أظهرت دراسة حديثة، ان السلطات الاميركية اعتقلت هذ العام أكثر من 50 شخصاً يدعمون أو يرتبطون بتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) واعمارهم صغيرة، في أكبر عدد من الاعتقالات المتعلقة بالإرهاب في البلاد خلال عام واحد منذ أيلول (سبتمبر) 2001. وذكر موقع صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية ان أعمار معظم المرتبطين بهذا التنظيم في الولايات المتحدة الأميركيّة أصغر ممّا كانت الحكومة تتوقّع، وأن هذا التنظيم بات يولي اهتماماً متزايداً بانخراط المرأة فيه. واوضحت الصحيفة ان 71 شخصاً اعتقلوا العام الماضي، بتهم تتعلق بانتمائهم إلى «داعش» بالاضافة الى 56 شخصاً اعتقلوا هذا العام، فيما كشفت السلطات حوالى 400 حساب في مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فايسبوك» و«تويتر» تابع لاميركيين متعاطفين مع التنظيم. وقال مدير برنامج محاربة التطرف في «جامعة جورج واشنطن» والذي اجرى الدراسة، لورينزو فيدينو، ان الافراد الذين يلتحقون بالتنظيم هم فتيات في سن المراهقة وطلاب الجامعات. وافادت السلطات الاميركية، انه قبل حادث اعتداءات باريس، كان 36 شخصاً يشتبه في علاقتهم بتنظيم «داعش» مراقبين الكترونياً، فيما أوضح فيدينو الذي درس الإسلام لمدة 15 عاماً انه «من الصعب التنبؤ بما سيقوم به المتطرفين». وكشفت الدراسة ان غالبية الاشخاص الذين يؤيدون التنظيم ينجذبون من طريق وسائل التواصل الاجتماعي، ومعظمهم صغاراً في السن. وقال مساعد المدعي العام لأمن الوطني جون كارلن ان «80 في المئة من المعتقلين بتهم تتعلق بالارهاب في الاشهر الـ 18 الماضية تقل اعمارهم عن 30 عاماً، وان 40 في المئة منهم تحت سن الـ21». وأشارت الدراسة الى ان 14 في المئة من المعتقلين هم من النساء، وان 40 في المئة من المعتقلين اعتنقوا الاسلام، فيما يشكل عدد المسلمين الذين اعتنقوا الاسلام في اميركا 23 في المئة. وقال التقرير ان أكثر من نصف المعتقلين حاولوا السفر إلى العراق وسورية أو ألقي القبض عليهم أثناء سفرهم إلى مناطق النزاع، بينما توفي سبعة جنود أميركيين على الأقل اثناء قتالهم ضد «داعش». وقالت السلطات الأميركية أخيراً، ان المتطرفين اعتمدوا تنقيذ الاعتداءات وهم في منازلهم، من دون الحاجة الى السفر الى مناطق النزاع، اذ انخفض عدد الأميركيين الذين يسعون للذهاب إلى سورية والعراق للانضمام الى تنظيمات المتطرفة. ويقول مسؤولو مكافحة الارهاب انه منذ تموز (يوليو) الماضي، اثنين في المئة من الاميركيين سافروا للانظمام الى «داعش» مقارنة مع التسعة أشهر السابقة من العام الماضي. وأوضح المسؤولون ان عملاء سريين شاركوا مع السلطات في إلقاء القبض على المتطرفين، فيما أشارت الصحيفة الى حادث إلقاء القبض على الزوجين جيلان يونغ (19 سنة) ومحمد دخل الله (22 سنة) اللذين ادعيا الذهاب الى رحلة شهر العسل، وقبض عليهما في المطار بمساعدة عملاء سريين. وأظهرت دراسة أجراها مركز «كويليام» البريطاني المناهض للتطرف الشهر الماضي، أن أكثر من نصف الدعايات التي أصدرها تنظيم «داعش» في الفترة الأخيرة، هدف إلى إثبات قدرته على إدارة دولة قابلة للحياة ونجاحه في تجنيد مقاتلين لصفوفه.
مشاركة :