أجمع مدربون وطنيون على أن تعاقد الأندية مع حراس المرمى الأجانب لتمثيل فرقها في دوري المحترفين، سيؤثر بشكل أو بآخر على مستوى الحراس السعوديين سواء من المواهب الصاعدة أو الأسماء المخضرمة التي توجد في الدوري منذ سنوات. وقال مدربون في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الحراس السعوديون سيكون مكانهم بكل تأكيد على مقاعد البدلاء أو حتى خارج القائمة، وهذا ما يقلل من خيارات المنتخب السعودي الذي تنتظره مشاركة في نهائيات كأس العالم 2022. وبيَّن المدربون أن الحارس السعودي أثبت جدارته في المناسبات كافة التي وُجد فيها، وآخرها بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية التي تُوِّج بها الأخضر في أوزبكستان ولم يدخل الشِّباك السعودية أي هدف سواء في وجود نواف العقيدي أو حتى بعد استبدال الحارس عبد الرحمن الشمري به، كما أن الهلال تُوِّج بدوري أبطال آسيا مرتين وثلاث مرات متتالية ببطولة دوري المحترفين في وجود الحارس عبد الله المعيوف، بينما فشلت فرق أخرى تملك حراساً أجانب في بلوغ الأدوار المتقدمة. وأكد علاء رواس، المدرب الخبير الذي عمل سنوات طويلة مع المنتخبات السعودية وكذلك مع نادي الاتحاد، ضرورة أن تعطي الأنديةُ الحراسَ المحليين الفرصة للعب في المباريات الرسمية حتى لا تتم خسارة جيل من الحراس الصاعدين مقابل التعاقد مع حراس قد يكونون أقل كفاءة من الحراس الموجودين في الأندية أو من يمكن استعارتهم من أندية أخرى. وأضاف: «هناك آراء ممكن أن يغضب منها البعض ولكن أراها مقنعة، فهناك حراس أجانب أقل من الموجودين يتم التعاقد معهم بمبالغ طائلة وبعد فترة يتم اكتشاف الأمر، وبالتالي تُتخذ خطوة الاستغناء عنهم بعد فوات الأوان وبعد أن يفقد الحارس السعودي الكثير من حساسية المباريات، وهذا شيء سلبي يؤثر على الفريق والحارس المحلي بشكل عام، ولذا يتوجب أن يكون هناك عمل على جانب أن يُمنح الحارس المحلي فرصاً متساوية أو أقل نسبياً من الحارس الأجنبي». وتابع: «حينما يتم التعاقد مع حارس أجنبي من المهم على إدارة النادي أن تبلغ المدرب أن لديها مشروعاً طويلاً يهدف إلى الاعتماد المستقبلي على الحارس السعودي، وتطلب منه أن يُجري توزيعاً عادلاً في المباريات التي يشارك فيها كل حارس سواء الأجنبي والمحلي حتى يتم توزيع الجهد والفرص وحتى تجديد قوة الفريق وعدم الرضوخ لتبرير المدرب بأنه يريد الاستقرار والذي يكون في الغالب على حساب الحارس السعودي بعدم منحه الفرصة». وبيّن رواس أن هناك أمثلة كثيرة على تفوق الحارس السعودي على الأجنبي، كما حصل في نادي الهلال حينما تفوق الحارس عبد الله المعيوف على العماني علي الحبسي والذي كان حينها قادماً من تجربة في الدوري الإنجليزي وملاعب أوروبية أخرى، إلا أن المعيوف أخذ ثقة المدرب ليكون أساسياً أو تتوزع الأدوار بينهما، حتى رحل الحبسي وبقي المعيوف إلى الآن حتى مع التعاقد مع الحارس الدولي السعودي محمد العويس. وشدد رواس على أن التبرير بأن وجود الحارس السعودي على المقاعد غير منطقي أبداً، والصحيح أن ينال الفرصة في اللعب والمشاركة وإن أخطأ، كحال أي حارس، يُمنح ثقة وفرص جديدة. وحول قدرة الحراس السعوديين على التألق في كأس العالم المقبلة، خصوصاً أن الحارس محمد العويس انتقل للهلال وبات أيضاً احتياطياً للمعيوف الذي ابتعد عن المنتخب في العاميين الماضيين، قال: «مهمٌّ أن يكون الحارس الأساسي في فريقه هو حارس المنتخب الأول والعويس فقد مركزه بوجود الحارس المعيوف في الهلال، ولذا أرى أن حظوظ عودة المعيوف أكثر وإن كان المدرب الخاص لحراس المنتخب السعودي لديه بعض القناعات أن المباريات الودية قد تكون كافية لتجهيز الحارس، وهذا ليس منطقياً، ولذا أرى أن المعيوف وعودته للمنتخب ستكون أقرب، حتى إنه يمكن أن يعود للحراسة الأساسية، إلا أن ذلك يتطلب كذلك أن يواصل إبداعاته في المباريات الدورية التي تسبق المعسكرات الأخيرة للمشاركة في المونديال، وحتى تولي العويس الحراسة قد يكون إيجابياً لأنه متواصل ومتعود على المجموعة الموجودة وكذلك لكفاءته، ولكن يبقى الحارس الأساسي في فريقه هو الخيار الأنسب للمنتخب، وهذا أيضاً نهج في أوروبا أن الحارس الأساسي هو المفضل لمنتخب بلاده». من جانبه قال حمد اليامي الذي كان مدرباً للحراس في التصفيات المؤهلة لمونديال «2018»، إن تعاقد جميع الأندية السعودية التي تلعب فرقها في دوري المحترفين مع حراس أجانب عدا الهلال يعني أن هناك تأثيراً سلبياً أكيداً على الحراس السعوديين. وأضاف اليامي الذي عمل أيضاً في نادي الاتفاق قبل أن ينتقل للقادسية حالياً: «الأكيد أيضاً أن أي حارس يُبدع من بين هذا الكم من الحراس الأجانب سيكون مميزاً جداً، وهذا ما يحصل مع الحارس عبد الله المعيوف الذي أثبت أنه كفاءة كبيرة حتى إنه أبقى العماني علي الحبسي احتياطياً له وكذلك حينما انتقل محمد العويس الحارس الأساسي للمنتخب السعودي لنادي الهلال بات احتياطياً له». وزاد بالقول: «هذا مثال ولكن يجب تأكيد أن وجود العدد الكبير من الحراس الأجانب يُضعف فرصة بروز أسماء جديدة لأنها لن تنال فرصاً كافية، حيث إن 15 نادياً لديها حراس أجانب يعني أن حارساً سعودياً وحيداً سيوجد في مباريات الدوري الموسم المقبل وقد يزيد على ذلك في بعض الجولات حسب وضع الحراس الأجانب». وأشار إلى أن هناك حراساً سعوديين أثبتوا أنهم أفضل من الأجانب في فترات مهمة، من بينهم حبيب الوطيان الذي نال الثقة وأصبح أساسياً في فريقه السابق الفتح، حينما أُصيب الأوكراني ماكسيم كوفال، ولم يتمكن من العودة للتشكيلة الأساسية مع تألق الوطيان قبل أن يرحل للهلال، كما أن هناك نماذج كثيرة من بينهم الشاب نواف العقيدي الذي نال الثقة في الطائي وكان أساسيا بعد الاستغناء عن حارسهم البلغاري الموسم الماضي وأنعكس ذلك إيجابيا حينما شارك مع المنتخب السعودي في التتويج ببطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية ونال جائزة أفضل حارس. وقال اليامي إنه يفضّل أن يكون الحارس محمد العويس مستمراً في التشكيلة الأساسية للمنتخب في كأس العالم المقبلة لعدة عوامل تميزه، إلا أن عدم نيله اللعب أساسياً في ناديه الهلال قد يجعل إعادة المعيوف للمنتخب الحل الأنسب كونه متمرساً ولديه حساسية اللعب للمباريات كأساسي. واستغرب من أن إدارات بعض الأندية باتت تفضل التعاقد مع حراس أجانب رغم وجود كفاءات لديها، مثل الأهلي الذي يملك حارساً خبرة مثل ياسر المسيليم والشاب محمد الربيعي وقد مثّلا الفريق في دوري المحترفين، وباتت الإدارة تسعى للتعاقد مع حارس أجنبي لتمثيل الفريق في دوري الأولى. وتمنى أن تكون هناك لجان فنية مختصة من أجل النقاش مع المدربين بدلاً من أن يتولى الرئيس أو المقربين منه إدارة كل شيء أو منح المدربين كل شيء دون متابعة وحساب. وكان الفيصلي الهابط أيضاً لدوري الأولى، من الأندية القليلة التي وثقت في الحراس المحليين منذ فتح باب استقطاب الحراس الأجانب لكن مع هبوط هذا الفريق بات الهلال الوحيد الذي لديه فقط حراس سعوديين. أما تيسير آل نتيف، الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي، فقد أكد أن من حق الأندية الاستفادة من قرار استقطاب حراس أجانب في حال لم تجد الأسماء المحلية من أصحاب الكفاءة ولا يمكن لومهم في هذا الجانب إلا أن المهم أن يستفيد الحراس المحليون من الاحتكاك مع الحراس الأجانب ويكتسبوا الخبرات من أجل تطور أدائهم أكثر ونيل الثقة في حال كانت الفرصة مواتية.
مشاركة :