الثقافة روح الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

العلاقة بين دولة الإمارات وجمهورية فرنسا متنوعة ووطيدة ثقافياً وفكرياً، وتمثل نموذجاً متميزاً للعلاقات الثنائية بين الدول. وذلك بفضل إيمان ونهج قيادتي البلدين الصديقين بقيم الحوار بين الثقافات، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب، وتعد الثقافة أحد العناصر الرئيسة في العلاقات بين البلدين، وهي بمثابة روح الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، إذ سعت قيادة البلدين للاستثمار الثقافي، وبذلت جهوداً نوعية لتعزيز العلاقات الثنائية ولا سيما في المجال الثقافي لتحقيق الفائدة والمنفعة للشعبين الصديقين. وتعود العلاقات الثقافية بين البلدين، إلى بدايات قيام دولة الإمارات، حيث سعى القائد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى مدّ جسور التعاون والتواصل الثقافي بين الإمارات وفرنسا، وكانت أولى نتائج جهوده في هذا المجال، افتتاح مدرسة «ليسيه لويس ماسينيون» الفرنسية في أبوظبي عام 1972، وتأسيس الرابطة الثقافية الفرنسية في أبوظبي في عام 1974. ومن بين مظاهر التعاون الثقافي بين الدولتين، الرابطة الفرنسية في أبوظبي ودبي والعين، والتي تقوم على مدار العام، بعدد من الأنشطة التي تعرف بالثقافة الفرنسية، وتستضيف أيضاً المبدعين الإماراتيين والعرب، في معارض وفعاليات أخرى، بجانب دورات تعليم اللغة الفرنسية. كما تم اختيار فرنسا كضيف شرف على معرض أبوظبي للكتاب في عام 2011، وعمل مشروع كلمة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، على ترجمة العديد من الكتب من اللغة الفرنسية إلى العربية، وهو يعرف القارئ العربي أكثر بالثقافة الفرنسية. وعلى مدى 50 عاماً، حققت الشراكة الثقافية، العديد من المشاريع الكبرى، التي أسهمت في تعزيز التواصل والتعاون بين البلدين على المستوى الثقافي والتعليمي، ففي عام 2006، تأسست جامعة «السوربون أبوظبي»، بناءً على اتفاق بين حكومة أبوظبي وجامعة السوربون في باريس، لتعزيز القطاع الأكاديمي والثقافي، ومثَّل هذا الاتفاق التاريخي رؤيتهما المشتركة، لتحقيق أفضل المعايير بالتعليم الفرنسي في منطقة الشرق الأوسط. وتمثل جامعة السوربون أبوظبي، إحدى أوجه الشراكة ما بين حكومة إمارة أبوظبي والحكومة الفرنسية في المجال التعليمي، وهي أول فرع خارج فرنسا، لواحدة من أعرق الجامعات في العالم. محطة بارزة وفي عام 2016، شكّل مؤتمر أبوظبي من أجل حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع محطة بارزة من محطات الشراكة الثقافية بين الإمارات وفرنسا، حيث أفضى المؤتمر إلى إنشاء التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع (ALIPH)، وتأسيس صندوق دولي لدعم التراث العالمي المعرض للخطر، حيث ساهمت دولة الإمارات وفرنسا بمبلغ 45 مليون دولار أمريكي، بالتعاون مع اليونيسكو. ويعتبر متحف اللوفر أبوظبي، من أكبر وأهم المشاريع الثقافية التي تعمل على تعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين فرنسا والإمارات، كما يعد المتحف أوّل متحف عالمي في العالم العربي، وأكبر إنجاز ثقافي فرنسي في الخارج. عبر مقتنيات المجموعة الدائمة لمتحف اللوفر أبوظبي، والمقتنيات المستعارة، بجانب العديد من المعارض التي تقام على مدار العام، يروي المتحف للعالم أجمع، تاريخ الإنسانية على مر العصور، كونه يعرض العديد من الإبداعات الفكرية، والمعارض الثقافية والفنية لمختلف الحضارات حول العالم. والتي ولدت منذ فجر التاريخ إلى يومنا هذا، كما يمثل سمات العالم الحديث، ويحظى بالثقافات المتعددة العريقة من أنحاء العالم، ويعتبر أحد أهم معالم الجذب السياحي في أبوظبي، التي يحرص الأفراد على زيارتها على مدار العام. وفي موسمه الثقافي 2022 – 2023، يواصل المتحف عرض ما هو جديد، عبر برنامج حافل بالأنشطة والتجارب المُلهمة. وخلال الحفل الرسمي الذي أقيم في عام 2017، بمناسبة تدشين المتحف، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن متحف اللوفر أبوظبي، علامة بارزة في مسار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، خاصة على المستوى الثقافي. مشيراً إلى تقدير البلدين للتراث الثقافي الإنساني المشترك، وعملهما معاً على الاهتمام به، وتعزيز دوره في تحقيق التقارب والتفاهم بين الشعوب. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة خلال الحفل: إن ميلاد صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية، هو أكبر رد على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية، لأنه يمثل جسراً للجمال الفني الذي يوصل قارات العالم والأجيال البشرية ببعضها البعض، واصفاً المتحف الجديد بـ «الخيالي»، الذي يعرض أوجه الحضارة الإنسانية عبر عصور التاريخ. ارتباط عميق بالمجتمع وقال مانويل راباتيه مدير متحف اللوفر أبوظبي، في تصريح له: إن المتحف يواصل جهوده لمنح الزوار ما يناسبهم خلال موسم المعارض. كوننا نسعى للحفاظ على ارتباطنا العميق مع المجتمع، وتكريس التزامنا بسرد قصص الروابط بين مختلف الثقافات العالمية. وفي حديثه لـ «البيان»، قال الكاتب والمخرج صالح كرامة العامري: «أحدث اللوفر أبوظبي، منعطفاً كبيراً على مستوى التعاون الثقافي الإماراتي الفرنسي، واستقطب الزوار من داخل الدولة وخارجها، وأتاح لمن لا يستطيع السفر إلى دول أخرى، مشاهدة العديد من القطع الأثرية النادرة، وإضافة لعرضه للتحف والآثار، يقيم اللوفر العديد من الفعاليات الثقافية والفنية، ما يعززه كمنارة فكرية وفنية متنوعة، تعبّر عن التلاقي الثقافي والفكري». وتابع كرامة: «كما تقيم فرنسا عدداً من الفعاليات الثقافية في الدولة، كذلك تشارك الإمارات في فعالياتها الثقافية، فقد وجدت أثناء مشاركة الشارقة في جناح كبير في معرض فرنسا الدولي للكتاب، إلى جانب هذا، يشارك العديد من المخرجين الإماراتيين بأفلامهم بمهرجان «كان السينمائي». وفي عام 2017 أيضاً، ساهمت دولة الإمارات بمبلغ 5 ملايين يورو لدعم معهد العالم العربي في باريس، وتم في العام ذاته افتتاح قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في متحف اللوفر في باريس، وعلاوة على ذلك، قدمت الإمارات مساهمة مالية بقيمة 10 ملايين يورو، لترميم المسرح الإمبراطوري لقصر فونتينبلو. بالقرب من باريس، وبناءً عليه، سمي المسرح باسم المغفور له، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه. وشكل عام الحوار الثقافي الإماراتي الفرنسي (2018)، فرصة مميزة لتوسيع أطر المبادرات والمشاريع والبرامج المختلفة. حيث تناول الحوار مواضيع هامة، منها الفن والذكاء الاصطناعي وحماية التراث الثقافي المعرّض للخطر، وتعزيز اللغتين الفرنسية والعربية في البلدين، ونظمت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس، في أكتوبر من ذات العام، بهدف تعريف الجمهور الفرنسي على الفنون والثقافة الإماراتية. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :