تمكنت الوحدات الأمنية التونسية من توقيف «عنصر تكفيري» كان يخطط لتنفيذ هجمات مسلحة تستهف منشآت سياحية وشخصيات سياسية، في وقت أعلنت الرئاسة تمديد حال الطوارئ لمدة شهرين في ظل استمرار التهديدات بتنفيذ هجمات في تونس. وأفادت وزارة الداخلية التونسية في بيان أمس، أن وحدات مكافحة الإرهاب تمكنت من «توقيف عنصر تكفيري يسكن في محافظة جندوبة مرتبط بعناصر إرهابية فارة متحصنة بجبال المحافظة» التي تقع قرب الحدود الغربية مع الجزائر. وتوجد في المنطقة جبال تتحصن فيها عناصر مسلحة موالية لتنظيم «القاعدة». وأكد بيان الداخلية ان العنصر الموقوف «اعترف بتخطيطه لاستهداف شخصيات سياسية وإعلامية وأمنية، إضافة إلى بعض المطاعم السياحية في العاصمة، بالتنسيق مع عناصر إرهابية فارة من ليبيا ومتواجدة في جبال جندوبة». ورفعت تونس درجة التأهب الأمني منذ مطلع الأسبوع الجاري، تحسباً لهجمات مسلحة قد تستهدف البلاد بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد والمولد النبوي، في ظل تصريحات لمسؤولين أمنيين بأن التهديدات الإرهابية تبقى موجودة على رغم تحسن الوضع الأمني في البلاد. وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان مساء، الثلثاء، تمديد حال الطوارئ في البلاد لمدة شهرين إضافيين، وذلك بعد شهر من إعلانها في 24 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، عقب هجوم انتحاري استهدف باصاً للحرس الرئاسي أسفر عن مقتل 12 شخصاً. وورد في بيان الرئاسة أن «رئيس الجمهورية قرر تمديد حال الطوارئ في كامل تراب الجمهورية لمدة شهرين بداية من 24 كانون الأول (ديسمبر) إلى 21 شباط (فبراير) المقبل». ويمنح قانون الطوارئ صلاحيات واسعة للحكومة والقوى الأمنية لاتخاذ اجراءات استثنائية مثل دهم المحال المشبوهة من دون اذن قضائي ومنع الاحتجاجات والتظاهرات وفرض الإقامة الجبرية، كما يسمح قانون الطوارئ للجيش بالانتشار داخل المدن. والاسبوع الماضي، حذرت دول غربية (من بينها بريطانيا والولايات المتحدة) من احتمال وقوع هجمات في تونس هذه الفترة، داعية رعاياها إلى توخي الحيطة والحذر وتجنب التوجه إلى الأماكن الحساسة والفضاءات التجارية الكبرى في العاصمة التونسية. وأكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن بلاده «في الصف الأول في مجال مكافحة الأرهاب والتطرف»، معتبراً أن محاربة الظاهرة الارهابية «لا تتم عبر المواجهة المسلحة فقط بل بالثقافة والإبداع واستعادة قيمة العمل». وقال السبسي، في لقاء مع إعلاميين سعوديين نقلته وكالة الأنباء التونسية أمس، إن «تونس قادرة على التقليص من ظاهرة انضمام بعض شبابها إلى التنظيمات الإرهابية إذا تمكنت من القضاء على أسباب الظاهرة عبر التعاون مع حلفائها وأصدقائها». وأوضح الرئيس التونسي أن «الأسباب التي تغذي انضمام هؤلاء الشباب إلى بؤر الإرهاب في مقدمها البطالة بخاصة في صفوف الشباب من خريجي الجامعات إضافة إلى الفقر والتهميش الذي تعيشه بعض المناطق وتغذية بعض الجمعيات للإرهاب».
مشاركة :