في أخر زيارة أجراها جو بايدن إلى إسرائيل في مارس 2016، حين كان نائبا للرئيس باراك أوباما، برزت أزمة كبيرة بين الولايات المتحدة والدولة العبرية، حين صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على بناء وحدات استيطانية شمالي القدس المحتلة. لكن هذه المرة تجنبت تل أبيب تكرار الأمر، حيث أجّلت حكومة يائير لابيد التصديق على مخططات الاستيطان الجديدة في القدس المحتلة، كما أعلن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني جانتس عما سماها بـ “تسهيلات للفلسطينيين”، تتمثل بالتصديق على 5500 طلب “لم شمل”. هذا فضلا عن توسيع الخرائط الهيكلية للبناء في 6 تجمعات فلسطينية بالضفة الغربية وحول القدس، فضلا عن زيادة تصاريح العمل في إسرائيل للفلسطينيين من قطاع غزة بـ 1500 تصريح، مع إعادة فتح معبر كرم أبو سالم. إجراءات رأت حكومة لابيد أن الهدف منها هو بناء الثقة مع السلطة الفلسطينية، والتماشي مع سياسة واشنطن الحالية بإعطاء الأولوية لما يسمى أحيانا بمبادرات “السلام الاقتصادي”. الرئيس السابع استنادا إلى قائمة أمريكية رسمية، فإن بايدن هو سابع رئيس للولايات المتحدة الأمريكية يزور إسرائيل. وفقا للقائمة في موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فإن ريتشارد نيكسون كان أول رئيس يزور إسرائيل في 16 يونيو 1974، والأخير هو ترامب في 22 مايو 2017. وكان الرئيس الأسبق بيل كلينتون أكثر رئيس أمريكي يزور إسرائيل بواقع 4 زيارات في الفترة بين 1994 و1998، تلاه جورج بوش الابن الذي زارها مرتين في 2008، ثم أوباما الذي زارها مرتين في 2013 و2016، أما جيمس كارتر فقد زارها مرة واحدة في مارس 1979. طمأنة تل أبيب أكد الخبير في السياسية الخارجية والأمن القومي الأمريكي، بليز ميشتال، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث كثيرا عن حل الدولتين لكن هناك غياب رغبة للجانب الإسرائيلي لتقبل أي حلول. وأوضح ميشتال، خلال تصريحات له من واشنطن مع برنامج “مدار الغد”، أن واشنطن تحاول طمأنة تل أبيب بأنها ستعمل على منع امتلاك إيران أسلحة نووية. وأشار إلى أن بايدن يرغب في توصيل رسالة حاسمة لطهران بأن واشنطن لن تقف صامتة أمام أي استهداف إيراني لإسرائيل. ورقة إنتخابية وأكدت الصحفية المختصة في الشأن الإسرائيلي، شيرين يونس، إن “إعلان القدس” أهميته في توقيته وشكله وليس مضمونه. وأوضحت يونس، خلال تصريحات لها من وادي عارة مع برنامج “مدار الغد”، أنه لا توجد بنود جديدة في إعلان القدس لكن هناك أهمية للإعلان في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وأشارت إلى أن إعلان القدس بمثابة ورقة انتخابية لكل من بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، مؤكدة أن الإعلان هدية أمريكية ثمينة إلى لابيد في الانتخابات المقبلة.
مشاركة :