"قماش أسود" رواية سورية تتوج بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منحت لجنة جائزة “غسان كنفاني للرواية العربية” الأحد جائزتها الأولى للكاتب السوري المغيرة الهويدي عن روايته “قماش أسود” خلال حفل في رام الله بقصر الثقافة الذي لم تتسع مقاعده الثماني مئة للحضور. وقالت رزان إبراهيم رئيسة اللجنة إن “الرواية رصدت وجع السوريين وعذاباتهم في منطقة الرقة من خلال حبكة روائية متقنة تمكنت وباقتدار من تسليط الضوء على معاناة المرأة في أماكن النزاع المسلح”. صوت المهمشين وأضافت إبراهيم في كلمة لها خلال حفل الإعلان عن الجائزة “يُحسب للرواية تركيزها على مناح إنسانية متنوعة تراوحت بين القلق النفسي الناجم عن التشرد والخوف من القتل والاعتقال وبين مشاعر الحب والتعاطف والتفاهم التي شهدناها بين ضحايا تواطأت عليهم ظروف الحرب القاسية التي لا ترحم”. وتابعت “وهو ما عبرت عنه الرواية بلغة أدبية بديعة وأساليب حوارية شيقة تأخذنا في نهاية المطاف نحو نهاية مشحونة تشبه جرحا سوريا لم يندمل بعد”. وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية أطلقت رسميا في يناير الماضي “جائزة غسان كنفاني للرواية العربية” ووصفتها بأنها “واحدة من أرفع الجوائز التي تمنحها فلسطين” قياسا على اسم صاحبها وقيمة أعماله. وأقيم حفل الإعلان عن الجائزة تحت شعار “الذكرى الخمسون لاستشهاد الأديب المناضل غسان كنفاني.. خمسون عاما وما زلنا ندق جدران الخزّان”. ولد كنفاني يوم التاسع من أبريل عام 1936 وتعددت مجالات إبداعه بين الرواية والقصة والمسرح والنقد، كما ساهم في تأسيس عدد من المطبوعات العربية قبل قتله في تفجير سيارة مفخخة في بيروت عام 1972. وبحسب وزارة الثقافة فقد تقدم 150 عملا روائيا للجائزة من مختلف الدول العربية، حيث فرزت اللجنة المختصة فرزا أوليا أسفر عن اختيار 50 رواية انطبقت عليها شروط الجائزة. وتم اختصار العدد لاحقا إلى 18 رواية بعد قراءة وتمحيص من أعضاء لجنة التحكيم قبل إعلان القائمة القصيرة التي ضمت أربع روايات فقط. وقالت إبراهيم في كلمتها إن “جائزة غسان كنفاني للرواية العربية كانت حريصة على السير على خطى غسان بانحيازها إلى رواية نجحت في تمرير الفكرة أو المعنى دون أن تتجنى على القيمة الفنية”. وقال الهويدي في تسجيل فيديو تم بثه خلال حفل الإعلان عن الجائزة “تحية من الرقة إلى فلسطين الحبيبة حيث أنتم تحية وسلام”. وأضاف “أعتز وأفتخر بمشاركتي وفوزي بجائزة غسان كنفاني للرواية العربية للعام 2022 والتي نظمتها مشكورة وزارة الثقافة الفلسطينية بمناسبة الذكرى الخمسين لاستشهاد غسان كنفاني الذي اغتالته يد العدو الصهيوني عام 1972”. وتابع “إن هذه الجائزة هي فرصة رائعة للتذكير بالرواية العربية ودورها الوظيفي في التعبير عن واقع الإنسان، إنسان هذه المنطقة وهمومه ومشكلاته ورؤاه للعالم”. ويرى الهويدي أن الجائزة “أيضا وسيلة لإيصال صوت المهمشين والضعفاء من خلال رواية ‘قماش أسود’ وسعيهم نحو الحرية والعدالة والخلاص وأيضا حقهم في إثبات وجودهم”. وأضاف “هذا هو الحق المشروع والطبيعي الذي ناضل من أجله غسان فكان فكرة لا تموت. الإنسان في نهاية الأمر قضية، هذا هو صوت غسان وكل صوت حر هو امتداد لصوت غسان”. كاتب ووطن كما منحت وزارة الثقافة الكاتب والروائي السوري حيدر حيدر درع جائزة غسان كنفاني تقديرا لأعماله الأدبية. وقال حيدر في تسجيل فيديو بث خلال الحفل إنه يفخر بالحصول على درع غسان كنفاني للرواية العربية. وأضاف “غسان كنفاني ليس كاتبا فقط وإنما هو مناضل ضحى بدمه من أجل قضية فلسطين… وكان يعبر في كل رواياته عن نضال الشعب الفلسطيني. غسان كنفاني علامة فارقة في الأدب الفلسطيني”. وأقيم على هامش الاحتفال معرض فني شارك فيه عشرة فنانين اختار كل منهم أن يعبر عن غسان كنفاني بلوحة فنية، وعبر العديد منهم بلوحات بورتريه لغسان وإلى جانبها كُتبت بعض العبارات التي كان يرددها كنفاني أو عناوين روايته. وقالت الفنانة الفلسطينية إيمان الحاج المشاركة في المعرض “لوحاتي تتحدث عن روايته ‘أرض البرتقال الحزين’ التي تم إصدارها في عام 1962 وتم اغتياله (غسان كنفاني) في عام 1972”. وقرأ الفنان الفلسطيني محمد البكرة خلال الحفل ما كتبه الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في رثاء غسان كنفاني. وقال في الرثاء “اكتملت رؤياك، ولن يكتمل جسدك. تبقى شظايا منه ضائعة في الرّيح، وعلى سطوح منازل الجيران.. كم يشبهك الوطن، وكم تشبه الوطن”. وقدم المسرح الشعبي مقاطع من مسرحية “رجال في الشمس” للمخرج الفلسطيني فتحي عبدالرحمن المأخوذة عن رواية كنفاني بنفس العنوان. وقال محمد اشتية رئيس الوزراء الفلسطيني إن “أدب غسان كنفاني وفنه كانا بمثابة سلاح الوعي الذي يشحذ به الهمم بعد النكبة وكانت صرخته المدوية: لماذا لم تطرقوا جدران الخزان؟ بمثابة جرس الإنذار للبقاء في كامل اليقظة وعدم الاستسلام للواقع ورفض الموت بصمت”. وأضاف “كان اغتياله مؤلما وصادما، فاغتيال المفكرين والكتاب هو اغتيال أمة. لكنه ظل حيا بما تركه من إرث أدبي وصحفي وحضور وطني”.

مشاركة :