ولي العهد ينفض غبار الزمن عن المساجد التاريخية

  • 7/14/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يسجل التاريخ الإسلامي والعمراني بمداد الذهب اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان –حفظه الله– في أنقى وأشرف وأنصع الصفحات المضيئة والبارزة في محطات شرف الرعاية والعناية والاهتمام ببيوت الله عز وجل من خلال تدشينه المرحلة الثانية من مشروعه الجليل لتطوير المساجد التاريخية، والذي يهدف إلى إعادة تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًا في مختلف مناطق المملكة، بعد استكمال المرحلة الأولى التي تم إطلاقها عام 2018م. حماة المقدسات ليس غريبا على القيادة السعودية ورموزها العظام هذا الاهتمام، وهم خدام الحرمين الشريفين وحماة المقدسات، فسجل النجاحات يشهد على منجزات تشرئب لها أنظار العالم، والمسلمون في أصقاع المعمورة يعرفون لهم فضلهم ومكانتهم، ويرفعون ضراعة الأكف دعاء لهم، بالأمس اكتملت فصول ركن الحج العظيم، فلم يتجه حاجا مشرقا أو مغربا إلا وكانت المشروعات العملاقة والخدمات العظيمة محيطة به، لا تنظر القيادة في المملكة شكرا من شاكر، ولا ثناء من زائر بل تطمع وترجو ثواب الرب الكريم، وأداء الأمانة العظيمة الجسيمة التي خصهم المولى سبحانه وتعالى بها، فكانوا خير أمين ومؤتمن. مفخرة التاريخ ويأتي التاريخ مفتخرا بين يدي سمو والعهد الأمير محمد بن سلمان ليقلب صفحاته في أرض التاريخ والنبوءات والرسالات والإسلام، وبلاد الحضارات والتراث والعمران، وموطن الأصالة والكرم والنبل، يعود مجددا ليواصل الأمير الشاب رسالته الأولى في نفض غبار الزمن عن مساجد تاريخية عتيقة كانت مصابيح تبدد الظلام برسائلها الإيمانية القائمة على نشر الوسطية والسلام والتسامح، يعيدها بيديه المفضالتين لأوج مكانتها السابقة فتواصل أهدافها السامية وتنطلق نحو المستقبل تمثل خلودا زمنيا وتراثيا لا ينفك عنها، فمشروعات الترميم تنجز وفق معايير معتمدة عالميا ويقوم عليها طواقم وطنية، وتهدف لإعادة رونق المساجد التاريخية وبث الحياة فيها بعد تآكلها وضعفها بفعل الزمن لتعود معالم عمرانية شامخة وصامدة. تعزيز الهوية وأكد أحمد عوض -كاتب رأي- قائلا: «انطلاقة مشروع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية كانت من خلال تطوير وتأهيل 30 مسجدا في مناطق مختلفة، وتاريخ أحد هذه المساجد يصل لـ 1432 عاما، وبعد النجاح في تلك المرحلة والتي واجه المشرفون على التنفيذ مرحلة جائحة كورونا إلا أن الهمم العظيمة لا تستسلم للصعاب، وبتوفيقٍ من الله ثم بدعم سمو ولي العهد نجحت هذه المرحلة، والآن نحتفل جميعاً بتدشين سمو ولي العهد لمشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية والذي يستهدف تأهيل وتطوير 30 مسجداً تاريخياً، مع تأكيد من سموه على أن يكون المهندسون السعوديون هم المُشرفون والمنفذون وعبر شركات سعودية متخصصة، لأنهم الأعرف بهوية الأرض والخصائص العمرانية لكُل بيئة، وتوافق هذا التدشين مع تأكيد على الأخذ بالأهمية التاريخية للمسجد من نواحي الارتباط بالسيرة النبوية أو الخلافة الإسلامية أو تاريخ المملكة العربية السعودية». أمة عظيمة وأضاف: «الأمة العظيمة تحفظ تاريخها وتُعزز من هويتها وتدعم كُل ما يزرع في قلوب الناس ارتباطاً بأرضهم وسمو ولي العهد ومن خلال هذه المشروعات يؤكد على أن للمملكة هوية تستحق أن نُحافظ عليها، وأن نفخر بها، لأنها القائدة والرائدة للمُسلمين والعرب، والمُنطلقة نحو عالمية تجعلها بلداً مؤثراً في كل المجالات الاقتصادية والسياسية ومُحافظةً على هويتها، ونفخر كسعوديين بهذه المشاريع وممتنون جداً لسموّه وللأبطال الذين يُشرفون على تنفيذ هذه المشاريع والقائمين على خدمتها». عناية فائقة من جهته أشاد المستشار والباحث الشرعي الشيخ زياد بن منصور القرشي بتدشين سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، المرحلة الثانية للمساجد التاريخية، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- إلى هذا العهد الزاهر المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- والقيادة الرشيدة تهتم ببيوت الله وتعتني عناية فائقة بعمارتها في جميع المناطق، وقد أثنى الله سبحانه على من يعمر مساجده فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ). [التوبة:18]. تعاهد المساجد وأضاف: «إن من عمارة المساجد إقامتها، وترميمها وتعاهدها وصيانتها، وإعادة تأهليها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا يَلْحَقُ الْمُؤْمِنَ مِنْ عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ عِلْمًا عَلَّمَهُ وَنَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكَهُ، وَمُصْحَفًا وَرَّثَهُ، أَوْ مَسْجِدًا بَنَاهُ، أَوْ بَيْتًا لِابْنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَوْ نَهْرًا أَجْرَاهُ، أَوْ صَدَقَةً أَخْرَجَهَا مِنْ مَالِهِ فِي صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ يَلْحَقُهُ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ» (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني)، ومن فضل الإنفاق على المساجد وتعميرها والمساهمة في استمرارها وبنائها ما ورد عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ» (رواه ابن ماجه وصححه الألباني). مشروع عظيم وتابع : «هذا المشروع المبارك مشروع عظيم يقوم على إعادة تأهيل وترميم المساجد التاريخية وفق الطراز العمراني الإسلامي ويحافظ على الهوية التاريخية والحضارية للمساجد، ويعزز المكانة الدينية والثقافية والتاريخية لهذه المساجد، ويظهر البعد الثقافي والحضاري للمملكة وفق رؤيتها 2030، داعيا الله تعالى أن يحفظ قادة المملكة العربية السعودية وأن يبارك في جهودهم، وأن يديم على هذه البلاد نعمة الإيمان والأمن والاستقرار، وأن يجعل ما قدمه ولاة أمر هذه البلاد في ميزان أعمالهم الصالحة».

مشاركة :