يخوض النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لاعب مانشستر يونايتد، فصلاً صيفياً صعباً بعد فشله في تحقيق رغبته بالرحيل عن مانشستر يونايتد، إلى نادٍ ينافس في بطولة دوري أبطال أوروبا، الموسم المقبل. وأكدت تقارير أوروبية، أن وكيل أعمال رونالدو، اجتمع مع أكبر أندية أوروبا للنقاش حول إمكانية التوقيع مع النجم البرتغالي، صاحب الكرات الذهبية الخمس، لكن المفاوضات الحثيثة التي أجراها وكيل اللاعبين المخضرم جورجي مينديز، باءت جميعها بالفشل، ولم يرغب أي نادٍ في التعاقد مع رونالدو، أحد أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة. ووفقاً لتقارير متفرقة، رفضت أندية بايرن ميونيخ الألماني، وتشيلسي الإنجليزي، وانتر ميلان الإيطالي، وباريس سان جرمان الفرنسي، وأتلتيكو مدريد الإسباني، التعاقد مع رونالدو، لكن السؤال الأهم هو، لماذا ترفض الأندية الكبيرة التعاقد مع رونالدو بالرغم من سجله التهديفي التاريخي وميزاته البدنية الممتازة؟ العائق المالي السبب الأبرز والأوضح هو الجانب المادي، حيث تصل مطالب رونالدو المادية إلى أكثر من نصف مليون يورو أسبوعياً، وهو راتبه الحالي مع مانشستر يونايتد، حتى حال تخفيض راتبه، لن يتقبل رونالدو فكرة تقاضي راتباً قليلاً، يقل عن 20 مليون يورو سنوياً، وذلك لمعرفته بمكانته الرياضية والتسويقية، وحتى في حالة رفع رونالدو للنادي الجديد اقتصادياً، فإن العديد من الأندية لا تستطيع الالتزام براتب ضخم فوراً، لأنها تواجه تحديات أكثر صعوبة منذ جائحة كورونا، وهو السبب الذي دفع العديد من نجوم العالم للرضوخ وتخفيض رواتبهم حتى النصف أحيانا، من أجل اللعب في الأندية التي يرغبون بها، وأبرز الأمثلة على ذلك روبرت ليفاندوفسكي الذي خفض راتبه للنصف للانتقال إلى برشلونة، ومثله روميلو لوكاكاو كي يعود لانتر ميلان، وكذلك باولو ديبالا الذي انتقل لروما قادماً من يوفنتوس. العمر بالرغم من صحته الممتازة واستعداده البدني الكبير، إلا أن سن رونالدو الذي يبلغ 37 عاما، يعد عائقاً كبيراً للأندية، وقد يقلل من عطائه في الملعب، ويصعب عملية بيعه لاحقاً عندما يقترب من عامه الـ 40، سنه الكبير كذلك يقلل من دوره الدفاعي، حيث يركز رونالدو في الأعوام الأخيرة، على بذل مجهود في الأدوار الهجومية، وإراحة الجسد دفاعياً، وهو الأمر الذي دفع نادٍ دفاعي بحت يعتمد على جهد الجميع مثل أتلتيكو مدريد، لاستبعاد التعاقد معه. المكانة والغرور يؤثر رونالدو كثيراً على الفرق التي يلعب معها، حتى خارج الملعب، وهو ما حصل عند انتقاله لمانشستر يونايتد، حيث أشارت تقارير لاحقاً إلى انقسام غرفة الملابس، بين مؤيد له ومعارض لتصرفاته، رونالدو لديه شخصية قوية، وثقة بالنفس عالية، تجعله يرفض قرارات المدرب أحياناً وبشكل علني، كما يظهر امتعاضًا عند إخراجه من الملعب، وهي عوامل تخلق الأجواء المشحونة داخل النادي، وتبعد الفريق عن التجانس المطلوب. كما أن رونالدو لطالما تصرف بشكل "منفصل" عن اللاعبين الآخرين، فعلى سبيل المثال يقرر السفر إلى البرتغال مع عائلته والغياب عن مباراة غير مهمة لفريقه، وهي تصرفات قد لا تتقبلها الأندية الكبيرة الأخرى. الأسباب التكتيكية رونالدو ليس لاعب منظومة، لذلك فإن انتقاله لأي نادٍ، سيتطلب تعديلات تكتيكية في طريقة اللعب، قد لا تكون الأندية مستعدة للقيام بها، وصول رونالدو يعني تهميش المهاجم الحالي لأي نادٍ، كما يجب توفير اللاعبين الخلاقين له لصناعة الفرص، كي يسجل أكبر عدد من الأهداف، ويعود بالفائدة الأكبر للنادي، لكن العديد من الأندية لديها خط هجوم مستقر لا تريد هز استقراره برونالدو، كما أن البعض الآخر من الفرق يعتمد على اللامركزية في الهجوم، وتبادل الأدوار بين اللاعبين، مثل ليفربول الإنجليزي. العائد الاستثماري مع كل انتقال، يقوم النادي بتقييم الفكرة من الجانب الاقتصادي البحت، وهنا تكمن مشكلة العائد الاستثماري لرونالدو، النادي الذي سيستثمر في رونالدو سيضع مبالغ طائلة سنوياً، بالإضافة إلى قيمة انتقال من مانشستر يونايتد، لكن عملية بيعه للحصول على عائد مادي شبه معدومة، فرونالدو سيقترب من الـ 40 بعد أعوام قليلة، ولن يستطيع النادي الحصول على مشترٍ له بسهولة مع نهاية عقده، مما يعني التخلص منه مجانا بعد نهاية العقد، أو بيعه بعد عام واحد بمبلغ زهيد. وتكلف عملية التعاقد مع رونالدو لعامين 100 مليون يورو تقريباً، ما بين تكلفة انتقال ورواتب للاعب ومبلغ لوكيل الأعمال، وفي ظل أزمة كورونا هذا المبلغ يبدو كبيراً جداً على الأندية، ولا يتم إنفاقه إلا على لاعبين شبان، يتم بيعهم لاحقاً بمبلغ كبير وبشكل مضمون. تابعوا البيان الرياضي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :