حذّر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأربعاء من نشوب حرب اعتبر أنها قد تخضع إسرائيل في حال مُنع لبنان من استخراج النفط والغاز من مياهه، في وقت لم تصل فيه حتى الآن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بوساطة أميركية إلى أي نتيجة. وتسارعت منذ بداية الشهر الماضي التطورات المرتبطة بملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بعد توقف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين تديرها شركة "إنرجيان"، ومقرها لندن، على مقربة من حقل كاريش الذي تعتبر بيروت أنه يقع في منطقة متنازع عليها، تمهيدا لبدء استخراج الغاز منه. وقال نصرالله في كلمة متلفزة إن موقف لبنان يجب أن يكون "صلبا وشجاعا" للاستفادة من "الفرصة الذهبية"، المتمثلة في استخراج النفط والغاز "لإنقاذ لبنان" من انهيار اقتصادي يعصف به منذ نحو ثلاث سنوات. وحث المسؤولين اللبنانيين على استخدام حزبه كوسيلة ضغط، قائلا "أريد أن أقول للمسؤولين اللبنانيين إن هذه المقاومة القوة الوحيدة بأيدكم، استفيدوا منا، استغلونا". وشدد على ضرورة أن "يرى الأميركيون دولة وشعبا وجيشا ومقاومة يقولون إن لم تعطونا حقوقنا التي تطالب بها الدولة، ولم تسمحوا للشركات بأن تستخرج (...) الله يعلم ما يمكن أن نفعل بالمنطقة"، معتبرا أن "التهديد بالحرب بل حتى الذهاب إلى الحرب أشرف بكثير" من مسار الانهيار الذي يفاقم معاناة اللبنانيين. وتابع أن "الحرب لديها أفق، إذا اتخذنا قرارا بالذهاب إلى الحرب، من الممكن أن يخضع العدو، قبل الحرب، أول الحرب، من الممكن من نصفها أو آخرها، وتفرض شروطك وتأتي بمئات المليارات من الدولارات وتنقذ بلدك". ولمّح أمين عام حزب الله إلى شن المزيد من الهجمات، قائلا إن الحزب لديه قدرات عسكرية برية وجوية وبحرية، ويمكنه نشر "عدد كبير من الطائرات المسيّرة في آن واحد وزمان واحد وعلى هدف واحد". وفي الثاني من يوليو، أطلق حزب الله ثلاث مسيّرات غير مسلحة باتجاه حقل كاريش، وأكد الجيش الإسرائيلي بدوره اعتراضها. وقال نصرالله إن "رسالة المسيّرات هي بداية متواضعة عما يمكن أن نذهب إليه إذا وصلت الأمور إلى الخواتيم السلبية"، مضيفا "سجلوا المعادلة الجديدة: كاريش وما بعد كاريش وما بعد بعد كاريش". مكررا تهديدا أطلقه قبل أسابيع قليلة على صراع دام شهرا مع إسرائيل في عام 2006 عندما هدد بضرب "حيفا وما بعد حيفا". وشدد "إذا توصلتم إلى معادلة أن لبنان ممنوع أن يستنقذ حاله بحقه الطبيعي من الغاز والنفط، لن يستطيع أحد أن يستخرج غازا ونفطا، ولن يستطيع أحد أن يبيع غازا ونفطا وأيا تكن العواقب". وتوقّفت المفاوضات التي انطلقت بين لبنان وإسرائيل العام 2020 بوساطة أميركية في مايو من العام الماضي، جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها. وكان من المفترض أن تقتصر المحادثات لدى انطلاقها على مساحة بحرية تقدّر بنحو 860 كيلومترا مربعا، بناء على خارطة أرسلها لبنان عام 2011 إلى الأمم المتحدة. لكن لبنان اعتبر لاحقا أن الخارطة استندت إلى تقديرات خاطئة، وطالب بالبحث في مساحة 1430 كيلومترا مربعا إضافية تشمل أجزاء من حقل "كاريش". وبعد وصول منصة استخراج الغاز قبالة السواحل الإسرائيلية، دعا لبنان الوسيط الأميركي إلى استئناف المفاوضات، وقدم عرضا جديدا لترسيم الحدود لا يتطرق إلى كاريش. لكن لم تظهر أي نتيجة للوساطة وإمكانية استئناف المفاوضات. والأسبوع الماضي، أوردت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الوسيط الأميركي في المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية آموس هوكشتاين سيكون ضمن الوفد الذي يقوده الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية الخميس. ومن المقرر أن يجتمع هوكشتاين مع وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار وفريق المفاوضات الإسرائيلي، إذ سيطلعهم على الموقف اللبناني بخصوص ترسيم الحدود المائية بين الطرفين. وكان الوسيط الأميركي قد زار بيروت مؤخرا وعقد اجتماعات مع المسؤولين اللبنانيين، بمن فيهم الرئيس ميشال عون، سعيا لإيجاد صيغة تسوية بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. ولم تستبعد هيئة البث الإسرائيلية أن تسفر عمليات الحزب "الاستفزازية" عن إقناع الطرفين بمحاولة التوصل إلى حل للخلاف، خشية تفجر تصعيد شامل. ولبنان وإسرائيل في حالة حرب رسميا. وفي 2006 خاض حزب الله الذي يتمتع بنفوذ سياسي كبير في لبنان، حربا دامية ضد إسرائيل استمرت 33 يوما.
مشاركة :