الوحش المضاد للرصاص والقنابل ترافق بايدن فماذا تعرف عنها؟

  • 7/16/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في لقطة لا تخطئها العين، دخلت السيارة الرئاسية الأمريكية المعروفة باسم الوحش (The Beast) إلى مقر القيادة الفلسطينية وهي تحمل العلم الأمريكي على جانبها الأيمن، بينما استبدل علم الدولة المضيفة على اليسار بعلم أمريكي ثانٍ. وطوال الساعات الـ48 التي أمضاها الرئيس جو بايدن في مدينة القدس، كان برتوكول وضع العلمين الأمريكي والإسرائيلي على جانبي السيارة ساريًا في كل التحركات، إلا أنه خرق التقليد خلال زيارته لمستشفى أوغوستا فكتوريا في القدس الشرقية صباح الجمعة، حيث كانت السيارة الرئاسية تحمل أعلامًا أمريكية فقط، ثم خلال مراسم الوصول إلى المجمع الرئاسي الفلسطيني في بيت لحم، وبعدها إلى كنيسة المهد. مركبة مدججة بالسلاح: وبحسب صحيفة الشرق الأوسط ترافق الوحش، الرئيس الأمريكي في كل تنقلاته الداخلية والخارجية، وتُعد السيارة الأكثر أمانًا في العالم؛ فقد تم تزويدها بأنظمة أمنية متطورة فريدة، يتم تحديثها بشكل دوري. وورث الرئيس بايدن الوحش، وهي من طراز كاديلاك ودخلت الخدمة الرئاسية عام 2018، من سلفه في البيت الأبيض دونالد ترامب. وقد قامت شركة جنرال موتورز بتصنيعها بأنظمة تكنولوجية توفر الحماية القصوى للرئيس الأمريكي، فهيكل السيارة مصنوع من الفولاذ والألومنيوم والتيتانيوم للحماية من الهجمات بالقذائف أو القنابل. أما الهيكل السفلي، فيشمل صفائح فولاذية للحماية من الألغام والقنابل، أما أبواب السيارة المدرعة، فيصل سمكها إلى ثماني بوصات ومضادة للهجمات بالرصاص أو الصواريخ، كما أنها مضادة للهجمات الكيماوية. ويمكن توصيل هيكل السيارة بتيار كهربائي، ما يجعلها صاعقة لمن يحاول الاقتراب منها. مضادة للرصاص:  وتتمتع السيارة بنوافذ بسمك ثلاث بوصات مضادة للرصاص، مكونة من خمس طبقات من الزجاج المصنع بمادة البولي كربونات وإطارات خاصة غير قابلة للثقب، ومزودة بحلقات فولاذية. وهي سيارة مدججة أيضًا بالأسلحة الرشاشة، ومدافع صغيرة لإطلاق قنابل الغاز في حالة التعرض لأي هجوم، كما تحوي دائمًا أكياس دم من نفس فصيلة دم الرئيس الأمريكي ومعدات طبية ومضخة أكسجين للحالات الطارئة، ونظام اتصالات متكاملًا وأنظمة تتبع وكاميرات رؤية ليلية متطورة. أما خزان البنزين، فقد تم تصفيحه وتزويده بطبقة رغوية تمنع انفجاره إذا ما تعرض لحادث، كما تم تزويد السيارة بنظام مكافحة الحريق في الجزء الخلفي وقنابل مسيلة للدموع، ونظام لإطلاق الدخان للتشتيت، إضافة إلى أنها مزودة بهواتف متصلة بالأقمار الصناعية وأزرار خاصة تتصل مباشرة بنائبة الرئيس وبوزير الدفاع الأمريكي والقيادة العسكرية بالبنتاجون. ولا يمكن فتح أبواب السيارة إلا برموز سرية تتغير بشكل دوري، ولا يعرفها سوى عملاء الخدمة السرية الذين يرافقون الرئيس. ومن حيث خصائص السيارة، فهي تعمل بمحرك V8 ويبلغ طولها الإجمالي 5.5 متر وعرضها 1.7 متر، وتتسع مقصورتها الخلفية إلى 5 ركاب، بمن فيهم الرئيس الأمريكي. ويفصل بين المقاعد الخلفية والجزء الأمامي حاجز زجاجي يمكن للرئيس فقط التحكم فيه. ويصل وزن السيارة 9 أطنان؛ وذلك بسبب تجهيزات الأمان الإضافية وأنظمة التصفيح، ما دفع بعض العسكريين إلى وصفها بـ السيارة الدبابة. وعادة ما يكون سائق السيارة الوحش من أعضاء الخدمة السرية المكلفة بحماية الرئيس، ويكون خاضعًا لتدريبات عسكرية تسمح له بالتعاطي مع الأسلحة النارية والإسعافات الأولية، إضافة إلى التعامل مع أسوأ ظروف القيادة وتكتيكات الهرب والمراوغة والتحرك وفق زوايا صعبة. السيارة الوحش الأولى:  وبدأ تخصيص سيارة بمزايا أمنية خاصة في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1939 وكانت من طراز لينكولن وحملت اسم The Sunshine Special وكانت تتسم بأنظمة أمنية متطورة بالنسبة لتلك الفترة، حيث كانت مصنوعة من هيكل صلب مقاوم للرصاص ومزودة بزجاج يصل سمكه بوصة واحدة، وجهاز راديو لإرسال واستقبال رسائل لا سلكية. وجاءت فكرة تصنيع سيارة تتمتع بأنظمة حماية فائقة للرئيس الأمريكي خلال الحرب العالمية الثانية، بعد هجمات بيرل هاربر. وعمل المسؤولون الأمريكيون على تطوير وتصنيع مختف قطع السيارات المصفحة والإطارات والأسلحة بشكل يتناسب مع التكنولوجيات الجديدة. وقد أثار مشهد مقتل الرئيس الأمريكي السابق جون كيندي عام 1963 أثناء مسيرة بسيارة مكشوفة الاهتمام بتكثيف عناصر التأمين وتصنيع عدة سيارة خاصة للرئاسة. وتولت شركتا لينكولن وكاديلاك مهمة تصميم وتصنيع تلك السيارات الرئاسية التي بلغ عددها منذ ستينات القرن الماضي نحو 12. وحاليًّا، يوجد لدى الإدارة الأمريكية سيارتان فقط، ويتم رصد ميزانية كبيرة لصيانة السيارة الوحش الرئيسية والاحتياطية، إضافة إلى كلفة النقل الجوي حينما يقوم الرئيس بزيارة خارجية. أما السيارات الوحش التي تخرج من الخدمة سواء لتقادمها أو تصنيع سيارة جديدة أكثر تطورًا، فإنها تُدمر ويتم تفكيك أجزائها. وتقوم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بهذه المهمة، منعًا من تسرب أسرار الأنظمة الأمنية.

مشاركة :