سيكون القطري معتز برشم والمغربي سفيان البقالي على موعد مع التتويج عندما يخوضان اليوم الدور النهائي لمسابقة الوثب العالي وسباق 3 آلاف متر موانع تواليا في النسخة الثامنة عشرة من بطولة العالم لألعاب القوى المقامة في مدينة يوجين الأميركية، وشهدت تتويج الأميركي فريد كيرلي بطلا لسباق 100 متر، وتفوق الإثيوبية ليتسينبت غيدي على منافستها الهولندية سيفان حسن في نهائي سباق 10 آلاف متر. ويعتبر النجمان برشم والبقالي أمل العرب في الصعود إلى منصة التتويج بل والظفر بالذهب بالنظر إلى سيطرة كل منهما على اختصاصه وتأهلهما السهل إلى الدور النهائي فضلا عن أن كلا منهما توج باللقب الأولمبي في طوكيو الصيف الماضي. ويبدو برشم أقرب كثيرا إلى الاحتفاظ باللقب العالمي للمرة الثالثة تواليا لأنه صاحب ثاني أفضل رقم في التاريخ (2.43 متر) حققه في الخامس من سبتمبر (أيلول) 2014 في بلجيكا بفارق سنتيمترين خلف الكوبي خافيير سوتومايور صاحب الرقم القياسي العالمي (2.45 متر منذ 27 يوليو/ تموز 1993). وسيلحق برشم بنجمين عربيين نجحا سابقا في الاحتفاظ بلقبهما ثلاث مرات متتالية ويتعلق الأمر بعدائي سباق 1500 متر الجزائري نور الدين مرسلي أعوام 1991 في طوكيو و1993 في شتوتغارت و1995 في غوتبورغ، والمغربي هشام الكروج الذي حقق الإنجاز أربع مرات متتالية في أثينا 1997 وإشبيلية 1999 وإدمونتون 2001 وباريس 2003. ووجه برشم (31 عاما) إنذاراً شديد اللهجة إلى منافسيه الجمعة بصدارته التصفيات مناصفة مع الثلاثي الكوري الجنوبي سانغهيوك وو والكندي دجانغو لوفيت والأوكراني أندري بروتسنكو، علما بأن الكوري تألق بشكل لافت حتى الآن هذا الموسم. ويأمل البقالي في تأكيد إنجازه الصيف الماضي عندما أحرز اللقب الأولمبي لسباق 3 آلاف متر موانع وأصبح أول عداء غير كيني يحرز اللقب منذ 1980. كما يطمح البقالي أن تكون مشاركته العالمية الثالثة ثابتة ويرصع عنقه بالذهب بعدما حقق الفضية عام 2017 في لندن واكتفى بالبرونزية في الدوحة 2019. وحذا البقالي حذو برشم وحجز بدوره بـ«الخبرة» بطاقته إلى الدور النهائي محققا أسرع توقيت في التصفيات وهو 8.16:65 دقائق. وقال البقالي، الساعي إلى إعادة الذهب لبلاده للمرة الأولى منذ تتويج جواد غريب في ماراثون نسخة 2005 في هلسنكي، عقب تأهله: «الآن يجب التفكير في السباق النهائي الذي سيقام في وقت متأخر نسبيا مقارنة مع توقيت نصف النهائي». وأضاف: «أنا هنا من أجل التتويج باللقب، وسنتبع الخطة ذاتها التي خولتنا التتويج باللقب الأولمبي في طوكيو» - الصيف الماضي. وكان نهائي سباق 100 متر رجال على موعد مع تفوق أميركي على الميداليات الثلاثة الأولى وتتويج فريد كيرلي بالذهبية. وسخر العديد من الخبراء عندما قرر كيرلي العام الماضي الانتقال من المنافسة في سباق 400 متر إلى 100 متر، لكن الأميركي الفارع الطول وصاحب البنية القوية أثبت صوابه بتتويجه بفضية أولمبياد طوكيو أتبعها باللقب العالمي. وقطع كيرلي مسافة السباق بزمن 9.86 ثوان متقدما على مواطنيه مارفن برايسي وترايفون بروميل اللذين حققا معا 9.88 ثوانٍ. وحل مواطنهم كريستيان كولمان، حامل اللقب في الدوحة 2019، سادسا بزمن 10.01 ثوانٍ. وقال كيرلي: «لم أكن أعرف أنني توجت باللقب حتى نظرت إلى أعلى ورأيت الساعة التي كتب عليها اسمي...هذا يعني الكثير بالنسبة لي. لقد فعلت شيئاً لم يفعله الكثير من عدائي سباق 400 متر». وأضاف: «إنه لأمر مدهش بين العظماء، لقد فعلوا ذلك في عام 1991، وفعلنا ذلك في عام 2022» في إشارة إلى الثلاثية التي حققتها الولايات المتحدة للمرة الثالثة بعد 1983 (كارل لويس ووكالفين سميث وإيميت كينغ) و1991 (كارل لويس وليروي بوريل ودينيس ميتشل). وحقق كيرلي مسيرة رائعة في سباق 400 متر توج خلالها باللقب المحلي مرتين وبرونزية مونديال 2019 وذهبية وفضية التتابع 4 مرات 400 متر. خاض كيرلي 7 سباقات هذا العام قبل المونديال نزل في جميعها تحت حاجز 10 ثوان آخرها بملعب هيوارد في يوجين في 24 يونيو (حزيران) الماضي خلال التجارب الأميركية حيث حقق أفضل رقم شخصي وقدره 9.76 ثوانٍ في نصف النهائي ثم 9.77 ثواٍن في النهائي. وهو اللقب الثالث تواليا للولايات المتحدة في سباق 100 متر بعد جاستن غاتلين عام 2017 في لندن وكولمان في الدوحة 2019، مكررة إنجازها للمرة الثالثة بعد الأولى بين 1983 و1991 والثانية بين 1997 و2001. وأكدت الولايات المتحدة استعادتها للسيطرة على اللقب العالمي للسباق في النسختين الأخيرتين بعدما أطاحت بها جامايكا لأربع نسخ متتالية بقيادة «الإعصار» أوساين بولت (2009 و2013 و2015) ويوهان بلايك (2011). وكانت الأميركية تشيسي إيلي افتتحت باكورة ذهبيات بلادها في النسخة التي تستضيفها للمرة الأولى في تاريخها، عندما ظفرت بذهبية مسابقة الكرة الحديد مسجلة 20.49 متر ومتقدمة على حاملة اللقب وبطلة أولمبياد طوكيو الصيف الماضي الصينية غونغ ليجياو التي اكتفت بالفضية بـ20.39 متر. وعادت البرونزية إلى الهولندية جيسيكا شيلدر برميها 19.77 متر في محاولتيها الثانية والخامسة قبل الأخيرة. وعززت ليجياو (33 عاما) رقمها القياسي في عدد الميداليات في المسابقة وفي النسخة الثامنة على التوالي بحصدها الميدالية السابعة في إنجاز غير مسبوق بينها لقبان عالميان (2017 و2019) وفضية (2015) وثلاث برونزيات (2009 و2011 و2013). وردت الإثيوبية غيدي الاعتبار لنفسها عندما أحرزت ذهبية سباق 10 آلاف متر بزمن 30.09.94 دقيقة أمام الكينيتين هيلين أوبيري (30.10:02 دقيقة) ومارغريت تشيليمو كيبكيمبوي (30.10.07)، فيما حلت حاملة اللقب سيفان حسن رابعة بزمن 30.10:56 دقيقة. وعوضت غيدي، حاملة الرقم القياسي العالمي للسباق، فضية السباق في النسخة الأخيرة في الدوحة 2019 عندما حلت وصيفة خلف حسن، وبرونزية أولمبياد طوكيو خلف حسن أيضاً والبحرينية كالكيدان غيزاهيغني. وقالت غيدي (24 عاما): «كان هذا أكبر هدف بالنسبة لي. الحلم تحول إلى حقيقة. هذا الفوز أهم بالنسبة لي من تحقيق رقم قياسي عالمي، وأنا سعيدة جداً بهذا الإنجاز، كنت أفكر في الفوز بهذه الميدالية الذهبية منذ عام 2019. لكن حسن كانت دائماً موجودة. كنت أيضاً أشاهد أوبيري... هذه المرة، أدركت أنني يجب أن أكون سريعة جداً في آخر 300 متر، وتمكنت من البقاء في المقدمة وحافظت على وتيرتي حتى خط النهاية». وأضافت: «الحلم التالي الآن وهو الفوز بالميدالية الذهبية لسباق 5 آلاف متر... أنا واثقة جداً الآن». وتوج البولندي بافل فايديك بلقبه العالمي الخامس توالياً في مسابقة رمي المطرقة. وحقق فايديك إنجازه الخارق في محاولته الثالثة عندما سجل 81.98 متر وهو أفضل رقم هذا العام في المسابقة، متفوقاً على مواطنه فويتشيس نوفيتسكي، بطل أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، مع 81.03 متر في محاولته الثالثة أيضاً. وبات فايديك ثاني رياضي يحقق خمسة ألقاب متتالية في المونديال بعد الأسطورة الأوكراني سيرغي بوبكا في مسابقة القفز بالزانة، علماً أن الأخير حصد ستة ألقاب متتالية من 1983 إلى 1997. وأحرز الصيني وانغ جيأنان ذهبية مسابقة الوثب الطويل بقفزه 8.36 متر حارما اليوناني ميلتياديس تينتوغلو، بطل أولمبياد طوكيو الصيف الماضي، من لقبه العالمي الأول.
مشاركة :