الامارات تعارض تشكيل محور ضد ايران

  • 7/15/2022
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ابوظبي - أعلن مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية أنور قرقاش الجمعة ان ابوظبي تبحث مسألة تعيين سفير في طهران بعد ست سنوات من خفض العلاقات بين الجارين، وذلك في إطار سياسية إماراتية إقليمية تهدف إلى "خفض التصعيد". وقال في لقاء مع صحافيين عبر الفيديو "نحن في مسار لإرسال سفير إلى طهران"، موضحا "نبحث بالفعل في مسألة إرسال سفير إلى إيران". وكانت الإمارات خفّضت تمثيلها الدبلوماسي في إيران عام 2016 بعد اقتحام مجموعات إيرانية للسفارة السعودية في العاصمة طهران اثر إعدام رجل الدين السعودي المعارض نمر النمر في المملكة. وأبقت الإمارات على علاقات اقتصادية مع إيران، وسعت في الأشهر الأخيرة إلى الانخراط في حوار معها لحلحلة المسائل العالقة بين البلدين، وجرى تبادل زيارات. وتقيم السعودية بدورها محادثات مع خصمها اللدود إيران. ويأتي قرار بحث إرسال سفير إلى إيران في وقت تعمل الدولة الخليجية النافذة والثرية على مد الجسور مع خصومها الاقليميين، وبينهم تركيا وقطر. كما أقامت علاقات مع إسرائيل وهو ما أغضب طهران. وقال قرقاش "لا يمكن ان يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح"، في إشارة إلى الاضطرابات التي عصفت بدول عربية في خضم الربيع العربي. وتابع "الاقتصاد أحد الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا ان نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير". كما شدّد على أنّ الإمارات "ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران"، من دون أن يستبعد أن تكون الإمارات عضوا في تحالف يحميها عسكريا "إنّما من دون أن يضر بأي دولة أخرى". واوضح قرقاش إن الإمارات يمكن أن تكون جزءا من أي شيء يحميها من الطائرات المسيرة والصواريخ طالما أنه لا يستهدف دولة ثالثة. وتابع قائلا "نحن واضحون للغاية أنه إذا كان هناك شيء يحمي الإمارات والمدنيين فيها، فإننا بالطبع منفتحون على تلك الأفكار، لكننا لسنا منفتحين على فكرة أي محور مناهض لدولة أو أخرى". وتاتي تصريحات المسؤول الاماراتي فيما تواجه المحادثات النووية بين إيران والدول الكبرى صعوبات كثيرة ومعقدة. وجاء الإعلان عن نية إرسال سفير إلى إيران فيما كان يزور الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل قبل توجهه إلى السعودية الجمعة. وكان بايدن تعهّد في إعلان أمني وقّعه مع إسرائيل الخميس، بأن تستخدم الولايات المتحدة "كل قوتها الوطنية" لمنع إيران من حيازة سلاح نووي. وفي سياق انفتاحها على دول المنطقة، قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى الإمارات هي الأولى له لدولة عربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011. وتمر العلاقة بين أبوظبي وواشنطن بمرحلة "اختبار"، حسبما أفاد مسؤولون إماراتيون، خصوصا منذ تعرض الدولة الخليجية لضربات من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن ومن ثم الغزو الروسي لاوكرانيا. وتجنّبت الإمارات توجيه انتقادات مباشرة لموسكو، داعية إلى حل سلمي للحرب، فيما تبحث عن شراكات اقتصادية وعسكرية جديدة خصوصا مع دول مثل الهند وفرنسا. وعلى مدى أكثر من سبعة عقود، لعبت الولايات المتحدة دورًا محوريا في الشرق الأوسط الذي تمزّقه الصراعات، وعملت بشكل خاص على حماية دول الخليج الغنية بالنفط ضد تهديدات جماعات مسلحة ودول، على رأسها إيران. غير أنّ الولايات المتحدة بدأت في السنوات الاخيرة الحد من انخراطها العسكري في المنطقة، حتى عندما تعرّض أقرب حلفائها لهجمات. وقد اختار الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باريس كأول محطة خارجية له منذ توليه منصبه في أيار/مايو الماضي، على أن يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين بعد أشهر من صفقة طائرات فرنسية للامارات بمليارات الدولارات. وقال قرقاش إنّ العلاقات مع فرنسا "متنوعة وهناك طرق كثيرة لتعزيزها، وليست على غرار علاقات الثمانينات" مع الدول الكبرى القائمة على الدفاع والحماية. وعن واشنطن، قال "العلاقة في مكان جيد، لكن هناك أمور يجب ان نعمل على حلّها".

مشاركة :