أكد د. ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم أن منظومة التعليم في البحرين تشهد تطورًا مستمرًا ومواكبا لأحدث نظم التعليم العالمية، مشيرًا إلى أن مملكة البحرين كان لها السبق في أن احتضنت وثيقة تطوير التعليم في العالم العربي تحت شعار «البحرين بوابة تطوير التعليم في العالم العربي» الذي نظمه البرلمان العربي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم البحرينية مطلع شهر يونيو بمشاركة عدد من كبار الشخصيات على مستوى رؤساء المجالس والبرلمانات بالدول العربية وممثلين عن المنظمات العربية والدولية ومؤسسات المجتمع المدني المعنية بالتعليم. جاء ذلك خلال حواره مع الصحفي هاني فاروق ننشره بالتزامن مع مجلة «الأهرام العربي» المصرية، حيث شدد على أن التعاون مستمر بين مملكة البحرين ومصر، مشيدًا بإسهام المدرسين المصريين في مجال التعليم سواء في المدارس البحرينية أو الجامعات، وأشار إلى أن الجالية المصرية بمملكة البحرين تشارك في نهضة المملكة. وحول مشاركة البحرين في المؤتمر العالمي للتعليم والبحث العلمي الذي عقد بمصر، أوضح أن الوزارة كانت حريصة على المشاركة في العديد من الموضوعات التي ستسهم في الارتقاء بهذه المنظمة في المرحلة المقبلة منها رؤيتها المستقبلية ونظام كراسي ايسيسكو، كما تبادلت الدول المشاركة تجاربها، وخصوصا المتعلقة بجائحة كورونا، كما أن المنتدى حضره العديد من الخبراء ناقش الكثير من المواضيع المتعلقة بالتعليم حاليًا ومستقبليًا في عصر الثورتين الصناعيتين الرابعة والخامسة، وهو الأمر الذي أعطى أهمية كبيرة للمنتدى وجلساته الحوارية، وكان المؤتمر مناسبة جيدة لأن تعرض البحرين رؤيتها في الموضوعات المطروحة وتتبادل الخبرات مع المشاركين، وخصوصًا أن مملكة البحرين احتفلت بمرور أكثر من 100 عام على التعليم النظامي فيها. ولفت إلى أن المؤتمر خرج بقرارات مهمة، بمثابة خريطة طريق للعمل التربوي والتعليم والبحثي في العالم الإسلامي، وهي بلا شك ستعزز الجهود المبذولة نحو الأفضل على صعيد هذه المنظمة الاسلامية العريقة. وشدد وزير التربية على أن مملكة البحرين وصلت إلى مراتب كبيرة في مجال التعليم، بشهادة المنظمات العالمية، ولقد حظيت المملكة مؤخراً بعضوية مكتب التربية الدولي التابع لمنظمة اليونسكو، إضافة إلى موافقتها على التجديد لجائزة اليونسكو - الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال في مجال التعليم، لانسجامها مع جهود اليونسكو لتحقيق اهداف التعليم للجميع واستراتيجيته التطويرية، وهذه الجائزة تعد إحدى أهم الجوائز الدولية في المجال التعليمي، وتشهد في مختلف دوراتها إقبالًا واسعًا على المشاركة للفوز بها من مختلف دول العالم، كونها تكرم المبادرات المتميزة وحسب العنوان الذي يتم اختياره سنويا بالتنسيق بين اليونسكو ووزارة التربية والتعليم. وقال: يواكب التعليم في مملكة البحرين باستمرار المستجدات التربوية والتعليمية على مستوى العالم، فلدى المملكة تجارب مميزة مثلًا في دمج الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس مع الطلبة العاديين، من مختلف الإعاقات، ومن بينها طلبة التوحد ومتلازمة داون وغيرهم من الطلبة القادرين على التعلّم. كما أنّ لديها تجارب متطورة وعلاقات دولية وثيقة مع المؤسسات التي تهتم بالتعليم، فعلى سبيل المثال يوجد في البحرين ثلاثة مراكز تتعاون مع اليونسكو، أما على صعيد التراث، أو مركز خاص أيضا بالتميز في التعليم الفني والمهني أو المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصال والذي يعتبر أول مركز من الدرجة الثانية في العالم ويعمل بالتعاون مع اليونسكو، كما أن مشاريع التطوير مستمرة في الوزارة والتي يأتي في مقدمتها مشروع جلالة الملك حمد لمدارس المستقبل، والذي أسهم بشكل كبير في ارتقاء مخرجات التعليم، والتمكين الرقمي، وكل هذا يأتي ضمن اهتمام مملكة البحرين بتطوير وتحديث التعليم في جميع مراحله، وبجميع الطلبة بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة كما أن مركز الموهوبين يبذل جهود كبيرة للاهتمام بالطلبة الذين يرعاهم في كافة التخصصات والمجالات. وحول جائزة «اليونسكو – الملك حمد» أشار وزير التربية إلى أن - هذه الجائزة التي قدمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم وتبنتها منظمة اليونسكو، تنسجم أهدافها مع أهداف اليونسكو حيث تركز على توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال في مجال التعليم تحظى بأهمية كبيرة، وشهد الاحتفال الذي أقامته اليونسكو في مقرها بالعاصمة الفرنسية باريس، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين، تسليم الجائزة للدول الفائزة خلال الدورتين السابقتين وعددها أربع دول، وللدولتين الفائزتين في الدورة الحالية، بعد أن تم تأجيل الاحتفال بسبب ظروف الجائحة، وتم اختيار الفائزين بالجائزة من بين (111) ترشيحاً قدمتها (58) دولة من الدول الأعضاء باليونسكو، ومنظمات غير حكومية، بناءً على توصية لجنة تحكيم دولية مؤلفة من خبراء عالميين في مجال التعليم من مختلف دول العالم. وشدد على أن مملكة البحرين تحرص على ضمان حق توفير التعليم للجميع، والذي يأتي التزاماً منها بتحقيق أهداف التعليم للجميع التي اعتمدتها منظمة اليونسكو، ومن ضمنها تلبية الاحتياجات التعليمية للشباب والكبار مع تحسين مستوى القرائية لدى الكبار في ظل تحقيق التكافؤ والمساواة بين الجنسين، وتوفر المملكة مراكز للتعليم المسائي لمراحل الأمية والمتابعة والتقوية، بما يضمن توفير الخدمة التعليمية للكبار رجالاً ونساءً، حيث تمكنت المملكة من تقليص نسبة الأمية الأبجدية إلى 2.46% بحسب تقرير التعليم للجميع الصادر عن منظمة اليونسكو، بما جعل البحرين في مقدمة الدول في هذا المجال. ولله الحمد البحرين وضعت ضمن فئة الدول المتقدمة منذ بداية تقرير توفير التعليم للجميع واستمرت على هذا الحال، كما أن البحرين وفي ضوء خطتها الهادفة إلى تعزيز مبدأ التعلم مدى الحياة، قد قامت بتكثيف الجهود لمحو الأمية المعلوماتية بعد نجاحها في تقليص نسبة الأمية الأبجدية، وذلك عبر تطوير برامج محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم المستمر، من خلال إدخال برامج محو الأمية الحاسوبية للدارسين والدارسات، بالإضافة إلى الكثير من البرامج المهنية والدورات وورش العمل المتنوعة للجمهور. وتطرق وزير التربية إلى أن المملكة البحرين مرت كما هو الحال مع بقية دول العالم بالآثار الناجمة عن جائحة كورونا، ولكن استطاعت التعامل بصورة متميزة لتخفيف هذه الآثار على مختلف القطاعات بفضل توجيهات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للفريق الوطني الطبي من التعامل مع الجائحة بحكمة واقتدار وتخفيف آثارها، واليوم هناك جهود بارزة للتعامل مع ظروف ما بعد الجائحة، وقد وفرت البحرين خدمات طبية متقدمة واستعدادات متعددة، مما خفض أعداد المصابين بالفيروس بشكل كبير، والتطعيم متاح للمواطنين والمقيمي، وكذلك البحرينيين المقيمين في الخارج. أما على صعيد التعليم، فوزارة التربية والتعليم قد تمكّنت المدارس الحكومية والخاصة ومؤسسات التعليم العالي، من التعامل مع ظروف الجائحة، وما فرضته من تعليق للحضور الفعلي للطلبة خلال أشهر طويلة، وذلك من خلال التعلم عن بعد، وذلك بوجود منظومة التعليم الإلكتروني المتوافرة في المدارس منذ سنوات ولفت وزير التربية إلى أن عدد الطلاب البحرينيين الدارسين في مصر في يصل إلى نحو ألف طالب وطالبة، يتلقون تعليمهم في مختلف مؤسسات التعليم العالي بجمهورية مصر العربية، وهنا يسرني أن أشيد بما يشهده قطاع التعليم في هذا البلد الشقيق من تطور في كل مراحله، حيث أصبح هناك استقطاب لبرامج أكاديمية تقدم من جامعات اجنبية مرموقة.
مشاركة :