هل تستمر الحرب في أوكرانيا سنوات؟

  • 7/16/2022
  • 19:57
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مايكل أوهانلون مدير أبحاث السياسة الخارجية بمؤسسة بروكنجز الأمريكية، أنه مع دخول الحرب في أوكرانيا شهرها الخامس، دخل القتال مسارا بطيء الحركة، والمأساة هي أنه ليست هناك نهاية تلوح في الأفق.فما زالت أوكرانيا تأمل في استعادة الـ20% من أراضيها التي استولت عليها روسيا، بما في ذلك الأراضي التي سرقتها موسكو عام 2014 ورغم أن هذا أمر مفهوم، فإنه غير متوقع عسكريا، ومن المرجح أن يكون مدعاة لشهور أو سنوات كثيرة من القتال.واعترف بعض المسؤولين الغربيين بالأمر نفسه، لكن السياسة الأمريكية ما زالت ترى أنه يتعين تمكين أوكرانيا في ظل رئيسها المثير للإعجاب فولوديمير زيلينيسكي، وتزويدها بالموارد للقتال طوال المدة التي ترغبها، وذلك الموقف قد يكون سليما أخلاقيا، لكنه محل شكوك استراتيجيا.تدفق الأسلحةويقول أوهانلون في تحليل نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية، إنه يتعين استمرار تدفق الأسلحة للقوات الأوكرانية الشجاعة، وينبغى ألا يسعى الأمريكيون لفرض سلام لا تستطيع أوكرانيا قبوله، ولكن لا ينبغي اعتبار المزيد من تزويد القوات الأوكرانية بأنظمة المدفعية المتقدمة هو الرصاصة الفضية التي يأملها الكثيرون.وصحيح أن ما يسمى بصواريخ هيمراس دقيقة للغاية وأصابت بالفعل مستودعات ذخيرة ومراكز قيادة في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.ومع ذلك فإن القوات الروسية تعرف كيفية تشويش الاتصالات، وإسقاط الطائرات المسيرة، وبذلك تعرقل قدرة أوكرانيا على القيام بعمليات استطلاع لأرض المعركة.ومن المرجح أن روسيا سوف تقوم بتوزيع مستودعات الإمداد في مناطق متفرقة، وتمويه الأسلحة بصورة أفضل مع مرور الأسابيع والشهور.نطح الحائطويضيف أوهانلون «بالنظر إلى تركيز الحرب بطيئة الحركة الدائرة اليوم في شرق أوكرانيا، قد يعتقد المرء أن الطرفين سوف يدركان أنهما ينطحان الحائط برأسيهما، ومن المؤكد أن المرء يأمل أن من بدأ الحرب وهو فلاديمير بوتين يصل لتلك النتيجة، لكن للأسف يشير التاريخ إلى غير ذلك.فحتى بعد عام 1914 المروع، وفي ظل عدم الدقة الواضح للتكهنات السابقة بأن القوات سوف تعود لأوطانها «قبل الخريف» كثف القادة من جهودهم، وكانوا يبحثون عن سبل بسيطة نسبيا قد يؤدي فيها تكتيك ما جديد أو نوع جديد من الأسلحة أو هجوم سريع، حيث لا يتوقع العدو أي عدوان ويقلل من حذره، إلى تغيير دفة القتال».ويبدو أن هذا التصور هو ما يحفز موسكو وكييف في الوقت الحالي، فأوكرانيا تأمل أن يرسل الناتو الكثير من المدفعية طويلة المدى، وتأمل روسيا أن تحقق مجموعة جديدة من المجندين ميزة كبيرة لها بالنسبة لأعداد المقاتلين.الاثنان على خطأويضيف «للأسف فإنه يبدو أن كييف وموسكو تعتقدان أن الأمور سوف تكون في صالحهما في نهاية المطاف، ولكن التاريخ يشير إلى أن هناك احتمالا كبيرا للغاية بأن الطرفين سيكونان على خطأ إذا كانا يتوقعان أن يؤدي تغيير ماهر في الأساليب أو مساعدة من السماء إلى دفع الحرب نحو اتجاه حاسم في أي وقت قريب».ومن المحتمل أن تكون هناك حاجة لنوع من التفكير الدبلوماسي الخلاق، بما في ذلك قبول مفاهيم مرنة للسيادة في بعض المناطق الرئيسية، أو إمكانية إجراء استفتاءات في يوم ما لتحديد الملكية في المستقبل.ويخشى أوهانلون من أن الحرب يمكن أن تستمر لسنوات لو لم يتم اللجوء في المستقبل إلى ما سبق ذكره من تفكير دبلوماسي خلاق وخلافه.

مشاركة :