مع بدء الرئيس الأميركي جو بايدن رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط وزيارته المرتقبة إلى السعودية، تتجه الأنظار إلى لحظة حاسمة ستشهد إعادة انخراط الولايات المتحدة في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية في العالم. في إطار رحلته الأولى، التي صورها كبار مستشاري البيت الأبيض على أنها لحظة حاسمة لإعادة الانخراط أو إعادة إنفاذ دور الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، يبدأ الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم جولة تشمل 3 محطات رئيسية، هي إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والسعودية. ومع التركيز في كل جانب من الرحلة على الاستقرار الإقليمي والاقتصادي وزيادة إنتاج النفط وسط ارتفاع الأسعار وعلى أزمة الغذاء العالمية المحتملة، تتجه الأنظار إلى جدة، عندما يصل بايدن إلى السعودية بعد غد للقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، قبل قمته المرتقبة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى العراق والأردن ومصر، ومشاركته في قمة رباعية افتراضية مع زعماء إسرائيل والإمارات والهند ستركز على الأمن الغذائي. وفي محطته الأولى، يبحث بايدن سبل تعميق اندماج إسرائيل في الشرق الأوسط، وسيعمل على إحراز تقدم في علاقاتها خصوصاً مع السعودية، وإصلاح العلاقات مع الفلسطينيين والتصدي لما وصفه بالتهديد الإيراني متعدد الجوانب وتثبيت الهدنة في اليمن، بحسب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان. الناتو الإقليمي ووفق وزير الدفاع بيني غانتس، فإن إسرائيل ستعرض على بايدن بناء قوة متكاملة مع شركائها في جميع أنحاء المنطقة ضد إيران، مبيناً أن مؤسسة الدفاع سوف تتولى مهمة تطوير هذا التحالف في السنوات المقبلة بوصفه الوسيلة الرئيسية لكبح جماح العدوان الإيراني بالمنطقة. وعبرت دول عربية عدة بينها الإمارات ومصر وحتى الأردن عن رفضها لقيام هكذا تحالف في الوقت الحالي، رغم ذلك لم تتخل تل أبيب عن الفكرة. وإذ اعتبر غانتس أن التحدي الأمني الأول الذي سوف يتم التعامل معه هو القتال ضد عدوان إيران ومسعاها النووي والحفاظ على القدرات العملياتية لإسرائيل إضافة إلى إقامة العديد من علاقات التعاون، أعلنت وزارة الدفاع أنها ستستعرض أنظمتها للدفاع الجوي أمام بايدن. دور مختلف ورأى سوليفان أن «جولة بايدن ستعزز دور واشنطن الحيوي في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية وستؤكد دورها المختلف عما كان عليه قبل 20 عاماً عشية حرب العراق»، مشدداً على أنها «بحاجة إلى الاستمرار في الانخراط بشكل مكثف في الشرق الأوسط لأن العالم على وجه التحديد أصبح أكثر تنافسية من الناحية الجيو - سياسية وخصوصاً في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا». واعتبر سوليفان أن الشرق الأوسط «متشابك بعمق مع بقية العالم والعمل على إنشاء منطقة أكثر سلاماً واستقراراً سوف يعود ذلك بالفائدة على مصلحة الشعب الأميركي سنوات قادمة». وأوضح أن «أهداف بايدن الأساسية واضحة ومباشرة وتتمثل بمنطقة تتمتع بمزيد من الاستقرار وحروب أقل يمكن أن تجذب الولايات المتحدة إليها وهي منطقة أقل استعداداً للإرهاب الذي يهدد الأميركيين وتساعد في معالجة أمن الطاقة العالمي». وأضاف: «من الواضح أن المنطقة لا تزال مليئة بالتحديات والتهديدات منها إيران والجماعات الإرهابية في عدد من الدول والصراع المستمر بسورية» معتبر أن هذا الوضع «هو السبب أن بايدن يعتقد أنه لا يوجد بديل لقوة الدبلوماسية». عملية السلام وكشف عن مساعي بايدن «إلى توفير الدعم المادي للشعب الفلسطيني مع حماية رؤية حل الدولتين والتنسيق بشأن التهديد متعدد الأوجه، الذي تشكله إيران وتعزيز أهداف الطاقة والأمن الغذائي للولايات المتحدة وحلفائنا بمواجهة العدوان الروسي في أوكرانيا». ولفت إلى «أننا أعدنا العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين بعد أن عانت بشدة على عهد سلفنا (دونالد ترامب)» مذكراً بأن الإدارة الحالية «أعادت ما يقرب من 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين وأعدنا التأكيد على دعم الولايات المتحدة القاطع لحل الدولتين». وعشية الزيارة شدد الفلسطينيون على أن الدعم الاقتصادي لا يغني عن عملية سياسية لنيل الشعب الفلسطيني حقوقه. قمة جدة والتطبيع وأعلن أن بايدن «سيصدر بياناً رئيسياً حول استراتيجية إدارته ورؤيته لمنطقة الشرق الأوسط» خلال قمة دول مجلس التعاون الخليجي زائد ثلاثة في السعودية. وبخصوص الملف اليمني أشاد المستشار سوليفان باستمرار الهدنة في اليمن لأكثر من ثلاثة أشهر «وهو أطول سلام منذ سبع سنوات». وقال إن الرئيس بايدن «سيسعى إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش والحقيقي في اليمن وتعزيزه». وفي ملف التطبيع، أشار سوليفان إلى رغبة واشنطن في تعزيز مسار تحسين العلاقة بين إسرائيل والمزيد من الدول العربية واندماج اسرائيل بالمنطقة. ورأى أن الولايات المتحدة بدلت سياسة «حرية التصرف»، التي ورثتها عن الإدارة السابقة. وأضاف أن دبلوماسيتها مع السعودية بدأت تحقق نتائج، ومن بينها الهدنة في اليمن ومجلس تعاون خليجي أكثر تكاملاً. وصرح سوليفان بأن المسؤولين الأميركيين سيناقشون أمن الطاقة مع زعماء دول منظمة أوبك في الشرق الأوسط خلال جولة بايدن. وتابع: «سنخبر المسؤولين الخليجيين بضرورة تزويد سوق النفط بالكميات الكافية وسنؤكد ذلك». ويأمل بايدن في إقناع السعودية بزيادة إنتاج النفط سعياً لكبح ارتفاع أسعار الوقود وخفض التضخم قبل الاجتماع المقبل لأوبك بلاس في أغسطس، والذي قد ينتج عنه اتفاق جديد. وبينما تلقى ولي العهد السعودي اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، تبادلا فيه التهاني بمناسبة عيد الأضحى، أفادت أربعة مصادر مطلعة بأن إدارة بايدن تبحث إمكانية رفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية. وقال مصدران، إن المداولات الأميركية الداخلية غير رسمية وفي مرحلة مبكرة، مع عدم وجود قرار وشيك، بينما أشارت وكالة «رويترز» إلى أن أي تحرك لإلغاء القيود سيثير معارضة في الكونغرس، بما في ذلك من زملاء بايدن الديموقراطيين والجمهوريين المعارضين. وقالت الرئاسة التركية: «تبادل ولي العهد التهنئة مع الرئيس التركي بهذه المناسبة السعيدة، سائلاً الله عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على البلدين والشعبين الشقيقين والأمة الإسلامية بالخير والمسرات»، وتابعت: «جرى خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها». وزار ولي العهد السعودي تركيا، الشهر الماضي ضمن جولة شملت مصر والأردن، بعدما أجرى أروغان زيارة مماثلة للمملكة في أبريل الماضي التقى خلالها الملك سلمان بن عبدالعزيز. قمة أولى لتكتل الهند وإسرائيل وأميركا والإمارات أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الهندية، في بيان، أن قادة الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة سيعقدون، خلال يوليو الجاري، القمة الأولى لتكتل دولهم، المعروف باسم I2U2. وستعقد القمة افتراضياً غداً بمشاركة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، والرئيس الأميركي جو بايدن. وكان تم وضع التصور الأول للتكتل في أكتوبر من العام الماضي، خلال اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع. ويهدف التكتل إلى تشجيع الاستثمارات المشتركة في مجالات مثل المياه، والطاقة، والنقل، والفضاء، والصحة، والأمن الغذائي.
مشاركة :