– قال جل شأنه : { وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ } .. في مثل هذه المناسبة العظيمة والسعيدة “ عيد الأضحى المبارك ” أقدم لكم هذه .. ( الرسالة الغالية ) لكل أب، وأم ولكل الأبناء جميعا لتكن مثل هذه المناسبات محطة مهمة ونقطة تواصل جميلة تجمع أفراد الأسر في يوم يحبه الله ورسوله وهو عيد من أهم الأعياد الإسلامية الذي ينتظره المسلمين في جميع أقطار الأرض بكل شوق، ولهفة .. – أبنائي الأعزاء .. كم كنت أنتظر مثل هذه اللحظات التي أراكم فيها، وأنتم تكبرون يوما بعد يوم بأن أخبركم، وأحدثكم ، وكلي فخر ، واعتزاز عن طفولتكم الجميلة ذات اللحظات الرائعة، وذكرياتكم المبهجة التي لا تنسى بالنسبة لي؟ ولأمكم وأن استرسل معكم، وبكل زهو ، وسمو في ذكر بعض المواقف، والأساليب التربوية الناجحة التي طبقناها معكم، وحققنا فيها نجاحات باهرة كان نتاجها : – أنتم أحبتي أولاً .. – وتفوقكم ثانياً …. – ثم سيرتكم العطرة .. – ولكن هناك حقيقة غير ذلك تماما ” …؟ فمن خلال تربيتي لكم كنت أخوض غمار ( معركة شرسة ) .. بين قلبي الذي يريد أن يجود عليكم، وبلا مقابل، وأن يدلل، ويعطف، ويحنو وأن يعطي جرعات كبيرة من الحب ، مع أن قلبي يعلم أن الحب وحده لا يكفي لتربية الأبناء على القيم والاخلاق الحسنة والمبادئ الصحيحة وتعاليم الدين الحنيف .. – وبين عقلي الذي يقول لا بد من الحزم، والشدة أحيانا، وبعض الجدية والقسوة، في التربية أحيان أخرى.. فلا أريد أن أصور لكم أحبائي أن الحياة سهلة يسيرة سلسة في كل مراحلها؟ وأن طريق ..النجاح محفوفا بالورود وأنه لا حاجة للجهد، والتعب وأن الحياة عادلة وتأتي فيها الظروف كيفما نشاء ونتمنى ..؟ – لا أبداً الحياة عكس ذلك تماما” .. بل مليئة بالعقبات، والصعوبات، وتحتاج للانتباه، والحذر من أي تعثر أو سقوط..؟ ولكن مع كل صعوبتها وقسوتها .. إلا أن طلباتكم ورغباتكم كانت دوما في مقدمة اهتماماتي وعلى رأس أولوياتي.. وسعيت أن أعدكم للحياة بكل قوة وشدة حتى تتحملوا المصاعب والمتاعب لأن طريقها ليس محاطاً بالزهور ..؟ – يقول سبحانه : { وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّه } .. والآن نقول لكم اعذرونا إن قصرنا أو قسينا عليكم قليلا فقط .. كل ذلك كان من باب الحرص والخوف عليكم .. فكم من الليالي سهرنا من أجل راحتكم، وسعادتكم، وفي أمور لا يعلمها إلا رب العالمين، ( والأن وقد كبرتم ..) ولا زلنا نحمل الكثير من همومكم، وتأمين مستقبلكم .. وكم تمنينا أن تظلوا صغاراً نلاعبكم، ونلاطفكم..!! ولذا كم هي الحياة رائعة مع عطف الوالدين على الأبناء، وبر الأبناء بهما .. – أحبتنا بدأنا معكم، وانتم في غاية الخلق والأدب والتفوق وها أنتم وقد أنهيتم دراستكم، وأنتم كذلك لازلتم على ما أنتم عليه ويوما ما سوف تكبرون وتكونون مكاننا وتتقلدون أدوارنا .. وكم هي فرحتنا وسرورنا كلما سمعنا عبارات الثناء، والشكر في حقكم من كثير من الناس وكم شعرنا بالفخر والإعتزاز على تحقيق مثل هذا الإنجاز .. وهو سمعتكم الطيبة التي تعد بالنسبة لنا أكبر شهادة تحققت لنا في هذه الحياة .. – قال تعالى : { وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ } .. فقط أحبتنا قليل من الرعاية، والعناية منكم تجاه الوالدين لحاجتهم لكم أكثر من ( أي وقت آخر ..) وفقكم الله تعالى لكل خير أبنائنا وحفظكم من كل سوء، وبلغنا الله فرحتكم وسعادتكم المباركة ونحن وأنتم في تمام الخير والصحة والعافية . والسلام خير ختام .
مشاركة :