● من يرى غلاف الرواية لأول مرة لن يفهم سر التسمية الغامضة «س ع»، فما سبب هذا الاسم؟قارئ الرواية والباحث في أغوارها سيدرك تماما سر سبب التسمية، فالغموض دافع للقارئ للبحث في أغوار الرواية واستكشاف الرموز التي تحتويها، خاصة أن الرواية تضمنت أسرارا ورسائل صيغت بشكل رموز وشفرات مكثفة.● ما الذي يربط بين اللغة السومرية ورواية «س ع»؟ هناك رابط عميق بين الاثنين، فهي رواية تضم رسائل وتحمل قضايا مهمة تختص بحضارة العراق، من خلال اهتمامها بالإشارة إلى حضارة العراق ولغاتها القديمة، لأنها جزء عظيم ومهم من تاريخ العراق لا يمكن أن يغفل عنها المجتمع، ويجب على الجميع الحفاظ عليها والعمل على حراستها من خلال الاهتمام بها والترويج لها، فاستخدام الرواية بعض الكلمات في اللغة السومرية فخر بتاريخ العراق، ومن أجل الحفاظ على هذه الهوية الحضارية العظيمة.● كيف تمكنت الرواية من الدمج بين الجوانب الحياتية المختلفة، كونها تجمع بين الجوانب الرومانسية والاجتماعية والسياسية؟ الجمع بين أكثر من جانب في رواية واحدة بأحداثها وشخصياتها وبيئتها وفي الزمان والمكان ذاته أمر ليس بيسير، لكن الإصرار على تقديم ملحمة بكل أحداثها والتنقل بالقارئ من شعور إلى آخر يزيد من القدرة على تقديم الرواية بواقعية أكبر، كونها وثيقة تاريخية لأحداث حدثت، كذلك ليعلم الجميع أن بطل الرواية ليس شخصية خارقة أو خيالية، بل هو شخص سوي له مشاعره المرهفة وأحاسيسه الجياشة، عاش أحداثًا وتجارب عاطفية، وله شخصية اجتماعية لها دور ومسؤولية تجاه مجتمعه ووطنه، لهذا أقول إن دمج كل هذه الجوانب الحياتية في الرواية تناسبت مع الأحداث التي حدثت مع كل شخصية فيها.● كيف استطاعت الرواية تصوير واقع المجتمع والحياة العراقية تحديدا والوطن العربي عامة؟صورت ذلك من خلال سياقات عدة، فنقلت واقع الحياة العراقية من خلال نقل صورة حية عن الكيفية التي تسير بها حياة الشخصيات وأحداثها، بأعرافها وتقاليدها ونمط التعامل مع الأحداث التي جرت في الرواية، أما بالنسبة لاشتراكها مع حياة وواقع الوطن العربي فذلك يعود إلى اشتراكها في بعض القضايا المصيرية والسياسية والقضية القومية السامية، فالأمن والأمان مثلا نطاق واحد يغطي دول المنطقة، ما إن يتزعزعا في دولة ما حتى تضطرب الدول الأخرى.● حدثنا عن أسلوبك السردي في الرواية، وماذا تمثل الرمزية فيها؟ جاءت الرواية في مستوى يتناسب مع جميع العقول ويستهدف كل المستويات، إذ خاطبت العقل الباطن لكل قارئ بصورة قد لا يشعر بها، وهذا عامل مهم وغاية من غايات الرواية، حيث أهمية غرس الأفكار التي تنهض بالمجتمع وتهدف إلى التقدم بالوطن في عقل القارئ من خلال عدم انقطاع سلسلة أفكاره بفضل السرد المتسلسل والمترابط مع كل حدث وفصل.● كيف تمكنت الرواية من توظيف الهوية التراثية والثقافية والمجتمعية للعراق؟بأنها جاءت زاخرة بكل ما يخص التراث والثقافة العراقية، وجسدت من خلال ذلك الأحداث بصورة أو بأخرى، بل إن إحدى قضايا وغايات الرواية هي الحفاظ على القيم النافعة في الثقافة المجتمعية الكفيلة بإحداث نقلة نوعية في المجتمع والمساعدة في نهضته، كذلك الهوية الوطنية كانت شاخصة من خلال إخلاص البطل لوطنه والتضحية في سبيله ومن أجل أمن شعبه، بل العمل على الكثير من المهام التي تصب في مصلحة الوطن، والسعي نحو كل ما هو كفيل بالظفر ببلد آمن مستقر، مفتخرا بتاريخه وحضارته الشاخصة آلاف السنين.● تحمل الرواية بين طياتها العديد من العناصر الجمالية والفنية، فكيف استطعت توظيف الجمال في ظل ما تحمله من ألم؟«س ع» رواية الألم والأمل، هكذا وصفت الرواية، لا وجود للمستحيل في الحياة، ودائما هناك أمل يرافق الألم مهما كان الجرح غائرا، كيف لا والرواية هي شمس الحقيقة التي تشرق بعد الظلم والظلام الذي ساد الأحداث وسيطر عليها الألم، أردت أن أقول إنه لا وجود للمستحيل أمام من يريد لوطنه الحياة، فلا يغني عنه غال أو نفيس، فالأوطان عز المرء وقصر حريته.● ما سبب عدم الإفصاح عن اسم البطل في الرواية؟ لذلك غايات كثيرة، منها أن يستنبط القارئ من رمزية اسمه أثر تضحية البطل وما يتعلق بقصة حياته وما عاناه طوال مسيرته الملحمية من أجل الوطن، فلم يقف أكثر من كان يحبهم بطلنا عائقًا أمام دافعه وجهوده لإنقاذ الوطن وإن كان ذلك على حساب أعز ما يمكن أن يملك الإنسان.● متى نرى الجزء الثاني من الرواية؟● قريبا جدا إن شاء الله.● ترجمت الرواية إلى اللغة الكردية مؤخرا.. حدثنا عن أهمية ذلك خصوصا في ظل ما تحمله الرواية من رسائل.اللغة الكردية هي لغة أهلنا من الكرد في شمال العراق، وهم مكون أساسي ومهم في وطننا، وترجمها محمد عبد الله، لهذا ارتأيت أن تكون أول ترجمة للرواية هي الترجمة إلى لغة أبناء بلدي العراق، وتكمن أهمية ذلك في أن تستكمل «س ع» تبليغ رسائلها ومخاطبة كل المجتمعات وبلوغ الغاية التي تنشدها، لما فيها من أهمية لجميع أبناء الوطن العربي، ليس في داخل العراق فحسب، فهناك مكتبة في الأردن اقتبست اسم الرواية اعتزازا بما تحتويه، وأطلقته كاسم على مكتبة تقدم أنشطة ثقافية وأدبية.«س ع» تعكس واقع الحياة والقيم المجتمعية في العراقتتناول رواية «س ع» للكاتب العراقي د. إياد طه، العديد من الرسائل التي صيغت بشكل رموز وشفرات مكثفة، وهي رواية سياسية اجتماعية رومانسية غامضة، أطلق عليها هذا الاسم دفعا للقارئ للبحث واستكشاف الرموز التي تحتويها الرواية، كما ترجمت الرواية إلى اللغة الكردية التي تعد مكونا أساسيا ومهما في العراق، ويتناول الحوار أسرار هذه الرواية إضافة إلى التطرق للأسلوب السردي فيها، وتوضيح الروابط والرموز التي تحملها الرواية. الرواية تضمنت أسرارا ورسائل صيغت بشكل رموز وشفرات مكثفةغموض الاسم يدفع القارئ إلى البحث لسبر أغوارها واستكشاف رموزهاترجمتها إلى الكردية يبلغها الغاية بالوصول إلى المجتمع العراقي
مشاركة :