أكّد الرئيس الجديد للمؤسّسة الوطنيّة للنفط في ليبيا فرحات بن قدارة الجمعة رفع إجراء "القوّة القاهرة" عن كلّ حقول النفط وموانئ التصدير في البلاد، بعد إعلان جماعات إنهاء حصار كانت تفرضه على هذه المنشآت. وقال بن قدارة في مدينة بنغازي بشرق البلاد "تعلن المؤسّسة الوطنيّة للنفط انتهاء الإغلاقات في جميع الحقول والموانئ النفطيّة، ورفع حالة القوّة القاهرة عنها اعتبارا من الخامس عشر من يوليو". وكتب رئيس حكومة الوحدة الليبيّة عبدالحميد الدبيبة على تويتر "نرحّب بإعلان مجلس الإدارة الجديد لمؤسّسة النفط رفع القوّة القاهرة عن الحقول والمنشآت النفطيّة"، مضيفا "من المهمّ أن ينعكس ذلك على تحسين وضع شبكة الكهرباء وتعزيز إمدادات الوقود". والقوّة القاهرة إجراء قانوني يسمح للشركات بتحرير نفسها من الالتزامات التعاقديّة في حال حدوث ظروف خارجة عن إرادتها. وكان بن قدارة يتحدّث خلال مناسبة حضرها ممثّلون عن الجماعات التي أغلقت منذ منتصف أبريل ستّة حقول نفطيّة ومحطّات تصدير، مطالبة بـ"توزيع أكثر إنصافا" لعائدات النفط في البلاد. ومذّاك، انخفض إنتاج النفط إلى نحو 400 ألف برميل يوميا، مقارنة بمليون برميل في مارس. وقالت المجموعات في بيان الجمعة إنّها ترفع الحصار بعد أن تعهّد الرئيس الجديد للمؤسّسة الوطنيّة للنفط بـ"تلبية جميع مطالبنا وتحديد توزيع عادل لعائدات النفط". وأضاف البيان "قرّرنا إعادة فتح حقول وموانئ النفط، للسماح باستئناف الإنتاج والتصدير". ورحبت الشركة العامة للكهرباء بقرار رفع القوة القاهرة عن الحقول والموانئ النفطية، معتبرة أنه سينعكس ايجابيا على قدرة الشبكة العامة للكهرباء في كل ربوع ليبيا. وأوضحت شركة الكهرباء في بيان لها السبت أن إعادة التصدير ستؤدي إلى عودة إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء، خاصة في الجناح الشرقي، ما سيؤدي إلى تحسين أداء الشبكة بفارق مهم. وأشارت إلى أن فرق الشبكة ستعمل على عودة تشغيل المحطات في أسرع وقت ممكن فور استئناف التصدير. وأصدرت حكومة الدبيبة الأربعاء مرسوما عيّنت بموجبه المصرفي البارز بن قدارة رئيسا للمؤسسة الوطنية للنفط، خلفا لمصطفى صنع الله. وتسلّم بن قدارة، المحافظ السابق للبنك المركزي الليبي، الخميس مهمّاته، قائلا إنّ "قطاع النفط سقط فريسة للصراعات السياسيّة، لكنّنا سنعمل على منع التدخّل السياسي في هذا القطاع". ورفض صنع الله، الذي يقود المؤسسة منذ عام 2014، تعيين بن قدارة وقال إن فترة ولاية الدبيبة انتهت وإنه لا يملك سلطة إقالته. كما رفض البرلمان الليبي، الذي يعارض أيضا استمرار ولاية حكومة الدبيبة، تعيين بن قدراة رئيسا للمؤسسة. وأوضح أحد شيوخ القبائل أنه على الرغم من بقاء الدبيبة في منصبه بدلا من باشاغا، إلا أن مطالب أخرى للجماعات تمت تلبيتها بإقالة صنع الله من منصب رئيس المؤسسة. ولصنع الله علاقات وطيدة مع شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا، ونشبت خلافات مرارا بينه وبين وزير النفط في حكومة الدبيبة محمد عون. وطالب صنع الله في تصريحات لوكالة "رويترز" الخميس بضغط دولي لإعادته إلى منصبه، محذرا من خلق مؤسسة نفط موازية. وشدد على أن مسؤولي مؤسسة النفط ما زالوا يعترفون به رئيسا للمؤسسة، مشيرا إلى أنه إذا لم يكن هناك التزام من المجتمع الدولي، فوجود مؤسسة نفط موازية أمر متوقع. وكانت دول غربية عدة دعت إلى النأي بقطاع النفط في ليبيا عن الصراعات، والمحافظة على استقرار إدارة النفط الذي تشكل وارداته أكثر من 96 في المئة من إيرادات ليبيا من العملة الصعبة. وقالت الولايات المتحدة، التي تحاول إنهاء التنافس بين الفصائل المتناحرة على السيطرة على إمدادات النفط، من خلال آلية جديدة مقترحة للإشراف على مالية الدولة، إنها تتابع بقلق بالغ التطورات، ودعت إلى تجنب اندلاع اشتباكات مسلحة.
مشاركة :