قرر نادي برشلونة اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضية عقب رفض الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للالتماس الذي تقدم به النادي ضد قرار تغريمه 40 ألف يورو بسبب الأناشيد والأعلام الاستقلالية التي رفعت في ملعب "كامب نو" خلال مباراة بدوري أبطال أوروبا في سبتمبر /أيلول الماضي. بدا الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عازما على معاقبة برشلونة الإسباني لمخالفته قواعد إبعاد السياسة عن الرياضة، وذلك بعدما رفض الاستئناف الذي تقدم به الأخير من أجل إلغاء العقوبة المفروضة عليه نتيجة رفع العلم الاستقلالي الكاتالوني في مدرجاته. أعلم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم بقراره رفض الاستنئاف الذي تقدم به النادي من أجل رفع العقوبة المفروضة عليه بسبب الأناشيد والأعلام الاستقلالية التي رفعت في كامب نو، هذا ما قاله برشلونة في بيانه اليوم الأربعاء مضيفا: وكما كان متوقعا، قرر برشلونة اللجوء مباشرة إلى الاستئناف أمام محكمة التحكيم الرياضي. إبعاد السياسة عن الرياضة وتقضي قوانين الاتحاد الأوروبي بالمعاقبة الاقتصادية وحتى الوصول إلى إقفال جزء من مدرجات النادي الذي يخالف مبدأ منع استخدام الشعائر. منع التصرفات أو الأغاني التي لا تدخل في إطار الحدث الرياضي، خصوصا الرسائل التي تحمل طبيعة سياسية، عقائدية، دينية، مهينة واستفزازية. ومعروف عن برشلونة، المرتبط بالقوميين الكاتالونيين الذين يطالبون بالاستقلال عن مدريد، أنه لطالما ساند مظاهرات مشجعيه باسم حرية التعبير. ويعتبر نادي برشلونة الجيش الرمزي لكاتالونيا التي تبنى برلمانها في تشرين الثاني/نوفمبر قرارا غير مسبوق يعلن بداية الانفصال عن إسبانيا وأطلق عملية تهدف إلى إقامة جمهورية مستقلة لكاتالونيا في 2017 على أبعد حد. وحاول برشلونة، المتوج الموسم الماضي بثلاثية الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا أن ينأى بنفسه عن حملة الانتخابات الإقليمية التي كانت بمثابة استفتاء لصالح أو ضد الاستقلال، لكن هذه الخطوة لن تجنب بلاوغرانا الذيول السياسية لهذه الانتخابات. إذا استقلت كاتالونيا، فلن يعد بإمكان برشلونة المشاركة في الدوري الإسباني لكرة القدم، هذا ما حذر منه رئيس رابطة الدوري خافيير تيباس قبيل الانتخابات الإقليمية مشيرا إلى أن الأندية الكاتالونية ستحرم من المشاركة في البطولات الإسبانية في حال حصل القوميون على مبتغاهم بالاستقلال. ويشكل هذا الأمر معضلة بالنسبة للقسم الاستقلالي الكبير من جمهور النادي الكاتالوني الذي تعج به مدرجات كامب نو والذي يصرخ كلمة أنديباندانسيا أكثر من اسم نجم الفريق الدولي الارجنتيني ليونيل ميسي. برشلونة يدفع ثمن تصرفات جمهوره الاستقلالي وعاقب الاتحاد الأوروبي برشلونة بدفع مبلغ 40 ألف يورو بسبب الأعلام الاستقلالية التي رفعت في مدرجاته خلال مباراته مع باير ليفركوزن الألماني (2-1) في أواخر أيلول/سبتمبر الماضي في الدور الأول من مسابقة دوري أبطال اوروبا. وسبق للاتحاد القاري أن عاقب برشلونة بمبلغ 30 ألف يورو للسبب عينه بعدما رفع جمهوره هذه الاعلام في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس الايطالي (3-1) على الملعب الأولمبي في برلين في السادس من حزيران/يونيو الماضي. وقد دفع برشلونة ثمن تصرفات جمهوره الاستقلالي الذي يرفع دائما العلم الأصفر والأحمر والأزرق، خلال نهائي مسابقة كأس إسبانيا الموسم الماضي إذ غرم بمبلغ 66 ألف يورو بسبب صافرات الاستهجان بحق النشيد الوطني الذي عزف قبل انطلاق المباراة ضد أتلتيك بلباو، القادم بدوره من إقليم الباسك الذي لطالما طالب باستقلاله عن مدريد. صحيح أن القاعدة الجماهيرية لنادي برشلونة ممتدة إلى كافة أنحاء العالم، لكن ذلك لا ينفي عنه بأنه أحد الرموز الأساسية للقوميين الكاتالونيين ويعرفه الكاتب والمحرر مانويل فاسكيز مونتالبان بأنه القوات الرمزية وغير المسلحة لكاتالونيا خصوصا خلال فترة حكم الدكتاتور فرانكو (1939-1975) الذي قمع الكاتالونية والقومية. النادي كان جزيرة الحرية: كان بالإمكان تكلم الكاتالونية في العلن دون خطر، وكان بإمكانك ايضا أن تسمع الأغاني بالكاتالونية، هذا ما يقوله المؤرخ كارليس سانتاكانا، مشيرا إلى أن النادي طالب منذ 1918 بالحكم الذاتي في كاتالونيا. رهينة إيديولوجية لقد تضاءل الدور السياسي لبرشلونة في أواخر حكم فرانكو لكنه عاد وتعزز مع الرئيس السابق للنادي جوان لابورتا (2003-2010) وذلك بالترافق مع ازدياد شعبية الحركة الاستقلالية في المقاطعة. قرر النادي في عام 2014 الانضمام إلى المطالبين بإجراء استفتاء على الاستقلال، سامحا في أكثر من مناسبة بإقامة تجمعات استقلالية في ملعبه كما حمل على قمصانه منذ عامين علم كاتالونيا وهناك ايضا في ملعبه يافطة كتب عليها كاتالونيا ليست إسبانيا أصبح النادي رهينة إيديولوجية. لقد سمح للاستقلاليين بالدخول إلى مكاتبه، هذا ما تأسف عليه رامون ميرافيتياس، الصحافي والكاتب ومؤلف كتاب الوظيفة السياسية لبرشلونة. وأضاف لكن جزءا كبيرا من مشحعيه لا يريدون الاستقلال ويشعر الآن بالضياع والعجز. لقد تسللت السياسة أيضا إلى غرفة ملابس بلاوغرانا، حيث أن لاعبين مثل تشافي هرنانديز الذي انتقل إلى السد القطري، وجيرارد بيكيه طالبوا علنا بتنظيم استفتاء من أجل تقرير المصير الذي سيكون غامضا جدا بالنسبة لـبلاوغرانا في حال حصل الاستقلاليون على رغبتهم التي تصطدم برفض تام من مدريد حيث ألغت المحكمة الدستورية في أوائل الشهر الحالي قرار البرلمان الكاتالوني بإطلاق عملية الاستقلال. لكن حكومة كاتالونيا تؤكد بأن قرار القضاء لا يوقف المفاعيل السياسية للقرار، وبالتالي إان مضمون الإعلان الذي أقره برلمان كاتالونيا بالغالبية المطلقة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر ثابت ولا يتغير. فرانس24/أ ف ب نشرت في : 23/12/2015
مشاركة :