هذا الوطن لا تبنيه وترفع ذكره الماديات وحسب لكن لابد أن تتناغم معه عطاءات الفكر ومعطيات الثقافة وهذه وتلك لا تنهض بها الحكومة فقط, بل ونحن بوصفنا مواطنين سواء أفرادًا أو شركات أو رجال أعمال أو مثقفين أو إعلاميين علينا دور كلٌّ حسب اهتمامه وتوجهه. * * * فالشركات تقع عليها مسؤولية اجتماعية كبيرة, والمشاركة بإبراز الجوانب الأخرى بوطننا ليس فقط الاقتصادية والعمرانية ولكن أيضاً الثقافية والاجتماعية بوصفها جواهر بعقد منظومتنا التنموية المتناغمة. * * * وهنا أتوقف عند شركة أرامكو السعودية الرائدة بإخراج كنوز التنمية بوطننا وبالعالم. فقد كان لها منذ تأسيسها دورها الحضاري والتنموي والعمراني والثقافي وبخاصة بمدن المنطقة الشرقية التي كانت ببواكير نمائها حين قامت شركة أرامكو. كما لها إسهامها المبكر بالنشر العلمي والثقافي والتحفيز عليهما بمخرجات ثقافية كمجلة» قافلة الزيت» التي أضحى اسمها مجلة القافلة.. وكانت قديماً وحديثاً قافلة تنشر وتنقل عبر صفحاتها إبداعات الأدب والعلم والاقتصاد بأقلام السعوديين والعرب. * * * وبالسنوات الأخيرة كان تاج مشروعاتها الثقافية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» الذي أضحى معلماً متميزاً بشكله المعماري والأهم معلماً بحراكه الثقافي الواسع الشامل لكل الأطياف وعبر كافة مناشطه: أدباً ومسرحاً وفنوناً وعبر مبادراته للأطفال. * * * وبجوائزه المحفّزة على القراءة وهذا منشط متميز في الوقت الذي تقلص فيه الإقبال على القراءة فجاء المركز بأسلوب جديد محفز وبمسابقة سنوية جعل لها جوائز ويعلن نتائجها بحفل يحضره ويشارك فيه المثقفون والمعنيون بالثقافة. وكنت أود لو سمحت ظروفي ولبّيت دعوة إثراء لحضور حفل برنامج إثراء النابه إثراء القراءة لعام 22م وقد اعتذرت ووعدت الأستاذ سامي البطاطي بالمشاركة بمناشط إثراء بقادم الأيام.. * * * «إثراء» أضحى أيقونة ثقافية عربية وعالمية وفّرت له شركة أرامكو كل الإمكانيات من ناحية مساحته ومكوّناته من ثلاثة أقسام رئيسية: قسم تحت الأرض مخصص للفعاليات والعروض الفنية - وقسم عند مستوى السطح مخصص لمناشط الحاضر- وقسم ثالث: برج المعرفة الذي يمثل الرؤية المستقبلية فضلاً عن مكتبته المتميزة رقمياً وورقياً والتي تحتوي على 220 ألف باللغة العربية والإنجليزية. كما يضم المركز متحفاً يعرض برؤية «بانورامية» للثقافة السعودية والعالمية إلى آخر مكونات المركز المبهرة وغير النمطية. * * * والأهم من كل ذلك الكفاءات الوطنية التي تدير هذا المركز وكافة مناشطه وبرامجه وتشرف عليه وتضع برامجه المتميزة كما هو معماره اللافت. * * * وبعد: بمثل هذا المركز نربط ماضينا العلمي المضيء بحاضرنا الحضاري المشرّف بمستقبلنا المشرق عبر جسور التواصل الثقافي والعلمي مع العالم المتطور ونبرز منجزات وطننا بتماهٍ جميل بين انطلاقتنا الحضارية المادية وانطلاقتنا الثقافية عبر هذا المركز وأمثاله ونبلور عطاء الإنسان السعودي ونقول للآخر ما قاله شاعر الوطن د/غازي القصيبي
مشاركة :