وجه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الخميس رسالة تحفيز للشارع العراقي للتحرك من أجل ما أسماه “مناصرة الإصلاح”، وذلك قبل يوم على صلاة “الجمعة الموحدة” التي كان دعا إليها أنصاره في خطوة تصعيدية ضد خصومه من الإطار التنسيقي، ولاسيما زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. واعتبرت أوساط عراقية أن الرسالة التي توجه بها الصدر تعكس نوايا لديه بالذهاب بعيدا في خيار التصعيد في الشارع، بعد أن نجح الإطار في حشره في الزاوية ودفعه إلى الانسحاب من العملية السياسية. ويستعد أنصار التيار الصدري إلى النزول إلى الشارع الجمعة لأداء ما يسمى بـ”الجمعة الموحدة”، فيما بدا أنه عملية استعراضية موجهة لخصوم الصدر، الذين لا يزالون يناقشون شكل الحكومة المقبلة وطبيعتها، في ظل خلافات برزت بينهم مؤخرا. ودعا الصدر في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع تويتر الخميس أنصاره إلى الالتزام بـ”الأوامر والنظام”. وقال “لا تكترثوا بالتسريبات، فنحن لا نقيم لها وزنا”، مؤكدا أنه “لن يدخل في فتنة أخرى، والخيار للشعب العراقي، وأنه داعم له سابقا وفي الأيام المقبلة إن أراد الوقوف من أجل مناصرة الإصلاح”. وكان الصدر يشير إلى تسريب صوتي منسوب لزعيم ائتلاف دولة القانون، انتشر خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي. في التسريب المتداول وصف المالكي خصمه الصدر بـ”الجبان”، قائلا إن الأكراد والسنة استطاعوا شق وحدة الصف الشيعي عبر سحبهم الصدر إلى جانبهم ضد الإطار التنسيقي. وأكد المالكي في التسريب الذي نفاه لاحقا “ضرورة الحفاظ على المصالح الشيعية إزاء التكتلات القائمة كون الصدر جاهلا، لا يمكن التسليم له بحكم العراق”. وأعاد زعيم ائتلاف دولة القانون التذكير بما يسمى “صولة الفرسان” التي قادها في 2008 ضد ميليشيا “جيش المهدي” التابعة للصدر لفرض هيبة القانون، قائلا إن الصدر “يجبن” ويتراجع عندما يجد من يواجهه. ويشهد العراق أزمة سياسية منذ نحو ثمانية أشهر بسبب غياب التوافق بين التيار الصدري والإطار التنسيقي حول العملية السياسية. وأقدم الصدر في خطوة فاجأت الجميع الشهر الماضي على دفع نواب كتلته إلى الاستقالة من البرلمان.