الدكتور عبدالحميد العمادي اختصاصي طب وجراحة العيون بمجمع السلمانية الطبي ما هي الأشعة فوق البنفسجية وما هي أسباب خطورتها على العين؟ تعتبر الأشعة فوق البنفسجية جزءا من أشعة الطيف الضوئي التي تصل لنا مع أشعة الشّمس، وبالرغم من أن جزءا كبيرا من هذه الأشعة يتم امتصاصه في طبقات الجو العليا، وخصوصاً طبقة الأوزون، إلّا أنّ كمية الأشعّة فوق البنفسجية المتبقّية التي تصل إلى الأرض كافية للتسبّب بآثار سلبية بعيدة المدى على عين الإنسان حال التعرّض لها فترات طويلة. وتتركّز هذه الأشعة بشكل أكبر في أشعّة الشّمس في أوقات الظهيرة وتحديداً في فصل الصيف. تكمن خطورتها في أنّ آثارها تمتد لأكثر من طبقة من طبقات العين، بدءاً بسطح العين الخارجي وتأثيرها على قرنية العين، مروراً بعدسة العين، حيث وجدت الدراسات أن حوالي 20% من حالات اعتام العدسة أو ما يعرف بالماء الأبيض تحدث بسبب الأثر التراكمي للأشعة فوق البنفسجية على العين وأخيراً وليس آخراً، قد تتسبب الأشعة فوق البنفسجية بأضرار على شبكية العين، حيث تسهم في تفاقم بعض أنواع ضمور الشبكية الشيخوخي الذي يصاب به كبار السّن. ما هي أهم مصادر الأشعة فوق البنفسجية التي نتعرض لها بشكل يومي؟ من أهم مصادر الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة إلى أشعة الشّمس وتحديداً بين الساعة العاشرة صباحاً والثانية ظهراً، تصدر الأشعّة فوق البنفسجية من الأفران العالية الحرارة في المخابز، ما يجعل العاملين فيها عرضة لمخاطر هذه الأشعّة على وجه الخصوص. كما بيّنت الدّراسات أن معظم شاشات الأجهزة الإلكترونية تصدر كمية قليلة من الأشعة فوق البنفسجية مصاحبة للضوء الأزرق الصادر منها، وبالرغم من أن تركيز هذه الأشعّة أقل مئات المرات من تلك الموجودة في أشعّة الشّمس، إلا أن التعرّض لها ساعات طويلة يومياً قد يؤدي إلى نفس الآثار السلبية - على المدى البعيد - لتلك القادمة من أشعّة الشّمس. وأخيراً، قد تتعرض عين الإنسان لتركيزات عالية من الأشعة فوق البنفسجية عند التعرّض للشرار المتطاير أثناء اللّحام، في حال عدم لبس قناعٍ واقٍ من هذه الأشعّة. تعتبر تلك أهم مصادر الأشعة فوق البنفسجية التي قد يتعرض لها الإنسان بشكل يومي. هل هناك نصائح لحماية العين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية؟ نعم، أولاً: تجنّب التعرّض لأشعة الشّمس المباشرة، وخصوصاً في وقت الظهيرة، ثانياً : لبس النظارات الشمسية ذات الجودة العالية والتي تحتوي عدساتها على غلاف لحجب الأشعة فوق البنفسجية عن العين، وتجنب استخدام النظارات الشمسية المجهولة المصدر أو تلك ذات الجودة الرديئة التي في غالب الأحيان لا تحجب الأشعة الضارة بصورة كافية، بل وفي بعض الأحيان تجعل العين معرضة بصورة أكبر للأشعة فوق البنفسجية الضارة. وأخيراً لا بد أن ننصح كذلك بتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قدر الإمكان وتقنين استخدامها خصوصاً لدى الأطفال، وذلك لما لها من آثار سلبية على عيون الأطفال ليس فقط من خلال تعريضها للأشعة الضارة ولكن من خلال تأثيرها على نمو عين الطفل بشكل عام.
مشاركة :