تشكل قمة جدة للأمن والتنمية، التي احتضنتها أمس المملكة العربية السعودية، انعكاساً لرؤية الإمارات وقيادتها الرشيدة في تعزيز الاستقرار وأمن الشعوب، وتنميتها ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم، فيما تعكس القمة ومضامينها في مجال التنمية وتحقيق الأمن ما ورد في كلمتي صاحب السمو رئيس الدولة للشعب وفي قمة I2U2، حسبما يرى خبراء ومحللون. ويقول الخبراء والمحللون إن «قمة جدة» تنسجم في مضمونها وأهدافها ومعطياتها مع السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي تدعو لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والشراكة الاقتصادية مع دول الإقليم لبناء كتلة اقتصادية قوية يمكنها اقتناص الفرص لتحقيق السلام والبعد عن الصراعات العسكرية والحروب الطائفية والعرقية. وأكدوا الخبراء لـ«الاتحاد»، أن الإمارات، من جانبها، استبقت قمة الأمن والتنمية بإعلان مبادرة الاستثمار في المجمعات الغذائية الهندية، بهدف ضمان الأمن الغذائي العالمي، وهذا مرتبط أيضاً بالقمة الحالية. وقال الخبير الاستراتيجي الإماراتي، العميد خلفان الكعبي، إن قمة جدة تؤكد رؤية الإمارات حول أهمية تنمية العلاقات بين مختلف الدول التي بدورها تحقق الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن الإمارات دأبت على المساهمة في إعادة الاستقرار في المنطقة والعالم. وأشار العميد خلفان إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» أكد أن الإمارات تنبهت للأزمة المستقبلية ووضعت سبلاً لحلها. وأضاف أن العالم يدرك الدور المؤثر لمجلس التعاون الخليجي في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن العالم يفعل ذلك لضمان مصالحه، لاسيما أن القمة أثبتت أن الدول العربية باتت رقماً صحيحاً في المعادلة العالمية من خلال قوتها الاقتصادية والنفطية. إلى ذلك، أكد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد حامد أن قمة جدة ومضامينها في مجال التنمية وتحقيق الأمن تعكس رؤية دولة الإمارات، لافتاً إلى أن الإمارات تشارك في القمة كمسار طبيعي يقوم على تحقيق التضامن الخليجي. حامد أضاف لـ«الاتحاد» أن مشاركة دول عربية بالقمة تعتبر امتداداً للتضامن العربي في وجه الأزمات الإقليمية والدولية وعدم تأثير تداعياتها على الدول العربية، موضحاً أن القمة تعزز قيم التسامح والسلام والتنمية والاستقرار ورفاهية الشعوب، وهو ما يوطد السلام في الإقليم الذي شهد أزمات كبيرة وتضرر خلال السنوات العشر الماضية. وأشار حامد إلى أن الإمارات خلال الأعوام الماضية رسمت سياسة داخلية وخارجية تعزز بها قيم التسامح والسلام والتنمية لمحيطها الخليجي والعربي، لافتاً إلى أنها أصبحت رقماً مهماً في الاقتصاد العالمي من خلال سياسات داخلية عبر تعزيز قوة القطاع الخاص. كتلة قوية أكد مدير منتدى شرق المتوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية أن مضامين قمة جدة وأهدافها ومعطياتها تنسجم بشكل كبير مع سياسة دولة الإمارات الخارجية، التي تدعو لتعزيز قيم التسامح والشراكة الاقتصادية مع الإقليم لبناء كتلة اقتصادية قوية، تمتلك القدرة على اقتناص الفرص لتحقيق السلام والبعد كل البعد عن الصراعات. على الصعيد نفسه، قال المحلل السياسي الكويتي خالد العجمي، إن دور الإمارات مهم جداً في قمة جدة للأمن والتنمية. وأوضح العجمي أن دبلوماسية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وعلاقاته الوطيدة مع ملوك ورؤساء الدول من شأنها تعزيز السلام والاستقرار ومواجهة التحديات المشتركة، مثمناً مبادرة تأمين الغذاء في ظل الأزمات التي يمر بها العالم.
مشاركة :