نرى في كأس الشاهي ملامح منظور التفاعلية الرمزية، يعبر الشاهي عن الحالة الاجتماعية والثقافة الشعبية ورمز للتجمع وأيقونة للسعادة والفرح ودلالة للسلام، التي تقودنا لعالم من السكينة والدفء ويعتبر الشاهي رمزًا يجمع الإنسانية بمختلف طبقاتها، وينظم للمسرات المشتركة، التي تجمع البشر بحب وسلام كالفن والموسيقى والأدب.عبر المراحل التاريخية ارتبط الشاهي بالأدب ارتباطًا عميقًا ذات مدلولات جمالية فلا يخلو اجتماع ثقافي أو جلسةٍ أدبية دون حضوره، وكثير من روايات العملاقة «جين أوستن» تصف احتساء الشاهي وإنه سبب للاجتماع والجلوس مع الأصدقاء مُطوّلًا والحديث فيما بينهم.يقول الكاتب الياباني أوكاكورا كاكوزو:«ينطوي الشاي على سحر خفيّ يجعله لا يقاوَم، ومنه القدرة على إسباغ الإحساس بالمثالية، فالشاي ينأى بنفسه عن غطرسة النبيذ، وعن غرور القهوة وعن البراءة المتكلّفة في نبتة الكاكاو».لطائف الشاهي:قيل إنه شراب العظماء واسترخاء البسطاء وسبيل إبداع المثقفين والتحليق عالياً في سماء الكتابة والإبداع الشعري والادبي والروائي.ومن اللطائف ما يدل على أن الشاهي مشروب أهل التقى والصلاح والهداية، وأنه أُنس أهل العِفة والمودة ورفيق السمر.وحكى عن ذلك آخر مقال للزيات في مجلة الرِّسالة 1933م: «وللشاي في الأُمم المدنية الحديثة أثر اجتماعي كبير، فقد اتخذت منه تلك الأمم وجبة خفيفة، وجبة خفيفة على المعدة وعلى الجيب على السواء، يجتمع عليها أهل الأعمال يتحدثون برهات قصيرة، وأهل المودة يتسامرون ساعات قليلة، ويلتقي عليها الأحباب في برء وعفّة، يتجاذبون أطراف الأحاديث الحلوة، ببطونٍ بالطعام خفيفة، وقلوب بالحبِّ مفعمة ثقيلة».مازال كأس الشاهي رفيق الخبز والكعك وجلسة العصر واستراحة المقهى، وتجمع الزوار وإكرام الضيف حتى إن الأغاني العربية لم تنس التغني بهذا المشروب الفاخر، لتشدو سميرة توفيق قائلة:«صبوا القهوة وصبوا الشاي واسقوا إللي زارونا».إن الشاهي هو الذى يجمع المحبين ليتقاسموا شربه ويتبادلوا لغة الحب والغزل، وهذا ما وصفته الفنانة «فايزة أحمد» فى أغنيتها «قاعد معاي» كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، وفيها تقول:«مادام معاي اللي بحبه وبريده مادام معاي وبنقسم اللقمة ونضحك وبنشرب شاي».أخيراً قد نجد تفاصيل الهدوء في كوب شاهي، وكل شيء له وقت محدد إلا الشاهي مرحب به أي وقت.@Coach_soaad
مشاركة :