وقفت الهندية رينا فارما (90 عاماً)، اليوم الأربعاء، بشرفة منزل في باكستان شهد ولادتها وطفولتها، إذ تمكنت أخيراً من العودة إليه للزيارة للمرة الأولى منذ 75 عاماً، وراحت تسترجع ذكريات طفولتها المرحة. قالت فارما والدموع تملأ عينيها "كنت أقف هنا وأغني... هذه دموع الفرح". وتتذكر فارما بوضوح اليوم الذي تركت فيه هي وأسرتها هذا المنزل الصغير المؤلف من ثلاثة طوابق في زقاق ضيق بمدينة روالبندي الباكستانية التي استقبلها سكانها بالزهور والورد لدى وصولها اليوم الأربعاء. كما رقصت مع بعض السكان على قرع الطبول لدى دخولها الشارع الذي كانت تلهو به طوال اليوم وهي طفلة. وأسرة فارما من بين الملايين الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب بسبب التقسيم الاستعماري للهند لدولتين لتصبح الهند ذات أغلبية هندوسية وباكستان ذات أغلبية مسلمة مع نهاية الحكم الاستعماري البريطاني في 1947. وشهدت عملية التقسيم إحدى أكبر موجات الهجرة الجماعية في التاريخ مع تغيير نحو 15 مليوناً من المسلمين والهندوس والسيخ لمقار إقامتهم في حالة اضطراب سياسي واجتماعي ضخمة راح ضحيتها زهاء مليون شخص. وقالت فارما "أنا سعيدة للغاية لأرى البيت قائماً دون تضرر" وقضت ساعات داخله، وهي تسترجع ذكريات الطفولة مع والديها وأشقائها الخمسة. وفرت أسرة فارما إلى مدينة بوني غرب الهند قبل التقسيم بفترة وجيزة وكان عمرها آنذاك 14 عاماً. لكن باقي أفراد أسرتها توفوا دون أن يعودوا لزيارة بيتهم مرة أخرى.