غزة..شباب الأحزاب يبحثون عن لغة تفاهم مشتركة

  • 7/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول تسود أجواء من التعايش الإيجابي بين مجموعة من الشباب، الذين ينتمون لأحزاب فلسطينية مُتعددة، تختلف في أيديولوجياتها وبرامجها السياسية. ويحاول الشبان الذين تجمّعوا تحت مظلّة المخيم الذي حمل اسم "أنا الفلسطيني"، بتنظيم من الهيئة العامة للشباب والثقافة (حكومية)، تجاوز الخلافات التي نشأت عن الاختلاف في الأفكار والبرامج. وفي هذا المخيم، الذي تم تنظيمه في منتجع سياحي، جنوب مدينة غزة، يقفز الشباب عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، ويرفعون الانتماء لـ"فلسطين" فقط، بحسب القائمين عليه. ويتحاور المشاركون، في المخيم الثقافي والترفيهي والذي من المقرر أن يستمر لمدة 12 ساعة، حول "سُبل تجاوز الخلافات الحزبية وصولا إلى الوحدة". وبحسب القائمين على المخيم، يبلغ عدد المشاركين 60 شابا يمثلون 12 فصيلا. والفصائل هي: "فتح"، و"حماس"، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحركة المبادرة الوطنية، وجبهة النضال، وحزب الشعب، وحركة الأحرار، ولجان المقاومة الشعبية، وحركة المجاهدين، ومنظمة الصاعقة. وعلى مدار السنوات الماضية، تحوّل الاختلاف بين الفصائل وأبرزهم حركتي التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، والمقاومة الإسلامية "حماس"، إلى صراع ألقى بظلاله السلبية على النظام السياسي الفلسطيني. ومنذ 14 يونيو/ حزيران لعام 2007 يعاني النظام السياسي في الأراضي المحتلّة من انقسام، عزّز حالة الفصل الإداري والجغرافي بين قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أوجدتها إسرائيل. وبذلت عدة أطراف إقليمية جهودا لتوحيد صفوف الفلسطينيين، وإنهاء الانقسام، خلال السنوات الماضية، لكنها باءت بالفشل. **تحييد الأحزاب يرى الشاب الفلسطيني، أحمد أبو قاسم، المنتمي لحركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن هذا المخيم من شأنه أن "يقرّب الأفكار والعقول بين الشباب المُتحزّب، ويعزّز من حالة التلاحم بينهم والوحدة". ويقول أبو قاسم في حديثه لوكالة الأناضول، إنه كان "من بين الشباب المُتعطّش لمثل هذه اللقاءات، التي تلغي الحواجز الحزبية وحالة الجمود بين الفصائل، وتعمل على تقريب وجهات النظر". وأعرب عن آماله في أن تساهم هذه الأنشطة في القضاء على حالة الانقسام التي انعكست بين الشباب المنتمين لفصائل مختلفة، جراء حالة التعبئة، وإنهاء حالة الخلاف بينهم. واعتبر أبو قاسم أن الانقسام كان له دور أساسي في "طمس فئة الشباب، وهدم طموحها ومستقبلها". وأضاف مستكملا: "نقول اليوم إن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد وقدرات وجهود شبابه، المطلوب هو خلق فرص تعايشية من الفصائل، لتعزيز فكرة التلاحم بين الشباب مع توفير فرص عمل مؤقتة أو تطوع في مختلف المجالات وتلبية رغبات الشباب ومساعدتهم". من جانبه، يقول الشاب يوسف العقيلي، من حركة "حماس"، إن "هذا المخيّم سجّل نجاحا منذ اللحظة الأولى من انطلاقه، كونه تميّز في جمع الفصائل التي تختلف توجهاتها السياسية، في مكان واحد". وأضاف، في حديث لوكالة الأناضول: "نشارك في هذه الأنشطة مُجرَدين من الانتماءات الحزبية، وبدون أي حسابات سياسية، فنتواصل ونتحاور مع أبناء التنظيمات الأخرى دون أي اعتبار للتوجّه السياسي". وأوضح أن "الشباب المشاركين في المخيم سادت بينهم أجواء المحبّة والتآلف، وحسن النية"، معتبرا أنهم وسيلة لنشر هذه الثقافة بين أبناء التنظيمات. واستكمل قائلا: "الشباب المشاركون هم من المؤثرين داخل التنظيمات، سيكون لهم دور في دحض أي فكرة تدعو إلى الكره أو بث الحزبية في نفوس الشباب غير المشاركين". وبيّن وجود حالة من الاندماج والمشاركة بين الشباب في الأنشطة المختلفة، ما يعطي انطباعا أن جميع المتواجدين هم من أسرة واحدة، وليس من فصائل مختلفة. ودعا الفصائل إلى "ضرورة تمكين الشباب داخل التنظيمات والاستماع إليهم وإعطائهم الحق في الوصول على المواقع (المهمة) داخل التنظيمات، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس إيجابيا على جميع فئات المجتمع، والقرارات الصادرة من الفصائل". بدوره، قال أحمد الحسنات، من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (تنظيم يساري)، إن هذا المخيم يساهم في إعلاء "روح الوحدة بين فصائل العمل الوطني، ويحارب الضغوط السياسية الموجودة على الأحزاب والتي تعزّز الانقسام". وأردف يقول لوكالة الأناضول، أن أوضاع الشباب الفلسطينيين، منذ الانقسام تسير نحو الأسوأ. وأضاف: "تسبب الانقسام في ارتفاع نسبة البطالة، والمشاكل التي تواجه الطلبة في الجامعة وفي الحصول على فرص التعلّم، وعلى المستوى الاقتصادي والفكري". أما هاني ضرغام، من تنظيم لجان المقاومة الشعبية، فيقول إن حالة التعايش التي يجسدّها المخيم وتبادل الأفكار والأحاديث، من شأنها أن تكسر الحواجز الحزبية، التي عزّزت من حالة الانقسام. وأضاف أن عملية تجميع ممثلين عن الفصائل الفلسطينية، التي تضم أيديولوجيات وتيارات سياسية مختلفة، ليس بالأمر السهل، ما يُعطي أملا بإمكان إحداث تغيير على الساحة السياسية تمهيدا لإنهاء الانقسام. وأشاد ضرغام بثمار المخيم الذي انطلق العام الماضي، معربا عن آماله في نجاح المخيم لهذا العام في تحقيق أهدافه. **أهداف المخيم من ناحيته، يقول جمال العقيلي مدير عام دائرة "الشباب" في الهيئة العامة للشباب والثقافة (حكومية)، إن هذا الهدف من هذا المخيم يتمثّل في "توحيد وتآلف الشباب، وإزالة العقبات والجدران التي أوجدتها حالة التعبئة لبعض الشباب على البعض الآخر". وأضاف، في حديث لوكالة الأناضول، إن هذه التعبئة تمت من أجهزة استخبارات بعض الدول (لم يسمّها). وأوضح أن هذا المخيم سيخرج بصورة "ورسالة للشباب والفصائل أن الجميع متوحّد، والهم الأوحد هو مقاومة الاحتلال لا يوجد بين الفلسطينيين إلا المحبّة والإخوة". وبيّن أن هذا المخيم، هو الثاني من نوعه، حيث تم إطلاق فعالية مشابهة العام الماضي، ضمّت آنذاك ممثلين عن 10 فصائل فلسطينية. وأشار إلى أن الشباب الفلسطيني التقى في مخيم العام الماضي قادة الفصائل، وتحاوروا مهم، وانتقدوهم، وقدّموا المطالبات التي تركزّت معظمها حول إزالة العقبات أمام الوحدة. ونتج عن المخيم الذي تم إطلاقه العام الماضي، بحسب العقيلي، مجلس استشاري شبابي، نفّذ عدة لقاءات وكانت له بصمة في صياغة فقرات المخيم الحالي. بدوره، يقول منسق المخيم ومدير دائرة التدريب والتأهيل في الهيئة، محمد المدهون إن هذا المخيم "ينطلق بمشاركة ممثلين عن 12 فصيلا بما يشمل معظم التوجّهات السياسية الفلسطينية". وأضاف، في حديثه لوكالة الأناضول: "يشارك في المخيم عن كل فصيل نحو 5 أشخاص". وذكر أن المخيم يهدف إلى "إرسال رسالة للعالم أن الشباب الفلسطيني قادر على التوحّد، ولديه قدرات للبذل وإمكانية للتغلّب على الصعاب". وأوضح أن أنشطة المخيم ستتنوع بين "الثقافي والترفيهي والرياضي"، إلى جانب لقاءات مع قادة الفصائل والمؤسسة الحكومية بغزة. ويسعى المخيّم، بحسب المدهون، إلى تخريج "شباب فلسطيني متمكّن وقادر على المشاركة في صناعة القرار، وقادر على التعايش ولفظ ما يؤثر على وحدة المجتمع ونسيجه الاجتماعي". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :