أوضح متخصص في التربية السياحية أن مشروع تطوير المساجد التاريخية الذي أطلقه سمو ولي العهد في مرحلته الثانية يحمل ثمانية أبعاد مهمة هي: البعد الديني، البعد التاريخي، البعد الثقافي، البعد العلمي، البعد التراثي، البعد السياحي، البعد الاقتصادي، البعد الاجتماعي. وقال المستشار السياحي الدكتور أحمد بن محمد العمير لـ"سبق": إن تلك المساجد تعد مقاصد ثرية لمحبي هذه الأنواع من السياحة، وهذا بدوره يدعم التوجه القائم في إثراء تجربة الحاج والمعتمر؛ فبعد أداء المناسك والواجبات الدينية يمكنهم زيارة المقاصد التاريخية المختلفة بما فيها المساجد التاريخية، خاصة بعد تطويرها وأخذ تصور عن الفن المعماري والجمالي وتاريخها وارتباطها بالأحداث المختلفة في الجزيرة العربية. وأضاف: المساجد التاريخية تعد أحد أوجه الحضارة الإسلامية والعربية والوطنية ببعدها الديني وبعمارتها المميزة وزخارفها الهندسية ونقوشها الدالة التي قد تتعرض لعوامل التلف والضرر، سواء كانت عوامل طبيعية "داخلية وخارجية"، أوعوامل بشرية مختلفة؛ لذا ينبغي الاهتمام بها وتطويرها والمحافظة عليها. وأبان أن اهتمام قيادتنا الرشيدة بتلك المساجد قد تجلّى من خلال إطلاق مشروع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله لتطوير المساجد التاريخية؛ فبعد أن أكمل مرحلته الأولى بتطوير ٣٠ مسجدًا في عام ٢٠١٨م، وتأتي المرحلة الثانية بتطوير نفس العدد من المساجد في مناطق مختلفة من خلال شركات وطنية متخصصة بالتراث العمراني يقوم عليها مهندسون سعوديون؛ لما لذلك من أهمية كبيرة في المحافظة على هوية تلك المساجد وجماليتها وزخارفها العتيقة المرتبطة بفترات تاريخية مختلفة. وأكد "العمير" أن تلك الشركات الوطنية أقدر على معرفة وفهم البيئة المحيطة وارتباطها بالتاريخ الإسلامي والدور المختلف لتلك المساجد الذي لم يقتصر على أداء الصلاة فقط، بل كانت تشكل ثكنات عسكرية تنطلق منها الجيوش، ومدارس لتحفيظ القرآن الكريم والعلوم الدينية، ومكانًا لحل النزاعات والخصومات، ودارًا للإفتاء، ودور اجتماعات ومحاضرات وخطب وغيرها. وبيّن أهمية ارتباط طريقة عمارتها بالحالة الثقافية والاجتماعية والدينية للمجتمع نفسه، وهي أبعاد ينبغي الأخذ بها عند تطوير تلك المساجد؛ لأن الحفاظ عليها والاهتمام بها وتطويرها جزء مهم من حفظ التراث الإسلامي والهوية الثقافية والقيم والعادات والتقاليد الإسلامية الأصيلة. واختتم المتخصص في التربية السياحية أنه من الجانب الآخر فإن أهمية تطوير المساجد التاريخية تأتي وفقًا لتوجه المملكة العربية السعودية ممثلة في رؤية ٢٠٣٠ في تطوير السياحة بأنماطها المختلفة من خلال إثراء السياحة الدينية والتراثية والتاريخية والثقافية، مع أهمية عدم الخلط بين أداء الواجبات الدينية وبين السياحة الدينية المتمثلة في زيارة المعالم الإسلامية.
مشاركة :