كل ما حول الحرم المكي اختلف عن سابق زمانه، الحارات، والأزقة التجارية، والمباني العتيقة، والحوانيت القديمة، حتى الطرق والجسور، لكن ثمة ملمح لازال بقاياً في زحام المتغيرات وسباق التطوير، هم باعة المساويك السعوديين وكأنهم منسيون في زمن اتسعت فيه فرصة بقائهم لتوفير لقمة العيش لسد الأفواه الجائعة التي يطعمونها من مكاسب أعواد السواك. فعلى أطراف الساحة الجنوبية للحرم المكي لازالت مشاهد افتراش مجموعة من باعة السواك للأرض تتفيأ ظلال الفنادق الفاخرة بحثاً عن لقمة العيش ما بين صلاتي العصر والعشاء دون تحرك للجهات المعنية في تخصيص أكشاك صغيرة تقيهم نصب البيع المتنقل. وقال المسن محمد البارقي ل"الرياض": "قدمت منذ شهر من مدينة بارق جنوب المملكة بحثاً عن عمل ووجدت في بيع السواك مصدر دخل جيد لكن مغلف بمعاناة حمل البضاعة من موقع لآخر". وأشار محمد الهذلي بائع مساويك إلى أن موسم العمرة وإجازة نهاية الأسبوع وموسم رمضان المبارك وشهر الحج من الفرص التي يحرص عليها باعة السواك لرفع دخلهم اليومي. وأفاد غالب ناصر بائع مساويك أن فرق البلدية تتعاطف مع السعوديين لكن الباعة يشعرون بالحرج من ممارسة النشاط أسفل فنادق المنطقة المركزية المطلة على ساحات الحرم المكي. بدوره، عد عيسى عنقاوي مهتم بشؤون توظيف الأسر المنتجة سوء التنسيق بين الجهات المعنية مثل وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشؤون البلدية وعدم تعاونها مع مؤسسات المجتمع المدني نتاج طبيعي لوضع باعة المساويك وممارسة نشاطهم من خلال افتراش الأرض. وطالب بتخصيص أكشاك خاصة على طرق مرور المصلين والمعتمرين بما لا يعيق حركة السير لمنح هذه الفئة فرصة العمل المريح وبطريقة تحفظ كرامتهم وتحسن دخلهم من خلال بيع مستلزمات المعتمر والحاج من السبح والمناديل والسجادات.
مشاركة :