يواصل قسم مبادرة “كاوست سمارت” في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) دفع آفاق الابتكار من خلال تطوير التقنيات التي تهدف إلى تحسين جودة الحياة في المنزل وفي المدينة. وفي هذا السياق، اجتمع القسم بشركاء الجامعة الدوليين وهيئات حكومية وشركات من القطاع الخاص لإطلاق منصة (REDD)، وهو مشروع تجريبي يستخدم الابتكارات البحثية والذكاء الاصطناعي لاختبار نظام القيادة الذاتية في السيارات وتطويره. ومنصة (REDD) هي نتاج مبادرة تعاونية إستراتيجية بين كاوست وإنتل وبرايتسكايز لرفع مستوى تقنية القيادة الذاتية من خلال تحويل سيارة عادية إلى سيارة ذاتية القيادة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. وتتمثل الرؤية طويلة المدى للشراكة في الحصول على منصة تعاونية متطورة في المملكة العربية السعودية لتبادل الأبحاث في مجال القيادة الذاتية وتحسين التقنيات المتعلقة بها، وهي أهداف تنسجم تماماً مع أهداف رؤية المملكة 2030. وقد جمعت المؤسسات الثلاثة جهودها، مستفيدة من خبرة كاوست وحرمها الجامعي الذي كان بمثابة مختبر حي لهذا المشروع التجريبي. كما شاركت الجامعة أيضاً في تصميم تجربة المستخدم. ويبنى هذا المشروع على مشاريع استكشافية سابقة لكاوست في مجال اختبار القيادة الذاتية والتي كانت بالشراكة مع صانعي السيارات ذاتية القيادة الدوليين. وأوضح مدير كاوست سمارت محمد عبدالعال أن منصة القيادة الذاتية تتيح إمكانية تطوير نظام بيئي يجمع المواهب والأبحاث والحلول التطبيقية في المنطقة. إنها خطوة رائعة نحو مواجهة تحديات القيادة الذاتية، ومنصة متميزة لنمو الأفكار الجديدة والمبتكرة”. وأضاف أن سيارة كاوست ستستخدم إصداراً تجريبيًا من “برايت درايف”، وهو نظام قيادة ذاتي تم تطويره داخليًا بواسطة شركة برايتسكايز وتم إطلاقه أول مرة في عام 2020 بدعم من منصات أنتل (Intel®#xfe0f; NUC). ومن المتوقع أن يستخدم باحثو كاوست هذه السيارة كمنصة ابتكار لاختبار التقنيات الجديدة من أجل تجربة نقل متميزة وآمنة. يحتوي نظام “برايت درايف” على جميع الميزات المطلوبة لسلامة الرحلة أثناء القيادة الذاتية، بما في ذلك أجهزة متطورة للاستشعارات البيئية وإدراكها بدقة عند مستوى السنتيمتر، فضلاً عن الخرائط عالية الدقة وتقنيات تخطيط المسار والتحكم في الحركة من أجل تجربة مستخدم مثالية. ويستخدم الباحثون البيانات التي تجمعها السيارة ذاتية القيادة لعمل التعديلات اللازمة وضبط النظام للعمل على أكمل وجه. وهذا النوع من البيانات أدق من السيناريوهات التي يتم إنشاؤها صناعياً، وستعمل على تعزيز الأبحاث، وبالتالي تحسين استجابة السيارة وموثوقية نظامها وعوامل الأمان فيها. من جانبه قال نائب الرئيس للقيادة الذاتية في شركة برايتسكايز حسام يحيى: “المعالجة المتقدمة والتكامل السلس لأجهزة الاستشعار في منصات أنتل (Intel®#xfe0f; NUC) يمكنها أن تجعل هذا الابتكار حقيقة واقعة”. ومن ناحية أخرى، يُعد حرم كاوست موقعًا مثاليًا للاختبار لأنه يمثل مدينة صغيرة تقدم سيناريوهات قيادة متنوعة ومختلفة يحتاجها مطور نظام القيادة الذاتية، بما في ذلك الإشارات والعلامات المرورية وقوانين القيادة التي تعطي الأولوية لسلامة الركاب والمشاة وراكبي الدراجات. وتواصل السيارة ذاتية القيادة تنقلها عبر حرم الجامعة ليلًا ونهارًا، وتواجه سيناريوهات غير متوقعة، وقد نجح نظام الذكاء الاصطناعي المتقدم في التعرف على البيئة المحيطة والتفاعل معها بطريقة آمنة وفعالة. يأتي هذا فيما قال المدير العام لشركة إنتل في المملكة العربية السعودية أحمد العبدالجبار: “شركة إنتل متحمسة للغاية للتعاون مع كاوست وشركة برايتسكايز في تطوير الذكاء الاصطناعي للقيادة الذاتية، وهو تعاون ينسجم مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠. هذا المشروع التجريبي سيثري أيضًا المواهب البحثية المحلية ويزودهم بمنصة قابلة للتخصيص لخوارزمياتهم، والتي تمكنهم من لعب دور أساسي في صناعة السيارات العالمية”. يشار إلى أن كاوست كانت أول مؤسسة في المملكة تختبر الحافلات ذاتية القيادة في حرمها الجامعي، كما قامت بتوسيع نطاق أبحاثها في هذا المجال لتشمل الطائرات بدون طيار وعربات الشحن ذاتية القيادة لاختبار مرحلة توصيل الميل الأخير (من مركز الفرز إلى الوجهة النهائية).
مشاركة :