وأجرى الدراسة الجديدة خبراء في جامعة برينستون في نيوجيرسي، وكلية لندن الجامعية وشركة ديب مايند المملوكة لغوغل. ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها مهمة في السعي لبناء نماذج ذكاء اصطناعي تتمتع بنفس الفهم الجسدي للبشر البالغين. وقال مؤلف الدراسة الدكتور لويس س. بيلوتو "إن فهم العالم المادي هو مهارة حاسمة يستخدمها معظم الناس دون عناء، ومع ذلك، لا يزال هذا يمثل تحديًا للذكاء الاصطناعي - إذا أردنا نشر أنظمة مفيدة في العالم الحقيقي، فنحن نريد أن تشارك هذه النماذج إحساسنا البديهي بالفيزياء". و يوضح مؤلفو هذه الدراسة الجديدة أنه حتى الأطفال الصغار جدًا على دراية بـ "الفيزياء البديهية" وقواعد الفطرة السليمة لكيفية عمل العالم. وهذه المعرفة ليست فريدة من نوعها للبالغين، وحتى الأطفال في عمر ثلاثة أشهر لديهم هذه التوقعات، ويتفاعلون إذا واجهوا موقفًا "سحريًا" يبدو أنه ينتهك هذه التوقعات. على سبيل المثال، يتفاجأ الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة أشهر إذا وقعت حالة تنطوي على حدث مستحيل جسديًا، مثل اختفاء لعبة فجأة. و بالنسبة لدراستهم، تساءل الباحثون عما إذا كانت نماذج الذكاء الاصطناعي يمكن أن تتعلم مجموعة متنوعة من المفاهيم الفيزيائية - على وجه التحديد تلك التي يفهمها الأطفال الصغار، مثل الصلابة (أن جسمين لا يمر أحدهما عبر الآخر) والاستمرارية، وقاموا ببناء نظام بلاتو بحيث يمكن أن يمثل المدخلات المرئية كمجموعة من الكائنات والسبب حول التفاعلات بين الكائنات. و قام المؤلفون بتدريب بلاتو من خلال عرض مقاطع فيديو للعديد من المشاهد البسيطة، مثل الكرات التي تسقط على الأرض، والكرات تتدحرج خلف الأشياء الأخرى وتعاود الظهور، وكرات ترتد عن بعضها البعض. و شوهدت تأثيرات التعلم هذه بعد مشاهدة ما لا يزيد عن 28 ساعة من مقاطع الفيديو، واستنتج الباحثون أن بلاتو يمكن أن يقدم أداة قوية للبحث في كيفية تعلم البشر للفيزياء البديهية. وتظهر النتائج أيضًا أن أنظمة التعلم العميق المصممة على غرار الرضيع تتفوق في الأداء على أنظمة "التعلم من الصفر" الأكثر تقليدية، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.
مشاركة :