العاهل المغربي يقرّ تشكيل هيئات تنظيمية للطائفة اليهودية

  • 7/14/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت الرباط أنّ العاهل المغربي الملك محمد السادس أقرّ الأربعاء تشكيل هيئات تنظيمية للطائفة اليهودية المغربية، تهدف إلى "تدبير شؤون الطائفة" و"الاعتناء بتراثها اللامادي"، بصفته "مكوّنا" لثقافة المملكة وتعزيز "ارتباط اليهود المغاربة المقيمين في الخارج ببلدهم الأصلي". وقال القصر الملكي في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية إنّ في ختام أعمال مجلس الوزراء الذي انعقد استثنائيا برئاسة الملك محمد السادس في قصره بالرباط، عرض وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت "التدابير التي تمّ إعدادها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية بشأن تنظيم الطائفة اليهودية المغربية". وأضاف البيان أنّ "هذه التدابير تستمدّ روحها من الأمانة العظمى، التي يتولاها جلالة الملك، أمير المؤمنين، الضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية لكلّ المغاربة على اختلاف عقائدهم الدينية، وتكريسا للرافد العبري كمكوّن للثقافة المغربية الغنيّة بتعدّد روافدها". ويقدّر عدد أبناء الطائفة اليهودية المغربية المقيمين حاليا في المملكة بحوالي ثلاثة آلاف شخص، وهم بذلك أكبر طائفة يهودية في شمال أفريقيا، على الرّغم من الهجرة الكبيرة لليهود المغربيين إلى إسرائيل في أعقاب قيام الدولة العبرية في 1948. وجذور اليهود ضاربة في المغرب، وقد زادت أعدادهم بقوة في هذا البلد في القرن الخامس عشر بعدما هربوا إليه إثر طردهم من جارته إسبانيا. وفي نهاية أربعينات القرن الماضي ناهز عدد اليهود المغربيين المقيمين في المملكة 250 ألف شخص. وبحسب بيان القصر الملكي، فإنّ التنظيم الجديد للطائفة أُعدّ "بعد مشاورات موسّعة مع ممثّلي الطائفة اليهودية وشخصيات منتسبة لها". وينصّ التنظيم الجديد على تشكيل ثلاث هيئات، أولاها "المجلس الوطني للطائفة اليهودية المغربية" ومهمّته "السهر على تدبير شؤون الطائفة والمحافظة على التراث والإشعاع الثقافي والشعائري للديانة اليهودية وقيمها المغربية الأصيلة". وستنبثق عن هذا المجلس "لجان جهوية تقوم بتدبير القضايا والشؤون اليومية لأفراد الطائفة". والهيئة الثانية التي ستُشكّل بموجب التنظيم الجديد هي "لجنة اليهود المغاربة بالخارج"، ومهمّتها "العمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة". وفي إسرائيل حاليا حوالي 700 ألف يهودي من أصول مغربية، وغالبا ما يحافظ هؤلاء على علاقات قوية مع بلدهم الأمّ. أمّا الهيئة الثالثة التي تقرّر استحداثها بموجب التنظيم الجديد فهي "مؤسسة الديانة اليهودية المغربية"، ودورها هو "السهر على النهوض والاعتناء بالتراث اللامادي اليهودي المغربي والمحافظة على تقاليده وصيانة خصوصياته". وأشاد مجلس الجالية المغربية بالخارج، الذي يرأسه عبدالله بوصوف، بإحداث الملك محمد السادس لجنة اليهود المغاربة بالخارج التي تعمل على تقوية أواصر ارتباط اليهود المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي، وتعزيز إشعاعهم الديني والثقافي، والدفاع عن المصالح العليا للمملكة. وقال المجلس في بيان إنه "يثمن عاليا النظر السديد لمولانا أمير المؤمنين بصفته الراعي الأمين والساهر الحكيم على شؤون مغاربة العالم". واعتبر "هذه المبادرة السامية خطوة أخرى على درب تعزيز مشاركة اليهود المغاربة بالخارج في الارتباط المكين بالهوية المغربية الغنية بكل روافدها الدستورية، وآلية من شأنها تمكين المغاربة اليهود بالخارج من خدمة قضايا وطنهم الأم والدفاع عن مصالحه العليا". وذكر المجلس في هذا الصدد بأنه نظم مؤتمرا خاصا بيهود مغاربة العالم بمدينة مراكش في شهر نوفمبر من سنة 2018 حول موضوع "من أجل مغربة متقاسمة"، حضره قرابة 300 من أعضاء الطائفة اليهودية المغربية عبر العالم، وحظي برعاية ملكية. ويأتي هذا التنظيم الجديد للطائفة اليهودية المغربية في وقت يتواصل فيه بوتيرة متسارعة التقارب بين المملكة والدولة العبرية. وطبّع المغرب علاقاته مع إسرائيل في أواخر 2020 في إطار "اتفاقات إبراهيم" التي رعتها الولايات المتحدة في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.

مشاركة :