حققت القوات العراقية، أمس، تقدماً وسط مدينة الرمادي كبرى مدن محافظة الأنبار، غداة وصولها إلى مركز المدينة بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء فيها. في وقت قتل ثمانية من كبار القادة بتنظيم داعش في ضربات جوية نفذتها القوات الجوية العراقية في الحويجة والأنبار. وأعلن مسؤول أمني عراقي، أمس، أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي تضم المجمع الحكومي، والواقعة وسط مدينة الرمادي، بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة. وقال ضابط رفيع في جهاز مكافحة الإرهاب لـ فرانس برس، إن قواتنا تستعد لاقتحام منطقة الحوز التي يوجد فيها المجمع الحكومي وسط المدينة. ويأتي هذا التقدم بعد يوم واحد من دخول قوات النخبة الى مركز المدينة من المحور الجنوبي الذي تمكنت خلاله من فرض سيطرتها على عدد من الأحياء في هذه المدينة التي سقطت بيد تنظيم داعش في مايو الماضي. وإعادة السيطرة على المجمع الحكومي قد تشكل خطوة رئيسة لتأكيد السيطرة التامة على مدينة الرمادي، التي من المؤمل ان تتم خلال ثلاثة أيام بحسب المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب. ويتوجب على القوات الحكومية التي يساندها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، التحرك بحذر شديد في هذه المدينة التي خلت شوارعها وبدت عليها آثار الدمار. ويعد تنظيم داعش قبل الانسحاب من مواقعه بتفخيخ الشوارع والطرق والمنازل، ويهرب من خلال انفاق قد تكون كذلك مفخخة وتحوي كمية كبيرة من المتفجرات. وعثرت القوات الأمنية خلال عمليات التمشيط للأحياء التي حررتها على كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة بينها صواريخ عملاقة مصنعة من قوارير غاز الطبخ. ويقدر المسؤولون عدد مسلحي التنظيم قبل الهجوم الأخير بـ300 من مقاتلي التنظيم الذين يوجدون في مركز المدينة. من جهته، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل الأميركي ستيف وارن، عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد أن استعادة المدينة كانت أمراً لا مفر منه. وقال إنه مازال أمام قوات الأمن العراقية الكثير للقيام به، هناك معارك صعبة ستخوضها، وهذا سيستغرق وقتاً. وأضاف أن آلافاً من المدنيين مازالوا في المدينة ربما عشرات الآلاف. وأفاد عدد من المسؤولين ان عناصر التنظيم يحاولون الهروب من الرمادي عبر الطوق الذي تفرضه القوات العراقية في محيط المدينة. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس قضاء الخالدية إبراهيم الفهداوي، ان العشرات من عناصر داعش فروا من مركز الرمادي الى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة. وأضاف أن ذلك يأتي بعد الضربات الموجعة التي تلقتها عصابات داعش في مناطق البكر والضباط والأرامل بالجزء الجنوبي من مركز الرمادي. من جهته، قال التلفزيون العراقي الرسمي، أمس، نقلاً عن بيان للجيش، إن ثمانية من كبار القادة بتنظيم داعش قتلوا في ضربات جوية نفذتها القوات الجوية العراقية. وأضاف البيان أن طائرات إف-16 تقتل عشرات الإرهابيين في الحويجة والأنبار بينهم ثمانية من كبار قادة داعش. وبدأت القوات المسلحة العراقية أول من أمس هجوماً لإخراج التنظيم من الرمادي عاصمة محافظة الأنبار. وتقع الحويجة على بعد 210 كيلومترات الى الشمال من بغداد. كما نقل التلفزيون الرسمي عن رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق عثمان الغانمي، قوله إن القوات الحكومية تتوقع إخراج داعش من مدينة الرمادي خلال أيام. وإذا تمت السيطرة على الرمادي فستكون ثاني مدينة كبيرة بعد تكريت تسترد من أيدي التنظيم بالعراق. وأضاف الغانمي في الأيام المقبلة ستزف بشرى تحرير الرمادي بالكامل. من جهته، أكد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج، أمس، أن عدداً من العائلات العراقية تمكنت من الخروج من الرمادي، على الرغم من تهديدات تنظيم داعش لهم. وقال إنه كان لدينا تواصل منذ لحظة بدء الهجوم على مدينة الرمادي صباح الثلاثاء بضرورة الحفاظ على أرواح المدنيين الذين اعتبرهم داعش رهائن يحتمي بهم، حيث أخرجت القوات الأمنية العشرات منهم خلال عملية الاقتحام التي نفذتها قوة مكافحة الإرهاب في الرمادي. وأضاف أنه على الرغم من صعوبة الأجواء مع عملية الاقتحام التي تشهد قصفاً وتقدماً واقتحاماً خرج العديد من العائلات باتجاهات مختلفة من داخل مدينة الرمادي مستغلين انكسار داعش وتراجعه، مشيراً إلى وجود تنسيق مستمر مع القوات الأمنية للتعامل الإنساني مع المدنيين وإنقاذهم. وأوضح أن المئات من المدنيين حتى اللحظة محاصرون داخل الرمادي، على الرغم من ضراوة المعركة وشدتها وخطورتها عليهم، وأن كل الجهود تبذل لمحاولة إخراجهم خلال الساعات المقبلة.
مشاركة :