ويصب القرار أيضا في صلب السياسة الاقتصادية التي يقودها بن سلمان بهدف جعل السعودية مركزا دوليا للأعمال والمال والاقتصاد. وستسمح الخطوة للطائرات الإسرائيلية بعبور الأجواء السعودية نحو كافة البلدان، ما يعني تقصير مسافات هذه الرحلات. وتقول الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن كريستين ديوان "كانت إسرائيل مؤثرة في تشجيع إدارة بايدن على العودة إلى مزيد من الانخراط مع السعودية. تريد إسرائيل أن تكون الولايات المتحدة أكثر حماسًا" باتجاه الدفع نحو تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. واعتبرت أن "الأهم" من الإشارات التي أعطتها السودية في قرار فتح أجوائها "التنسيق الأكبر الذي يحدث خلف الكواليس". ورحبّ بادين الذي يزور اسرائيل والأراضي الفلسطينية قبل انتقاله إلى جدة من تل أبيب اليوم، بقرار المملكة "التاريخي بفتح مجالها الجوي لجميع الطائرات المدنية، بما في ذلك تلك التي تحلق من وإلى إسرائيل". وتابع في بيان "سأكون اليوم أول رئيس للولايات المتحدة يسافر من إسرائيل إلى جدة بالسعودية. بينما نحتفل بهذه اللحظة المهمة، يمكن لقرار السعودية أن يساعد في بناء الزخم نحو مزيد من اندماج إسرائيل في المنطقة، بما في ذلك مع السعودية". ورحبت وزيرة النقل الإسرائيلية ميراف ميخائيلي بقرار السعودية رفع القيود المفروضة على جميع شركات الطيران التي تستخدم مجالها الجوي، معتبرة أنها "خطوة مهمة" ستسمح "بتعزيز" العلاقات بين اسرائيل ودول في الشرق الأوسط. وقالت ميخائيلي في بيان "سيسمح للرحلات الجوية الإسرائيلية الطيران في الأجواء السعودية، وهذه خطوة مهمة من جانب المملكة العربية السعودية (...) ستسمح بتعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، وستقلل بشكل كبير أوقات الرحلات وتخفض الأسعار". كما شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد بايدن على "مفاوضات دبلوماسية طويلة ومكثفة وسرية بين السعودية والولايات المتحدة" للوصول إلى هذا الإعلان. وأضاف "أود أن أشكر القيادة السعودية على فتح مجالها الجوي. هذه مجرد خطوة أولى. سنواصل العمل، بالحذر اللازم، من أجل الاقتصاد والأمن والخير لمواطني إسرائيل". وكانت هيئة الطيران المدني السعوديّة قالت في وقت سابق في بيان على تويتر، إنّها قرّرت "فتح أجواء المملكة لجميع الناقلات الجوّية" التي تستوفي متطلّبات عبور أجواء البلاد. وأشارت هيئة الطيران المدني إلى أنّ هذا القرار جاء "استكمالًا للجهود الرامية لترسيخ مكانة المملكة كمنصّة عالميّة تربط القارّات الثلاث، وتعزيزًا للربط الجوّي الدولي". "لا مفرّ منه" وتعهّد الرئيس الأميركي بُعيد وصوله إلى المنطقة "إعطاء دفع لعمليّة اندماج إسرائيل" في الشرق الأوسط بعد أن طبّعت خلال السنتين الأخيرتين علاقاتها مع أربع دول عربيّة هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب. ومع زيارة بايدن، ازدادت التكهّنات حول حصول تقارب بين إسرائيل والرياض. وبعد وقت قصير من الإعلان عن اتفاقات التطبيع مع الامارات والبحرين في عام 2020، سمحت المملكة لطائرة إسرائيلية بالمرور في طريقها إلى أبوظبي وأعلنت أن الرحلات الجوية الإماراتية إلى "جميع البلدان" يمكن أن تحلق فوق المملكة. ويُستبعد أن يحصل اعتراف سعودي بإسرائيل في المدى القريب. وقال مسؤول إسرائيلي لصحافيّين طالبًا عدم كشف هويّته إنّ "زيارة بايدن إلى إسرائيل وسفره منها في رحلة مباشرة إلى السعوديّة، يعكسان ديناميكيّة التطوّرات التي شهدتها الأشهر الأخيرة". وأضاف "نأمل في أن تكون الخطوات التي نتّخذها الآن البداية، ونحن نعمل على أن تكون بداية لعمليّة التطبيع". وتضغط إسرائيل من أجل من أجل تقصير المسافات إلى وجهات في آسيا. كما تريد السلطات الإسرائيلية أن يتمكن الحجاج المسلمون من إسرائيل من السفر مباشرة إلى السعودية بدل أن يُطلب منهم القيام بتوقفات باهظة الثمن في بلدان ثالثة. وأعلنت السعوديّة من جهتها في أيار/مايو أنّها تسعى إلى تطوير قطاع الطيران لديها بهدف تحويل المملكة مركزًا عالميًا للسفر الجوّي. وتشمل الأهداف السعوديّة لقطاع الطيران والمدرجة في إطار إصلاحات رؤية 2030 زيادة حركة المسافرين سنويًا أكثر من ثلاثة أضعاف إلى 300 مليون مسافر بنهاية العقد الحالي. وتسعى المملكة أيضًا إلى جذب استثمارات للقطاع بمئة مليار دولار بحلول العام 2030، وإنشاء شركة طيران وطنيّة جديدة وبناء "مطار ضخم" في الرياض وزيادة الشحن بمقدار خمسة ملايين طنّ كلّ عام. ويرى سفير واشنطن السابق لدى إسرائيل دان شابيرو أن هناك "تغييرًا كبيرًا في التفكير السعودي" بشأن إسرائيل في ظل الحاكم الفعلي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي من المقرر أن يلتقي بايدن الجمعة برفقة وفد وزاري. وتابع شابيرو "قد يستغرق التطبيع معهم (السعوديون) وقتًا وقد يتم تطبيقه على مراحل، لكن يبدو أن لا مفر من حدوث ذلك".
مشاركة :