طرابلس - قررت الحكومة الليبية المنتهية ولايتها برئاسة عبدالحميد الدبيبة تغيير رئيس ومجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط يوم الثلاثاء، وسط مواجهة سياسية بين الفصائل المتناحرة بشأن السيطرة على المؤسسة المسؤولة عن إنتاج الطاقة في البلاد. ووفقا لنص القرار الذي أكده مسؤول في الحكومة، فإن الدبيبة سيعين فرحات بن قدارة الذي كان محافظا للبنك المركزي قبل انتفاضة 2011، رئيسا للمؤسسة بدلا من مصطفى صنع الله. وفرحات بن قدارة من المقربين لقائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر المدعوم من البرلمان الذي يتخذ من شرق البلاد مقرا له. وفي مارس/آذار، عين البرلمان حكومة بقيادة وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا بدلا من حكومة الدبيبة، لكن الدبيبة يرفض التنحي عن السلطة. ولم تعلن حكومة الدبيبة القرار، الذي تم تداوله على نطاق واسع في وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن وزارة النفط رحبت فيما بعد بالخطوة في بيان. وقالت مصادر ان الاعضاء الجدد في مجلس ادارة المؤسسة هم خليفة عبد الصاد وكيل وزارة النفط وحسين عبد الله صافار ومسعود موسى وأحمد عمار. وفي بيان منفصل، قالت المؤسسة الوطنية للنفط إنها ستستأنف صادرات الخام من مينائين وتأمل في استئناف الإنتاج من حقول مغلقة، في إشارة إلى نهاية محتملة لحصار تفرضه قوات من شرق البلاد كوسيلة لإبعاد الدبيبة عن منصبه. والسيطرة على إيرادات ليبيا النفطية من خلال مؤسسة النفط والبنك المركزي هي الجائزة الرئيسية للفصائل المتناحرة منذ انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي والتي أدت إلى فوضى وعنف على مدى سنوات في هذا البلد. وقاد صنع الله مؤسسة النفط بشكل مباشر منذ عام 2015، في ظل إلغاء وزارة النفط حتى عودتها مع تشكيل حكومة الدبيبة. وقال وزير النفط محمد عون، الذي دخل في خصومة مع صنع الله، إن تغيير مجلس إدارة المؤسسة "خطوة مهمة للمحافظة على الثروة النفطية". واتهم عون، في أكثر من مناسبة، صنع الله بحجب معلومات الإيرادات والإنتاج، ومخاطبة مديري الشركات بعدم الاعتداد بمراسلات وزارة النفط. وأدى إغلاق منشآت النفط في ليبيا إلى خفض الإنتاج بمقدار 850 ألف برميل يوميا في وقت يشهد ضغوطا على الإمدادات العالمية، وانخفاض إمدادات الوقود لمحطات الطاقة، مما زاد من انقطاع الكهرباء الذي أثار احتجاجات في أنحاء البلاد. وقبل أزمة الإغلاقات، كان إنتاج البلاد من النفط الخام يبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، ووصل في بعض الأيام 1.4 مليون برميل.
مشاركة :