الغاز الصخري يحوّل الولايات المتحدة من مستوردة للبتروكيماويات إلى أكبر مصدر

  • 12/13/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

تخطط المصانع البتروكيماوية بالولايات المتحدة لتوسعة مصانعها وزيادة حجم صادراتها نتيجة لميزة التكلفة المكتسبة من طفرة الغاز الصخري مما يشكل ضغطاً على ارتفاع تكلفة المنافسة في أوروبا وآسيا. ويتوقع مجلس الكيمياء الأمريكي وفق المؤشرات التي نشرت هذا الأسبوع أن صادرات المواد الكيميائية في الولايات المتحدة سترتفع إلى 45 في المائة على مدى السنوات الخمس المقبلة، نتيجة لموجة الاستثمار في الطاقات الجديدة التي تهدف إلى الأسواق الخارجية وأسواق ما وراء البحار. وقد تحولت الولايات المتحدة بالفعل من كونها مستورداً خالصاً للمواد الكيميائية في عام 2011 إلى توقعات أن تصبح أكبر مصدرة بإيرادات تقدر بنحو 2.7 بليون دولار بنهاية العام الجاري 2013، في وقت توقع مجلس الكيمياء الأمريكي أن ترتفع إلى ما يقرب من 30 بليون دولار بحلول عام 2018 باستثناء عجز مالي يقدر بحوالي 40 بليون دولار في مجال المستحضرات الصيدلانية، والتي من شأنها أن تمثل فائضا قياسيا بحوالي 68 بليون دولار في خمس سنوات. وهذا ما دفع المنتجين الأوروبيين للبتروكيماويات لإعلان خفض الوظائف وإغلاق المصانع والخروج من بعض الشركات جزئياً بسبب الضغط الناجم عن انخفاض تكلفة المنافسين مما حد ببعض المحللين الاستشاريين العالميين إلى التلميح إلى نشوب أزمة كبيرة مهلكة من المؤكد أن تعصف بأسواق البتروكيماويات. وتسببت ثورة الغاز الصخري في حدوث طفرة في إنتاج الولايات المتحدة من سوائل الغاز الطبيعي المستخدم كمواد وسيطة ولقيما لإنتاج البتروكيماويات مثل غاز الإيثان، مما ساهم في هبوط الأسعار. ويواجه المنتجون الأمريكيون أيضا تكاليف الكهرباء التي ترتفع بحوالي نصف مستوياتها في أوروبا، بينما ارتفاع الغاز الطبيعي إلى الثلث. وكانت النتيجة تحولاً درامية من منتصف العشرينات عندما كانت الولايات المتحدة أحد المواقع الاغلى في العالم لتصنيع المواد الكيميائية، إلى اليوم الذي أصبحت فيه ثاني أرخص المواقع، باستثناء المشاريع في منطقة الشرق الأوسط التي وظفت المواد الخام بشروط ميسرة. وقد أعلنت الشركات الدولية للمواد الكيميائية عن 136 استثمارا مخطط له أو ممكن في الولايات المتحدة تبلغ قيمتها نحو 91 بليون دولار وفقا لمجلس الكيمياء الأمريكي، حيث إن نصف تلك المشاريع المقترحة سوف يتم تنفيذها من قبل شركات غير أمريكية. فيما تتزعم مجموعات الشركات الأمريكية الكبرى مثل اكسون موبيل، وداو للكيماويات، وشيفرون فيليبس، القيادة في الاستثمار في الطاقات الجديدة، فضلاً عن توجه كبار المنتجين للبتروكيماويات من آسيا والشرق الأوسط للبحث عن إقامة مشاريع في الولايات المتحدة. وتابعت "الرياض" تصريحات كبير الاقتصاديين في مجلس الكيمياء الأمريكي كيفن سويفت الذي قال "لقد أصبحت الولايات المتحدة المكان الأكثر جاذبية في العالم للاستثمار في الصناعات الكيميائية، حيث تستعد بلادنا للاستحواذ على حصة السوق من المنافسين في الخارج". ويقول بعض المحللين ان صادرات الولايات المتحدة من غير المحتمل أن تنمو بالسرعة التي تتوقعها هذه الصناعة، لأن المشاريع الصناعية الجديدة المقترحة سوف تواجه بعض التباطؤ نتيجة لنقص القدرات في صناعة البناء والتشييد في الولايات المتحدة. والكثير أيضا لا يزال بحاجة إلى تأمين جميع التصاريح التي يحتاجونها من المنظمين. إلا أن البعض ذهب بتوقعاته إلى أن العديد من الطاقات المخططة لها سوف يتم بناؤها في نهاية المطاف مما يشكل تهديداً حقيقياً لاستحواذ حصة السوق من المنتجين الأوروبية والآسيوية.

مشاركة :