تعليم مكة يتبرأ من نزهة المدير..و «عكاظ» تؤكد: «الحقيقة»

  • 12/24/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حاول مدير تعليم منطقة مكة المكرمة محمد بن مهدي الحارثي، قلب الحقائق، ودمغ الوثائق، بإصدار بيان أمس، وزعته إدارته على نطاق واسع، حاولت من خلاله تبرئته من تهمة النزهة البرية التي قام بها خلال ساعات الدوام الرسمي في جولته يوم الخميس الموافق 17 ديسمبر الجاري، زاعمة أن عكاظ تزور في وثائق التغريدات المنسوبة لأحد المعلمين والتي نشرتها أمس. ولم تكن عكاظ التي رفعت على مدى عمرها المهني شعار ضمير الوطن.. صوت المواطن، تسمح لنفسها بغض الطرف عن نشر الحقيقة، مستعينة بكافة مقومات العمل المهني والمعايير الأخلاقية التي تشترط التحقق من مصداقية الوثائق والأدلة، قبل نشر خبر يتعلق بأي مسؤول أو مواطن. ويبدو أن تعليم المنطقة الذي وجد نفسه محاطا بكثير من المساءلات والاتهامات، عطفا على ما نشرته عكاظ، بادر بمحاولة الالتفاف لتبرير ذلك وفق رؤيته، واصفا الصورة التي ظهرت لتوثيق النزهة بأنها مزورة في توقيتها الزمني، الذي وفق ما نشرناه يشير إلى الساعة 12:52 دقيقة ظهرا، زاعما أن الصورة الأصلية التقطت في الأصل الساعة 3:22 عصرا، وأن بثها على تويتر كان الساعة 4:17 عصرا، مما يدفع ببراءة مدير التعليم من تهمة النزهة في الدوام الرسمي، داعية الجميع إلى العودة لحساب ناشر الصورة. وبعيدا عن الغموض في ارتباط معلم مدرسة تبعد 25كم بجولة مدير المنطقة الرسمية في مدارس أخرى، فإن عكاظ لتؤكد أولا أن التغريدة التي نشرتها موثقة المصدر وتم تصويرها من حساب المعلم نفسه، والذي حتما لم يتوقع أن يجد انتقادات على تلك الصورة. كما أن مدير التعليم الذي انبرى دفاعا عن نزهته، نسي أيضا أن عكاظ من حقها الدفاع عن نزاهتها، بالتأكيد على ترحيبها الكامل بأي إجراءات تقاض تعطي كل ذي حق حقه، بعد التأكد من الوثائق التي بحوزتنا والتي لا يمكن إلغاؤها، سواء بجرة فوتوشوب أو حذف تغريدة واستبدالها بأخرى، أو وضع حسابات مشابهة، أو أي محاولات أخرى من هنا وهناك لإخفاء شمس الحقيقة. وتناسى مدير التعليم أن عكاظ فور تلقيها انتقادات الكثيرين ضد تصرفه، لجأت إليه قبل وقت كاف من النشر بصفته الوظيفية وليس بشخصه، تأكيدا لـشفافيتنا المعهودة، والتواصل معه من خلال اتصال هاتفي، وعبر رسائل التواصل الواتس آب، بالتساؤلات كافة، لإبراز الشفافية، وتاركين له مساحة كافية وحرية الرد، إلا أنه رفض التعليق، مكتفيا في مكالمة هاتفية موثقة بالصوت ويمكن كشفها بسهولة أمام الجهات الرسمية المعنية من سجلات الاتصالات، بترحيل التعليق لاتجاه آخر، قائلا: القضية تخص تعليم مكة، وليس مدير التعليم، اسألوا الناطق الرسمي للتعليم، رغم أنه كان الأولى به أن يدافع عن نفسه، ضد التهم التي زعم بطلانها، بدلا من انتظار النشر لينبري بعدها مدافعا حيث لا ينفع الصراخ على اللبن المسكوب، وهو أمر ندعه لحنكة القارئ ليرد على التساؤل: لماذا لم يدافع عن نفسه فورا، ما دام يمتلك الوثائق الدامغة على أن رحلته من حقه، وضمن خصوصياته لأنها بعد انتهاء الدوام الرسمي؟، أم أنه فضل السير على خطى البعض في اللعب بورقة السكوت وعدم الرد علها تعطل النشر. ولأن عكاظ اعتادت السير على شوك الحقائق، آثرنا التواصل مع الناطق الرسمي عبدالعزيز الثقفي، والاستفسار منه، لكنه أيضا رغم رده على الهاتف لم ينطق بالتعليق، واعدا بالرد لاحقا متمسكا بنفس منطق السكوت، وهنا أيضا نترك لفطنة القارئ الرد على نفس السؤال: لماذا لم يدرأ ناطق رسمي الشك باليقين؟، أم أن مهمته تنطوي على دس الرؤوس أو الرد بعد النشر فقط، والتلويح والتهديد بالمحاكم والقضاء لاقتصاص الحق المسلوب، كما لم يعلق الناطق الرسمي لوزارة التعليم مبارك العصيمي، متناسيين أن كلمة الحق أبلغ رد على الأقاويل والمزاعم. والغريب أن إدارة التعليم راحت تبرر زيارة المدير، لمحافظة الكامل، لتشرح أولا مبررات الانتداب بقياس بعد مسافة مجمع مشرق الذي يبعد عن مقر الإدارة نحو 267 كلم، قبل أن تعلن ختام زياراته الميدانية في تمام الساعة 2:50، ويصبح -على حد قولها - الوقت الذي بعد ذلك ملكا شخصيا له لا يحق لأحد السؤال عنه حاله كحال باقي موظفي الدولة. وبعيدا عن جدلية مفهوم الانتداب أو الندب الحكومي، وما إذا كان يقضي بانتهاء عمل الموظف المنتدب، بعودته أم بانتهاء اليوم الدارسي، فإن الأمر الذي لا جدال فيه أنه من السهل إلغاء التغريدات، لكن من الصعب ألا يتم اكتشافها، أو فضح فوتوشوب تم على تغريدة. وعكاظ إذ تعتز بمهنية صحافييها رافضة وصف محررها بأنه واصل نشر فبركات وأكاذيب وأنه تعود على إثارة الرأي العام لأهداف خاصة، لتؤكد أنها وسيلة إعلامية تشرع أبوابها للرأي والرأي الآخر، ولا تفتح نوافذها للتنكيل بأي جهة أو إثارة الخصومة، أو تصفية الحسابات، أو استخدامها مطية في يد الغير لنشر معلومات مغلوطة، خاصة أن تهمة التشفي أو الاصطياد في الماء العكر تسقط بما أتحناه من فرصة الرد قبل النشر، وهو ديدن المهنية وفق المعايير المعهودة. وستظل عكاظ منبرا حرا يعرف ما له وما عليه، وفق التمسك بالقيم الوطنية والمهنية التي رسخها ولاة الأمر في كافة وسائل الإعلام، وبمعايير

مشاركة :