زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، في مستهل جولته بمنطقة الشرق الأوسط، مساء الأربعاء الماضي، فتحت ملف تناقض سياسات ومواقف الإدارة الأمريكية تجاه قضايا انتهاكات حقوق الإنسان، وتحديدا ما يواجهه الفلسطينيون داخل وطنهم المحتل من ممارسات الفصل العنصري الإسرائيلية..وأن الرئيس بايدن يتجاهل حقيقة أن إسرائيل دولة «فصل عنصري». بايدن يتنازل عن مواقفه ويتجاهل ممارسات إسرائيل العنصرية واتهم الباحث والكاتب البريطاني، ريتشارد هول، الرئيس الأمريكي جو بايدن بتجاهل ممارسات الانتهاكات لحقوق الإنسان وسياسات الفصل العنصري ضد الفلسطينيين.. وقال هول، في مقال بصحيفة الإندبندنت the Independent بعنوان «جو بايدن كان منتقدا بشدة للفصل العنصري في جنوب إفريقيا – الآن هو متهم بتجاهل سياسات مماثلة في إسرائيل»، إن العديد من منظمات حقوق الإنسان الرائدة في العالم اتهمت إسرائيل بانتهاج سياسة فصل عنصري، وهو ما تغاضى عنه بايدن في زيارته. «بايدن» كان مهاجما بقوة لـ «نظام القمع العنصري» في جنوب أفريقيا واسترجع «ريتشارد هول» موقف بايدن المنتقد لحكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا عندما كان عضوا بمجلس الشيوخ عام 1986، وكان عمره وقتها 43 عاما، وهاجم بغضب جورج شولتز، وزير خارجية الأمريكي حينها، لدعمه ممارسات حكومة جنوب أفريقيا غير الأخلاقية، التي فرضت نظام فصل عنصري ضد الأغلبية من السود. وقال بايدن وقتها لشولتز: «أشعر بالخجل من أن هذه هي سياستنا.. أشعر بالخجل من عدم وجود عمود فقري أخلاقي.. يتم سحق هؤلاء الناس، ونحن نجلس هنا نردد نفس الكلام». لقد كانت إدانة قوية لنظام القمع العنصري الذي مارسته جنوب إفريقيا، حليفة الولايات المتحدة، ولكن الآن بعد حوالي 35 عاما، يواجه بايدن الانتقادات نفسها التي وجهها في السابق لشولتز. ويدافع عن ممارسات الفصل العنصري الإسرائيلية !! وخلال مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، يوم الأربعاء، سُئل بايدن عن رأيه في «أصوات داخل الحزب الديمقراطي» وصفت إسرائيل بأنها دولة فصل عنصري؟؟ ورد بايدن قائلا : «هناك القليل منهم .أعتقد أنهم مخطئون.أعتقد أنهم يرتكبون خطأ. إسرائيل دولة ديمقراطية. إسرائيل حليفتنا. إسرائيل صديقة». ثم تفاخر بتقديم 4 مليارات دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل. إجماع منظمات حقوق الإنسان: إسرائيل تمارس جرائم عنصرية ويضيف «هول»: لقد ظهر إجماع بين مجموعات حقوق الإنسان البارزة حول مسألة الفصل العنصري في إسرائيل. والإجماع مفاده أن إسرائيل تمارس الجرائم نفسها التي أدانها بايدن بقوة من قبل.. موضحا أنه في شهر يناير/ كانون الثاني 2021، نشرت منظمة «بتسيلم» الحقوقية الإسرائيلية تقريرا، وصفت فيه إسرائيل بأنها دولة «فصل عنصري». وقالت المجموعة: «يتيح النظام لليهود العيش في منطقة متجاورة يتمتعون بكامل الحقوق، بما في ذلك تقرير المصير، بينما يعيش الفلسطينيون في وحدات منفصلة ولهم حقوق أقل، وهذا يعتبر نظام فصل عنصري، على الرغم من أن إسرائيل يُنظر إليها بصفة عامة على أنها ديمقراطية تدعم احتلالا مؤقتا»! جرائم الفصل العنصري والاضطهاد وذكرت صحيفة الإندبندنت the Independent البريطانية، أنه في شهر أبريل/نيسان من العام الماضي، قدمت هيومن رايتس ووتش تقريرها التاريخي المكون من 213 صفحة وتوصل إلى نفس النتيجة. ووجدت المنظمة الحقوقية أن السلطات الإسرائيلية «ترتكب جرائم ضد الإنسانية مثل الفصل العنصري والاضطهاد».. وحذت منظمة العفو الدولية حذوها في شهر فبراير/ شباط من هذا العام 2022 بتقرير وجد أن إسرائيل تنتهج سياسة فصل عنصري ضد الفلسطينيين. ويوضح تقرير العفو الدولية «كيف أن عمليات الاستيلاء على الأراضي والممتلكات الفلسطينية على نطاق واسع، وعمليات القتل غير المشروع، والتهجير القسري، والقيود الصارمة على الحركة، وحرمان الفلسطينيين من الجنسية والمواطنة، كلها مكونات لنظام يصل إلى مستوى الفصل العنصري بموجب القانون الدولي» نظام قانوني وسياسي إسرائيلي تمييزي عنصري وفي شهر مارس/آذار الماضي، دعا مايكل لينك، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، المنظمة الدولية إلى معالجة ما وصفه أيضا بالفصل العنصري. وقال في تقريره إلى مجلس حقوق الإنسان: «يوجد اليوم في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 نظام قانوني وسياسي مزدوج تمييزي للغاية يمنح الامتيازات لحوالي 700 ألف مستوطن إسرائيلي يهودي يعيشون في 300 مستوطنة إسرائيلية غير شرعية في القدس الشرقية والضفة الغربية». إدارة بايدن تختلف مع منظمات حقوق الانسان وتدافع عن إسرائيل!! لكن إدارة بايدن قالت إنها رفضت الرأي القائل بأن تصرفات إسرائيل تشكل فصلا عنصريا.. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس للصحفيين إن «تقارير الوزارة لم تستخدم مثل هذه المصطلحات أبدا». ويقول الباحث والكاتب البريطاني، ريتشارد هول، إن السؤال الذي يجب أن يجيب عليه بايدن الآن، هو كيف يختلف مع مجموعات حقوق الإنسان الرائدة في العالم وتصنيفها للفصل العنصري في إسرائيل؟
مشاركة :