تصدرت قضية سد النهضة الإثيوبي جدول مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي، جو بايدن، على هامش القمة العربية ـ الأمريكية التي عقدت أمس في المدينة الساحلية السعودية «جدة»، وأكد الرئيس السيسي على موقف مصر الثابت من ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ الأمن المائي المصري ويحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث. وكان الرئيس السيسي، جدد تأكيده خلال الجلسة الافتتاحية لقمة جدة للأمن والتنمية، على أهمية تجديد الالتزام بقواعد القانون الدولي الخاصة بالأنهار الدولية بما يتيح لجميع الشعوب الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية بشكل عادل، وضرورة صون متطلبات الأمن المائي لدول المنطقة والحيلولة دون السماح لدول منابع الأنهار التي تمثل شرايين الحياة للشعوب كلها، بالافتئات على حقوق دول المصب.   أمريكا قادرة على حل نزاع سد النهضة كما فعلت مع إسرائيل في طابا ومن جانبه يؤكد الخبير الدولي، دكتور محمد مهران، أستاذ القانون الدولي العام، على أهمية دور الولايات المتحدة في ملف سد النهضة، موضحاً أنها تستطيع الضغط على الجانب الإثيوبي دبلوماسياً واقتصادياً لإلزامه بالتفاوض للوصول إلى اتفاق قانوني ملزم لكافة الأطراف بشأن مواعيد ملء وتشغيل السد، مستشهداً بما فعلته الولايات المتحدة في تحكيم طابا بين مصر وإسرائيل، حينما ضغطت على الجانب الإسرائيلي حتى ألزمته بتنفيذ القرار التحكيمي الصادر لمصر بشأن طابا. و أشاد الدكتور مهران، عضو الجمعية الأمريكية للقانون الدولي، بتصريحات «دوتش روبرسبرجر» عضو الكونجرس الأمريكي، والتي أكد فيها أن الولايات المتحدة يجب أن تلعب دورًا أكثر نشاطًا في أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا. ولفت الخبير المصري، إلى أهمية تصريحات «روبرسبرجر» وخاصة فيما يتعلق بأهمية نهر النيل لحياة ومعيشة الشعب المصري، فضلاً عن رفضه لانتهاء المناقشات حول السد دون نتيجة، ودعوته للاتحاد الأفريقى للعب دور رئيسي في معالجة هذه القضية الحاسمة.   توقعات بإعادة استئناف المفاوضات في ملف سد النهضة وقال الدكتور محمد مهران، المتخصص في النزاعات الدولية والحدودية وخاصة منازعات الأنهار الدولية والمياه بشكل عام عضو الجمعية الأمريكية للقانون الدولي، إن قمة جدة للأمن والتنمية، من أنجح اللقاءات الدبلوماسية التي سوف تؤثر على الجانب الإثيوبي، متوقعاً  أن تائج القمة قد يترتب عليها إعادة استئناف المفاوضات، وإلزام إثيوبيا بتسوية النزاع بشأن سد النهضة من خلال الوصول لاتفاق قانوني ملزم لكافة أطراف النزاع.   وأوضح «مهران» أن الرئيس السيسي يحاول الضغط على الجانب الإثيوبي من خلال لقاءه مع نظيره الأمريكي جو بايدن، حيث أكد في كلمته على أهمية الشراكة بين البلدين فى تعزيز السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لعملية ملء وتشغيل السد، بما يحفظ حقوق مصر المائية والمصالح المشتركة للدول الثلاث. حشد المجتمع الدولي ضد إثيوبيا وشدد أستاذ القانون الدولي على ضرورة استمرار مصر في حشد المجتمع الدولي ضد إثيوبيا وعرض القضية في كافة المحافل الدولية، لافتاً إلى وجود العديد من التحركات الخارجية للدولة المصرية في هذا الصدد جعلت الكثير من الدول تتضامن مع مصر ما ترتب عليه إصدار هذه الدول لبيانات ضد إثيوبيا تؤكد على حقوق مصر المشروعة في مياه النيل، وأن مراحل الضغط قد تتطور بعد إحراجها أمام المجتمع الدولي إلى احتمال قائم بفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية. إثيوبيا فشلت في كل مراحل الملء السابقه وتابع في تصريحاته لـ «الغد» قائلا: إثيوبيا فشلت في كل مراحل الملء السابقة ولم تحقق الكمية المستهدفة من الملء نظراً لوجود عيوب فنية جسيمة بالسد، موضحاً أن الخلاف مع إثيوبيا كان على مواعيد الملء والتشغيل حيث كانت ترغب الأخيرة في ملء كميات كبيره بشكل سريع، وهو ما رفضه الجانب المصري حيث طالب بأن يتم الملء على فترات متباعدة وفقاً لاتفاق قانوني ملزم بين الأطراف. مؤكداً فشل إثيوبيا في ذلك وهو ما أدى إلى عدم شعور المصريين بأثار مراحل الملء، فضلاً عن قيام الدولة باتخاذ كافة التدابير الاحتياطية حتى لا يشعر المواطن بأي ضرر.