قطعت الجزائر خطوة نحو إرساء قواعد جديدة للاستثمار في قطاع النفط بعدما نجحت في إقناع مجموعة من شركات الطاقة العالمية بالدخول في شراكة لتطوير مشاريع تزيد من خلالها حجم الإنتاج مستقبلا. وأبرمت شركة سوناطراك النفطية الحكومية الثلاثاء عقودا مع إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية وأوكسيدنتال الأميركية، لتطوير حقل بركين النفطي في ولاية (محافظة) ورقلة وسط البلاد. واعتبرت أوساط الخبراء أن هذا التعاون يشير إلى أن سوناطراك بدأت تظهر انفتاحا أكبر عقب سنوات من الانغلاق ضمن دائرة السياسات الاستثمارية القديمة. وكانت الشركات العالمية تتردد في العمل في الجزائر والآن يبدو أنها ستنقلب على ذلك بعدما وجدت مرونة في التعامل معها من قبل السلطات الجديدة. ◙ خبراء يؤكدون أن سوناطراك بدأت تظهر انفتاحا أكبر عقب سنوات من الانغلاق ضمن دائرة السياسات الاستثمارية القديمة وشكل عزوف الشركات عن العروض المتعلقة بالاستكشاف واستغلال النفط الجزائري، والتي طرحتها الحكومة منذ عام 2008، أحد المؤشرات على فشل شركة سوناطراك في تطوير نشاطها وإيراداتها. وقالت سوناطراك في بيان إن الشراكة تتعلق بحقل بركين على بعد 300 كيلومتر جنوب شرقي حاسي مسعود، أكبر مدينة نفطية في الجزائر. ولفت البيان إلى أن العقد جرى توقيعه بصيغة تقاسم الإنتاج وفق قانون المحروقات الجديد لسنة 2019. ويتضمن المشروع إجراء الدراسات الزلزالية ثلاثية الأبعاد وحفر 100 بئر نفطية، وتحويل 46 بئرا أخرى إلى الاعتماد على تقنية الضخ المتناوب للماء والغاز لتحسين استرجاع المحروقات. وتبلغ الكلفة الاستثمارية للمشروع حوالي 4 مليارات دولار، ستسمح باسترجاع إضافي للمحروقات يتجاوز مليار برميل نفط مكافئ. ومن الواضح أن لدى الشركة قناعة بأن اللجوء إلى الشراكات يعد خيارا استراتيجيا للجزائر التي تهدف من خلاله إلى تقاسم المخاطر المتعلقة بنشاط الاستكشاف. ولا يتوقف الأمر عند ذلك، بل تسعى إلى الاستفادة من المساهمات التكنولوجية والمالية اللازمة لإحياء النشاط المتعلق بمجال المحروقات الذي شهد ركودا. وأشارت سوناطراك إلى أن “العقود تعكس رغبة جميع الأطراف في تعزيز الشراكة المتعلقة بحقل بركين ومواصلة تطوير مجال تعاونها من خلال البحث عن فرص شراكة جديدة”. ◙ الواضح أن لدى سوناطراك قناعة بأن اللجوء إلى الشراكات يعد خيارا استراتيجيا للجزائر التي تهدف إلى تقاسم المخاطر المتعلقة بنشاط الاستكشاف وفي تصريح للصحافة عقب التوقيع قال الرئيس التنفيذي للشركة توفيق حكار إن “سوناطراك ستوقع ثلاثة أو أربعة عقود جديدة قبل نهاية 2022”. وأكد أنها وقعت بالفعل ثلاثة عقود هذا العام. والاثنين الماضي قال الرئيس عبدالمجيد تبون أثناء زيارة رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراغي إلى الجزائر إن بلاده “ستضخ كميات غاز إضافية إلى إيطاليا بموجب عقد تطوير جديد تبلغ قيمته 4 مليارات دولار بالشراكة مع إيني وتوتال وأوكسيدنتال”. وقبل أشهر أعلنت سوناطراك أنها ستضخ نحو 9 مليارات متر مكعب إضافية من الغاز إلى إيطاليا التي تسعى للتحرر من التبعية للغاز الروسي، منها 4 مليارات متر مكعب سيبدأ توريدها إلى البلد الأوروبي هذا الأسبوع. وقال حكار إن بلاده "ترتبط مع إيطاليا بعقد لنقل 30 مليار متر مكعب من الغاز سنويا". وأضاف "إيطاليا مؤهلة لأن تكون بوابة أمام الجزائر لأسواق شرق أوروبا".
مشاركة :