لعبة المحاور تشتد بين بوتين وبايدن في الشرق الأوسط

  • 7/13/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يُدرج محللون زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى منطقة الشرق الأوسط وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إيران، في إطار تنافس المحاور على المنطقة في سياق دولي يتأثر يوميا بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية خاصة على مستوى التزود بموارد الطاقة. ويشرع الرئيس الأميركي ابتداء من بعد ظهر الأربعاء في زيارة إسرائيل والضفة الغربية ليتحول بعدها مباشرة إلى السعودية. بينما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي سيعقد الثلاثاء المقبل قمة ثلاثية في طهران تجمعه بنظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب أردوغان. ورغم إعلان موسكو أن مباحثات بوتين في طهران ستتمحور حول الملف السوري إلا ان الكثير من المحللين لا يميلون إلى اعتبار أن المسألة السورية ستكون الملف الأبرز في المحادثات الثلاثية، خاصة بعد أن أعلن البيت الأبيض الاثنين أن "معلومات استخبارية تشير إلى أن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا في غضون وقت قصير للغاية بما يصل إلى مئات الطائرات المسيرة، ومنها طائرات قتالية". وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مؤتمر صحفي الإثنين إن "إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات المسيرة، وإن أولى الدورات التدريبية كان مفترضا أن تبدأ مطلع يوليو/تموز الجاري"، مشيرا إلى أنه لا يعرف إذا كانت طهران زودت بالفعل موسكو بهذه الطائرات المسيرة أو بقسم منها، أو لم يتم هذا بعد". وذكّر سوليفان بأنه سبق للحوثيين في اليمن أن استخدموا طائرات إيرانية مسيرة مفخخة لمهاجمة السعودية. وفي تصريح لقناة دويتشه فيلا الألمانية أصر أستاذ تسوية الصراعات الدولية محمد الشرقاوي على ضرورة الربط بين زيارة بايدن للسعودية وزيارة بوتين لإيران، مشيرا إلى أن كلتا الدولتان هما "عظميان في منطقة الخليج وتخوضان صراع مصالح منذ سنوات". وقال الشرقاوي إن المسافة بين روسيا والغرب بصدد التقلص بوجود بايدن في السعودية وبوتين على الضفة الإيرانية للخليج العربي في طهران وهو في رأيه يرمز إلى "المواجهة الكبرى بين روسيا والغرب" التي حذرت منها الخارجية الروسية. وأشار الشرقاوي إلى أن العلاقات الثلاثية بين موسكو وأنقرة وطهران تجاوزت "مثلث الغزل السياسي" لتدخل "مثلث العتاد العسكري" في إشارة إلى صفقة المسيّرات الإيرانية التي كشف عنها البيت الأبيض. ويثير تطوير إيران للطائرات المسيرة قلق كل من الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين تتهمان طهران بتزويد حلفائها في الشرق الأوسط بهذه الطائرات، أو استخدامها لاستهداف القوات الأميركية وحركة الملاحة في الخليج. ووصف الشرقاوي سياسة بوتين بما يسمى في العلوم السياسية بـ"المتوازيات الاستراتيجية". وأضاف أن بوتين يلعب هذه الورقة منذ مدة مستشهدا بالمنتدى الاقتصادي الذي تم عقده في سان بطرسبورغ ردا على اجتماع 40 دولة في رامشتاين في ألمانيا، واجتماع الدول المطلة على بحر قزوين الذي دعا له بوتين ردا على قمة الناتو الأخيرة في مدريد. وأوضح الشرقاوي أن زيارة بوتين لطهران تندرج في نفس إطار "التعامل بندية الذي يرغب بوتين في فرضه على الغرب". وعن زيارة بوتين لطهران، قال رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني محمد رضا بور إبراهيمي إن "روسيا جادة بتوسيع علاقاتها الاقتصادية مع طهران وإن التخطيط للوصول إلى هذه الغاية سيكون على رأس الملفات التي ستُطرح على الطاولة خلال لقاءات الرئيس الروسي مع القيادة الإيرانية، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا. وأرجع المسؤول الاقتصادي الإيراني سبب الإصرار الروسي على توسيع العلاقات الاقتصادية مع طهران إلى العقوبات التي فرضتها أميركا ودول الاتحاد الأوروبي على موسكو نتيجة دخول قواته لأوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي. وفي كانون الثاني/ يناير المنقضي، قال الرئيس الإيراني إن"بلاده وروسيا تواجهان الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من 40 عاما". وقال رئيسي قبل مغادرته طهران متوجها إلى روسيا آنذاك إن "وجود مصالح مشتركة وتفاعلية بين طهران وموسكو في المنطقة يخلق الأمن ويمنع الأحادية في العالم". وكشف الشرقاوي عن أن كلا من بايدن وبوتين يسابقان الزمن الآن لحشد الدعم والتأييد في علاقة بالحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أن "تعامل الرياض وأبوظبي ببرود مع العقوبات الغربية على روسيا خلق انطباعا لدى الغرب بأن الروس استمالوا قادة الخليج" وهو ما جعل بايدن في نظره "يقدم تنازلات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان". ويضيف الشرقاوي أن "بوتين يعلم في المقابل أنه إذا دقت ساعة المواجهة الكبرى مع الغرب فإنه لن يكون أمام دول الخليج خيارات كبرى غير الاصطفاف وراء الغرب". لذلك يسعى بوتين في تقديره إلى "تمتين علاقته بالحلف الآخر المعادي للغرب في الشرق الأوسط والذي تتزعمه إيران". وحذر المحلل السياسي علي باكير في تصريحات إعلامية من إقحام تركيا في هذا الحلف الإيراني الروسي مشيرا إلى أن تركيا هي عضو بارز في حلف شمال الأطلسي ولن يكون بإمكانها إلا الاصطفاف وراء الغرب في المواجهات الكبرى. وأشار باكير إلى أن حضور أردوغان القمة الثلاثية المرتقبة إنما يندرج في إطار "السياسة التركية البراغماتية" لحماية مصالحها الاستراتيجية خاصة في ما يتعلق بسوريا والمسألة الكردية. واستبعد باكير أن يطلب بوتين من نظيره التركي تزويده بأسلحة متطورة كما تروج بعض الأوساط الإعلامية. وتجري سوريا وتركيا وإيران محادثات منذ عدة سنوات بشأن الوضع في سوريا في إطار ما أطلق عليها عملية أستانا للسلام الرامية لإنهاء النزاع الدامي الذي اندلع قبل 11 عاما في سوريا. وذكر الكرملين بأن بوتين سيعقد محادثات منفصلة مع أردوغان في طهران، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.

مشاركة :