يتوجه سلطان عُمان هيثم بن طارق الأربعاء إلى ألمانيا في زيارة رسمية هي الأولى له منذ توليه مقاليد الحكم مطلع العام 2020. وتثير زيارة السلطان هيثم من حيث توقيتها تساؤلات مختلفة، لاسيما مع انشغال ألمانيا في مواجهة التداعيات الكارثية لحرب أوكرانيا على اقتصادها وتقلص الخيارات البديلة المتاحة أمامها للنفط والغاز الروسيين. وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن "السلطان هيثم بن طارق سيقوم بزيارة رسمية إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية ابتداء من يوم الأربعاء". وأضافت الوكالة أن الهدف من الزيارة "تعزيز مجالات التعاون بين البلدين، وبحث المواضيع الراهنة التي تهم الجانبين على الساحتين الإقليمية والدولية". وسيلتقي السلطان هيثم خلال الزيارة بالمستشار الألماني أولاف شولتز الذي يواجه مأزقا حقيقيا في الحد من تبعات حرب أوكرانيا على بلاده. سينزيا بيانكو: عُمان يمكنها أن تلعب دورا في سعي أوروبا لتحقيق أمن الطاقة وطرحت الخبيرة في شؤون دول الخليج سينزيا بيانكو في سلسلة من التغريدات على تويتر دافعيْن لزيارة السلطان هيثم إلى برلين، الأول هو إمكانية أن تلعب السلطنة دورا مهما في سعي أوروبا لتحقيق أمن الطاقة، لاسيما وأن مسقط تطمح إلى جعل الدقم مركزا للهيدروجين الأخضر، لكنها مازالت لا تعمل مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا. وعزت بيانكو الدافع الثاني للزيارة إلى خوف ألمانيا وباقي دول الاتحاد الأوروبي من فشل المحادثات النووية، وانضمام إيران إلى صف روسيا والصين، ويرى الأوروبيون أن سلطنة عمان يمكنها إقناع طهران بتغيير مسارها. وقالت الخبيرة الإيطالية إن هذا الاجتماع مع دولة مهمة من دول الاتحاد الأوروبي هو ما تريده سلطنة عمان لزيادة استثماراتها وتقليل دينها الخارجي، وكذلك تنويع شركائها، مشيرة إلى أن بريطانيا، الشريك الأكبر لسلطنة عمان، بدأت توجه تركيزها إلى الداخل بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي. وترتبط عمان وألمانيا بعلاقات جيدة، وبحسب بيانات عمانية رسمية صادرة في العام 2020، يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 169 مليونا و724 ألف ريال عُماني (441 مليون دولار) سنويا.
مشاركة :