجابكسا إلى صالة كبار الشخصيات لختم جواز سفره عندما أراد رئيس الدولة تجنب المرافق العامة خشية رد فعل السكان. وبما أنه لم يعلن استقالته بعد، تنفيذا لتعهده الأربعاء من أجل «انتقال سلمي للسلطة»، فإن راجابكسا لا يزال يتمتع بالحصانة الرئاسية. وينوي الاستفادة من ذلك للبحث عن منفى في الخارج. أمضى الرئيس وزوجته الليلة قبل الماضية في قاعدة عسكرية بالقرب من المطار الدولي بعد أن فاتته أربع رحلات جوية كان من الممكن أن تقلهما إلى الإمارات. وفوت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في أبريل رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع الهجرة. حاول باسل استخدام خدمة مدفوعة الأجر لحمل الحقائب مخصصة للمسافرين من رجال الأعمال، لكن موظفي المطار والهجرة أعلنوا إيقاف هذه الخدمة السريعة بأثر فوري. وقال مسؤول في المطار لوكالة فرانس برس إن «بعض الركاب احتجوا على صعود باسل على متن طائرتهم»، موضحاً «كان الوضع متوترا، لذلك غادر المطار على عجل». كان من المقرر أن يتقدم باسل الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضًا، بطلب للحصول على جواز سفر جديد بعد أن ترك جواز سفره في القصر الرئاسي عند فرار عائلة راجابكسا السبت إثر هجوم آلاف المحتجين، وفقًا لمصدر دبلوماسي. وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق و17,85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة. وفي حال استقالة راجابكسا، سيتولى رئيس الوزراء رانيل ويكرمسينغ منصب الرئيس بالوكالة تلقائيا، إلى حين انتخاب البرلمان نائبا يكمل الولاية التي تنتهي في نوفمبر 2024. لكن ويكرمسينغ يواجه أيضًا تحديًا من قبل المتظاهرين الذين يخيمون أمام مكتب الرئاسة منذ أكثر من ثلاثة أشهر للمطالبة باستقالة الرئيس بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد.
مشاركة :