هل ثمة ارتباط بين أمراض الكبد وزيادة مخاطر الإصابة بالخرف؟

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة جديدة أن المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهو تراكم للخلايا الدهنية في الكبد، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف. وتشير الدراسة إلى أن المصابين بالمرض، والذين يعانون أيضا من أمراض القلب أو الذين أصيبوا بسكتة دماغية، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف. وبحسب الدراسات، فإن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يصيب ما يصل إلى 25 في المئة من الناس في جميع أنحاء العالم، وهو أكثر أشكال أمراض الكبد المزمنة شيوعا. العلاج المستهدف لمرض الكبد الدهني والأمراض القلبية التي تحدث بشكل متزامن قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف ونظرا لعدم وجود أعراض في الكثير من الأحيان، لا يعرف الكثير من الناس أنهم مصابون بها، ولكن عندما تكون هناك أعراض، فإنها يمكن أن تشمل التعب والألم أو عدم الراحة في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وقالت مؤلفة الدراسة يينغ شانغ من معهد كارولينسكا في ستوكهولم بالسويد “تسلط هذه النتائج الضوء على احتمال أن العلاج المستهدف لهذا النوع من أمراض الكبد والأمراض القلبية الوعائية التي تحدث بشكل متزامن، قد يقلل من خطر الإصابة بالخرف”. وفي حين أن الإفراط في تناول الكحوليات يمكن أن يسبب مرض الكبد الدهني، فإن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يمكن أن يكون بسبب السمنة والحالات ذات الصلة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري من النوع الثاني. وأضافت شانغ أن عوامل الخطر الشائعة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي والخرف تشمل الاضطرابات الأيضية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، لذلك سعت الدراسة إلى تحديد ما إذا كان هناك ارتباط بين هذا النوع من أمراض الكبد وخطر إصابة الشخص بالخرف، بغض النظر عن عوامل الخطر هذه. ونظر الباحثون، في الدراسة، في سجلات المرضى السويدية الوطنية لمدة 30 عاما، وحددوا 2898 شخصا تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكبر وقع تشخيصهم بمرض الكبد الدهني غير الكحولي. كما حددوا 28357 شخصا غير مصابين بالمرض، وتمت مطابقتهم من حيث العمر والجنس ومدينة الإقامة في سن التشخيص. وتابع الباحثون المرضى لمدة تزيد عن خمس سنوات في المتوسط، ووجدوا أن 145 مصابا بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، أو 5 في المئة، وقع تشخيصهم بالخرف، مقارنة بـ1291 شخصا لا يعانون من أمراض الكبد، أو 4.6 في المئة. وعندما أخذت عوامل أخرى في الاعتبار، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وجدت الدراسة أن عند مقارنتها بغير المصابين بمرض الكبد، فإن المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لديهم معدل أعلى بنسبة 38 في المئة من الخرف بشكل عام. مرض الكبد الدهني غير الكحولي يمكن أن يكون بسبب السمنة والحالات ذات الصلة مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري من النوع الثاني وعند النظر على وجه التحديد إلى الخرف الوعائي، الناجم عن عدم كفاية تدفق الدم إلى الدماغ، وجد الباحثون أن المصابين بمرض الكبد الدهني غير الكحولي لديهم معدل أعلى بنسبة 44 في المئة من الأشخاص غير المصابين بأمراض الكبد. وقالت الدكتورة روزا سانشو، رئيسة الأبحاث في مركز أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة، “إن هذه النتيجة تسلط الضوء على حقيقة أن أدمغتنا لا تعمل بمعزل عن بقية أجسامنا، ويمكن أن يساعد تحسين صحتنا الجسدية في تقليل مخاطر الإصابة بالخرف ودعم صحة الدماغ”. ووفقا للدراسة، فإن المصابين بأمراض الكبد والذين يعانون أيضا من أمراض القلب لديهم خطر أكبر بنسبة 50 في المئة للإصابة بالخرف. وأولئك الذين أصيبوا بأمراض الكبد والسكتة الدماغية كانوا أكثر عرضة 2.5 مرة للإصابة بالخرف. وأضافت شانغ أن هذه النتائج تسلط الضوء على إمكانية أن يقلل العلاج المستهدف لهذا النوع من أمراض الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية، التي تحدث بشكل متزامن، من خطر الإصابة بالخرف. وقالت الدكتورة سانشو “تشير الدلائل الحالية إلى أن النشاط البدني والعقلي، والبقاء على اتصال اجتماعي، وعدم التدخين، والاعتدال في الشرب، وتناول نظام غذائي متوازن، والحفاظ على مستويات الكوليسترول وضغط الدم تحت السيطرة، يمكن أن تلعب جميعها دورا في تحسين صحة الدماغ”.

مشاركة :