مضامين كلمة جلالة الملك المعظم في قمة جدة وقضايا الشأن العام

  • 7/17/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القراء‭ ‬الأعزاء، تضجّ‭ ‬الأيام‭ ‬الحالية‭ ‬بمواضيع‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬القصوى‭ ‬التي‭ ‬تشخص‭ ‬لها‭ ‬الأبصار‭ ‬وتترقب‭ ‬نتائجها،‭ ‬وهي‭ ‬مواضيع‭ ‬محورية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬قمة‭ ‬جدّة‭ ‬للأمن‭ ‬والتنمية،‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المتوقع‭ ‬حدوثه‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ -‬بحسب‭ ‬المتناقل‭ ‬اعلامياً‭- ‬وتداعياته‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وأثرها‭ ‬هي‭ ‬الأخرى،‭ ‬عودة‭ ‬متحور‭ ‬جديد‭ ‬لفايروس‭ ‬كورونا،‭ ‬الحراك‭ ‬الشعبي‭ ‬البحريني‭ ‬الكبير‭ ‬استعداداً‭ ‬لانتخابات‭ ‬في‭ ‬2022،‭ ‬بجانب‭ ‬الحديث‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينتهي‭ ‬عن‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأفراد‭ ‬ولاسيما‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬منهم،‭ ‬وسأتناول‭ ‬بعضها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬وبشكل‭ ‬مختصر‭.‬ أولاهما‭ ‬هي‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬للأمن‭ ‬والتنمية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬باعتبارها‭ ‬ستتناول‭ ‬أغلب‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تطرقت‭ ‬لها‭ ‬ولاسيما‭ ‬الدولية‭ ‬منها،‭ ‬ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لمخرجاتها‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والتجاري‭ ‬اقليمياً‭ ‬وعالمياً،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الزخم‭ ‬المتوقع‭ ‬لهذه‭ ‬القمة‭ ‬وآثارها،‭ ‬سأقف‭ ‬هنا‭ ‬عند‭ ‬دورها‭ ‬الهام‭ ‬في‭ ‬توطيد‭ ‬وشائج‭ ‬الأخوّة‭ ‬وإعادة‭ ‬اللُحمة‭ ‬الخليجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬الذي‭ ‬يُعتبر‭ ‬تكاتفهم‭ ‬واتحادهم‭ ‬مصدر‭ ‬قوّة‭ ‬واستقرار‭ ‬مشترك‭ ‬لجميع‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس،‭ ‬وأن‭ ‬أثنّي‭ ‬على‭ ‬التوافق‭ ‬حول‭ ‬استئناف‭ ‬تفعيل‭ ‬السماح‭ ‬لجميع‭ ‬مواطني‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بالتنقل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استخدام‭ ‬بطاقة‭ ‬الهوية‭ ‬دون‭ ‬إجراءات‭ ‬مسبقة،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬لقادة‭ ‬دولنا‭ ‬السداد‭ ‬والتوفيق‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬دولهم‭ ‬وشعوبها‭.‬ ويطيب‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬حديثي‭ ‬عن‭ ‬قمة‭ ‬جدة‭ ‬2022‭ ‬أن‭ ‬أثمّن‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬التي‭ ‬أعربت‭ ‬بجلاء‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمصيرية‭ ‬وطنياً‭ ‬واقليمياً‭ ‬وعالمياً‭ ‬باعتبارها‭ ‬مسئولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وعلى‭ ‬حرص‭ ‬الفكر‭ ‬القيادي‭ ‬لجلالته‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬والسلام،‭ ‬وعلى‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للمملكة‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬والتسويات‭ ‬لها‭ ‬لتحقيق‭ ‬صالح‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬والانسان‭ ‬أينما‭ ‬كان،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬كلمة‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬القمة‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬علاقات‭ ‬الصداقة‭ ‬التاريخية‭ ‬وتكريس‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الامريكية‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التفكير‭ ‬العميق‭ ‬المتزّن‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الصراعات‭ ‬والنزاعات‭ ‬وضرورة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬شامل‭ ‬وعادل‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬ونماء‭ ‬شعبها‭ ‬وإلى‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬سياسية‭ ‬للأزمة‭ ‬اليمنية‭ ‬والدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬والتنموي‭ ‬لشعبها‭ ‬وضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬باحترام‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬ووقف‭ ‬التدخل‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬للدول‭ ‬ومواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة‭ ‬لجعل‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشعوبها‭ ‬آمنة‭ ‬وتنعم‭ ‬بالسلام‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬جعلها‭ ‬منطقة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬ والموضوع‭ ‬الثاني‭ ‬هو‭ ‬الحراك‭ ‬الشعبي‭ ‬والاقبال‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬نواياهم‭ ‬حول‭ ‬الترشح‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يحمله‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬من‭ ‬لغط‭ ‬وأحاديث‭ ‬حول‭ ‬الإحباط‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬واثر‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬خلال‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬ولامست‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطنين،‭ ‬فالبعض‭ ‬يُقدّم‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬أنه‭ ‬سبيل‭ ‬الخلاص‭ ‬للمواطن‭ ‬الذي‭ ‬سيعيد‭ ‬إليه‭ ‬حقوقه‭ ‬ويرفع‭ ‬من‭ ‬مستواه‭ ‬المعيشي،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يتقدم‭ ‬بالنصح‭ ‬للناخب‭ ‬المتعلق‭ ‬بانتقاء‭ ‬المرشح‭ ‬الأفضل‭ ‬والأصلح،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬تسجيل‭ ‬برامج‭ ‬حوارية‭ (‬يوتيوبيه‭) ‬تستضيف‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬لتبرز‭ ‬مستوياتهم‭ ‬الفكرية‭ ‬وتوجهاتها،‭ ‬كما‭ ‬نشطت‭ ‬المجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬هذه‭ ‬المجاميع‭ ‬لندوات‭ ‬حوارية‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتكشف‭ ‬عنها‭ ‬المستوى‭ ‬الفكري‭ ‬والمعرفي‭ ‬للمتحاورين‭.‬ والأكيد‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الحراك‭ ‬يُنبئ‭ ‬عن‭ ‬موسم‭ ‬انتخابي‭ ‬ساخن‭ ‬جدا‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ولكن‭ ‬نأمل‭ ‬أن‭ ‬ينبثق‭ ‬عنه‭ ‬مجلس‭ ‬نيابي‭ ‬ذو‭ ‬ثُقل‭ ‬ومُطعّم‭ ‬بالكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬المُشرّفة،‭ ‬كما‭ ‬يليق‭ ‬بمستوى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كدولة‭ ‬حضارة‭ ‬تاريخية‭ ‬عريقة‭ ‬وحاضر‭ ‬ضارب‭ ‬في‭ ‬عمق‭ ‬المدنية‭ ‬والتحضر‭ ‬وبحسبانها‭ ‬دولة‭ ‬قانون‭ ‬ومؤسسات‭ ‬دستورية‭ ‬وذات‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭.‬ وأخيراً‭ ‬سأعرّج‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للأفراد‭ ‬وذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬منهم،‭ ‬استكمالاً‭ ‬لما‭ ‬تطرقت‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الأصداء‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬استوقفتني‭ ‬حوله‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬دار‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬إحدى‭ ‬الصديقات‭ ‬حول‭ ‬تعريف‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود؟‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬التعريف‭ ‬جديدا‭ ‬لكم‭ ‬ولكن‭ ‬سأتطرق‭ ‬إليه‭ ‬للتذكير‭ ‬به‭ ‬فقط،‭ ‬فالأصل‭ ‬بأن‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬هم‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬أجر‭ ‬ثابت‭ ‬شهرياً‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬قيمته،‭ ‬لأن‭ ‬التزامات‭ ‬صاحب‭ ‬الدخل‭ ‬غالباً‭ ‬تكون‭ ‬وفقاً‭ ‬لمقدار‭ ‬دخله‭ ‬الشهري‭ ‬فتزداد‭ ‬بعلوّه‭ ‬وتنخفض‭ ‬بقلّته،‭ ‬فالأجر‭ ‬الشهري‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬استهلاكه‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬الشهر‭ ‬مهما‭ ‬قلّ‭ ‬أو‭ ‬كثُر،‭ ‬إلا‭ ‬لدى‭ ‬القلّة‭ ‬التي‭ ‬تُحسن‭ ‬إدارة‭ ‬دخلها‭ ‬وتقتصد‭ ‬فيه،‭ ‬إذاً‭ ‬فليكُن‭ ‬معلوماً‭ ‬بأن‭ ‬صفة‭ ‬ذوي‭ ‬الدخل‭ ‬المحدود‭ ‬تنسحب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يتحصل‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر‭ ‬على‭ ‬راتب‭ ‬ثابت‭. ‬   Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com

مشاركة :