أثار اكتشاف بكتيريا في مدينة ووهان الصينية، تسببت في إصابة طالب بالكوليرا والعثور عليها بشكل منفصل في عينات من سلاحف رخوة في سوق للأطعمة، قلق الصينيين، وربط البعض الأمر بكوفيد – 19. وقالت السلطات المحلية إنه تم تطهير سوق المواد الغذائية حيث تبين احتواء عينات من السلاحف الرخوة على جرثومة مسببة للكوليرا. وعلى الرغم من عدم رصد إصابات بشرية بالكوليرا بين من خالطوا السلاحف الرخوة فإن السلطات أمرت بإغلاق القسم الذي يبيعها في السوق لمدة ثلاثة أيام. وأشارت السلطات إلى عدم وجود صلة بين سلالة البكتيريا المسببة لإصابة الطالب المذكور بالكوليرا والعينات المكتشفة في سوق الأغذية. وقالت هيئة مكافحة الأمراض في منطقة هونغشان في ووهان “إن المسؤولين يتتبعون أيضا منتجات غير محددة من نفس شحنة السلاحف الرخوة تم نقلها إلى مكان آخر”. وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات قوية على تفشي الكوليرا فإن قلق مستخدمي الإنترنت بشأن تفشي مرض آخر وضع الأمر بين الموضوعات الأكثر شيوعا على موقع ويبو الصيني للتواصل الاجتماعي. وقالت سلطات مدينة ووهان، التي يتجاوز عدد سكانها 12 مليون نسمة، “إن الطالب الجامعي المصاب بالكوليرا لم يتسبب في المزيد من الإصابات”. وأبلغت جامعة ووهان الصينية عن اكتشاف حالة إصابة بالكوليرا، ما أدى إلى الإسراع في تتبع الحالات المخالطة لوقف الانتشار المحتمل للمرض، بحسب بلومبرغ. وقالت إدارة الصحة في المقاطعة الصينية التي بدأ فيها انتشار فايروس كورونا في أواخر عام 2019، إنها أخذت عينات، وتتبعت الحالات المتصلة بالطالب المصاب، وأغلقت بعض الأماكن لتطهيرها بعد اكتشاف الإصابة، موضحة أنه لم يتم الكشف عن أي حالات أخرى حتى الآن. وتضع الصين الكوليرا ضمن أمراض “الفئة أ”، وهو أقوى تصنيف للأمراض، ويشترك فيه الطاعون الدبلي فقط. Thumbnail لكن ظهوره المحتمل في ووهان، المركز الأصلي لانتشار جائحة كورونا، يأتي في الوقت الذي يواجه فيه النظام الصحي الصيني تدقيقاً غير مسبوق مع اتباع سياسة “صفر كوفيد”. ويُعد تجنّب السوشي، وكذلك الأسماك والمأكولات البحرية النيئة أو المطبوخة بشكل غير صحيح، إحدى وصايا الوقاية من المرض، بحسب “مايو كلينيك”. والكوليرا مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوّث، ويتسبب للأشخاص المصابين به في إسهال وجفاف شديد، وعلى الرغم من أنه قابل للعلاج قد يكون قاتلاً خلال ساعات قليلة، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصحاء سابقاً. وهو نادر نسبياً في الصين، إذ تم العثور على حالة واحدة في مارس و5 حالات في العام الماضي. وشهد شهر يونيو الماضي ظهور المرض في العراق، خاصة في محافظة السليمانية حيث أودى بحياة اثنين وتم تسجيل المئات من الإصابات. ولئن قُضي فعلياً على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه، إلا أنه لا يزال منتشراً في أفريقيا وجنوب شرق آسيا وهايتي وبعض مناطق الشرق الأوسط. ويرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يُرغِم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية الأشخاص على العيش في تجمعات مزدحمة، دون وجود مرافق صرف صحي ملائمة. ورغم ذلك يُمكن علاج هذا الوباء بسهولة، حيث بالإمكان تفادي الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلف.
مشاركة :