رغم تواجدهم خلف القضبان ومكوثهم في السجن لأعوام عديدة، إلا أنّ أكثر من 500 نزيل منتسب لجامعة الملك فيصل في برنامج التعليم المطور لانتساب السجناء في مختلف سجون المملكة، أنهوا اختباراتهم الجامعية للفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 1437هـ، أسوة ببقية الطلاب الجامعيين، فيما تابعت إدارة السجون سير الاختبارات، من خلال توفير كافة سبل الراحة والأجواء المساعدة للتحصيل العلمي للنزلاء بالتعاون مع جامعة الملك فيصل. وأكد مدير الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن جمال الدين الساعاتي أن تنفيذ عدد من الاتفاقيات النوعية في هذا المجال، يأتي انطلاقاً من رؤية ورسالة الجامعة نحو الشراكة المجتمعية، وأهمية الاهتمام بكافة الشرائح المحتاجة في المجتمع، وتوفير فرص التعليم والتطوير لكافة الراغبين منهم في الحصول على الشهادات العلمية الجامعية، ولا سيما تلك الفئة من أبناء المجتمع الذين تحول بعضهم الظروف الخاصة دون تمكنهم من استكمال تعليمهم النظامي. اتفاقيات متعددة من جانبه، كشف عميد عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور عبدالله بن عبدالوهاب الفريدان أن 500 سجين على مستوى سجون المملكة أدوا اختباراتهم الجامعية للفصل الدراسي الحالي، وكان من أهم بنود الاتفاقيات توفير مقاعد دراسية دون رسوم للعاملين والمستفيدين من خدمات تلك الجهات، مشيرا إلى أن الجامعة توفر حالياً أكثر من 6000 مقعد دراسي دون رسوم، ومخفض الرسوم يستفيد منها شريحة واسعة من أبناء المجتمع وذلك في ضوء الاتفاقيات التي عقدتها الجامعة مع جمعيات خيرية مثل جمعية البر بالمنطقة الشرقية وجمعية كلانا وجمعية السرطان وجمعية إنسان إلى جانب المستفيدين من الضمان الاجتماعي. إشادة من السجون وأشاد مسؤول الشؤون التعليمية بإدارة سجن محافظة الأحساء فايز المطيري بدور جامعة الملك فيصل المجتمعي في رعاية المنتسبين إليها، مؤكداً أهمية مساهمة القائمين على البرنامج لمساعدة النزلاء لإكمال دراستهم الجامعية مع إعفائهم من الرسوم، وتسعى إدارة السجن إلى توفير الأجواء المناسبة لمساعدة النزلاء على إكمال دراستهم بشتى مراحلها الدراسية. من جهته، قال المشرف على إدارة تطوير الشراكة المجتمعية الدكتور مهنا بن عبدالله الدلامي: إن عددًا كبيرًا من النزلاء أصبحوا يتعلقون بمركز اختبارات الجامعة باعتباره الأمل الذي يذكرهم بالحياة، ويحسّسهم أنهم جزء من المجتمع، بل أصبحوا يتميزون سلوكياً داخل أروقة السجن. جهود لـ رعاية الفتيات قالت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام بمؤسسة رعاية الفتيات بمحافظة الأحساء أمل بنت عبدالعزيز المسلم: إن التعليم عن بعد أتاح للنزيلات فرصة التسجيل بالجامعة، وهي فرصة لم تكن متاحة لهن وهن خارج المؤسسة، كما أن للبرنامج أثرًا واضحًا على النزيلات. بدورها، أوضحت الأخصائية الاجتماعية ونائبة المديرة فايزة بنت أحمد السدراني أنه مما لا شك فيه أن برنامج التعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل له أثر إيجابي كبير، حيث يعد من القواعد الأساسية لإعادة بناء وتقويم الفتاة في حاضرها خلال فترة إقامتها بالمؤسسة وصمام الأمان لمستقبلها. .. ونزلاء ونزيلات: تولّدت لدينا تطلعات لمستقبل مشرق أبدى عدد من السجناء والسجينات المستفيدات من البرنامج فرحتهم بإنهاء اختباراتهم للفصل الأول للعام الدراسي الحالي أسوة ببقية زملائهم الطلاب والطالبات، وقال النزلاء (م. س) و(ق. ك) و(ف. ي): إن السجن أصبح بمثابة تأهيل وإصلاح، حيث قمنا باستغلال وقت فراغنا بإكمال دراستنا الجامعية، وحققنا التفوق والتميز ولله الحمد، موجهين خالص شكرنا للجامعة ومساهمتها الكبيرة في ذلك من خلال زيارة ممثلي عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لنا، والتعريف بالتخصصات المتاحة للدراسة والالتحاق بها دون رسوم، هادفةً إلى التأهيل والإصلاح والمساهمة بتعديل سلوكيات الفرد وإعداده من جديد ليكون لبنة صالحة للمجتمع بعد خروجه من السجن، كما نشكر عمادة التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لإيصالهم المذكرات بوقت كافٍ وتوفير المواد اللازمة أسوة بالطلاب العاديين المندمجين مع المجتمع. وتقول الطالبات نزيلات مؤسسة رعاية الفتيات بمحافظة الأحساء (م. ع) و(ك. ل) و(ر. م): على الرغم من أن تجربتنا في الالتحاق ببرنامج التعليم عن بعد بجامعة الملك فيصل محفوفة بمشقة التعليم، لكنها في الوقت نفسه تجربة ممتعة، كما أننا مقتنعات بدراستنا في الانتساب بنسبة كبيرة جدا جدا، فلقد تولّدت لدينا تطلعات أخرى بالحياة من حيث اكتساب ثقافة جديدة والحصول على كمية أكبر من المعلومات الإثرائية، ونتمنى على الجامعة التوسع في التخصصات مثل إضافة تخصص اللغات، كما أن من دوافعنا وراء اختيار نظام الانتساب هو عدم قدرتنا على الالتحاق المباشر بالجامعة كمنتظمات، ونأمل الحصول على الشهادة الجامعية لأننا نتطلع للحصول على وظيفة ممتازة، ونطمح في إدارة مشروع صغير نافع ومربح. الاختبارات نقطة تحول للنزلاء بعد قضاء محكوميتهم
مشاركة :