القدس/طهران - أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد الأربعاء في مستهل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تل أبيب أن البلدين سيبحثان إعادة بناء "تحالف عالمي قوي" ضد إيران. وقال لبيد بعد وصول طائرة الرئاسة الأميركية إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب في مستهل أول جولة لبايدن إلى الشرق الأوسط "سنناقش الحاجة إلى إعادة بناء تحالف عالمي قوي يقف في وجه البرنامج النووي الإيراني". وتعهد بايدن الذي وصل إسرائيل الأربعاء في مستهل أول جولة له إلى الشرق الأوسط بأن بلاده والدولة العبرية "ستعززان علاقتهما على نحو أكبر" في إشارة إلى شراكة تتعلق "بأنظمة الدفاع الأكثر تطورا". وقال بايدن الذي ستشمل جولته السعودية أيضا "سنواصل إعطاء دفع لعملية اندماج إسرائيل في المنطقة" في إشارة إلى خطوات التقارب بين إسرائيل وبعض الدول العربية. وتجري واشنطن وتل أبيب منذ أشهر مناقشات تركزت أساسا على ما تقول إسرائيل إنها تهديدات إيرانية وتحاولان تنسيق جهودهما في خضم تعثر مفاوضات فيينا النووية الرامية لاحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مايو/ايار 2018 ويسعى خلفه بايدن إلى إعادة انعاشه. ويأتي وصول بايدن لإسرائيل بينما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن طهران لن تتراجع عن موقفها "الصائب والمنطقي" في المحادثات النووية المتعثرة مع الولايات المتحدة اليوم الأربعاء بعد يوم من تحذير فرنسا من أنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وبدا إحياء الاتفاق وشيكا في مارس/آذار لكن المحادثات المستمرة منذ 11 شهرا بين إيران والقوى العالمية في فيينا تعثرت فيما يرجع أساسا إلى إصرار طهران على أن ترفع واشنطن الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وفي محاولة للتغلب على هذا التعثر وتضييق هوة الخلافات عقدت طهران وواشنطن محادثات غير مباشرة في قطر الشهر الماضي لكنها انتهت دون إحراز تقدم. وقال رئيسي للتلفزيون الرسمي "إيران لن تتراجع عن موقفها الصائب والمنطقي ... أنصح الأميركيين بالنظر للحقائق والتعلم من أخطائهم السابقة". ومنذ محادثات الدوحة تشكك طهران في مدى تمسك الولايات المتحدة بإحياء الاتفاق النووي في حين قالت واشنطن إن طهران أضافت مطالب جديدة لا علاقة لها ببحث برنامجها النووي في المحادثات. وأمس الثلاثاء قالت فرنسا إنه لم يتبق سوى بضعة أسابيع قبل أن تنغلق نافذة الفرصة أمام إحياء الاتفاق النووي متهمة إيران باستخدام أساليب المماطلة بينما تمضي قدما في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وأوضح مسؤول أميركي بارز أن بلاده لم تحدد أي موعد نهائي. ورد ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على طلب التعليق على تصريحات وزيرة الخارجية الفرنسية قائلا للصحفيين "لولا جهود إيران لما انفتحت نافذة الدبلوماسية الآن". وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، حدَّت إيران من برنامج تخصيب اليورانيوم، وهو مسار ربما يؤدي لامتلاك أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات الدولية. وتقول طهران إنها تسعى للحصول على الطاقة الذرية لأغراض مدنية فقط. ويقول مسؤولون غربيون إنه كلما ماطلت إيران لمدة أطول في إحياء الاتفاق واستمرت في إنتاج كميات أكبر من اليورانيوم المخصب، زادت صعوبة استعادة الاتفاق الرامي إلى الحد من الانتشار النووي.
مشاركة :